يعاني فلاحو مركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم كساد زراعتهم وتصحر أراضيهم بسبب عدم القدرة على توفير مياه الري، في ظل تجاهل للمسؤولين، وتخوف شديد من الأهالي لنقص المياه أكثر، خاصة مع توقيع اتفاقية سد النهضة.
وتعود المشكلة لعام 2007 وازدادت تبعاتها بوصول الرمال للأراضي في العام 2011، حيث تنقص المياه بشدة بقرى منطقة قارون بالمركز خاصة القرية الثانية والقرية الأولى وقرية دار السلام، وكذلك القرية العاشرة والقرية الثالثة، وتزداد سوءا في قرتي دار السلام والقرية الثانية، والتي زحفت الرمال إلى أراضيها، وهو ما دفع الفلاحين لترك أراضيهم بعد بوارها.
من جانبهم حاول الأهالي بشتى الطرق حل المشكلة بتقديم الشكاوى للري في أفيوم، وكذلك لوزارة الري، كما أقاموا الوقفات الاحتجاجية أمام مبنى المحافظة، وحاول نواب مجلس الشعب إيجاد حلول للفلاحين، إذ قام الدكتور حسن يوسف عبد الغفار عضو مجلس الشعب 2005 بافتتاح مشروع الصراف، والذي كان يقوم برفع المياه من وادي الريان لبحر قارون، ولكنه تم إيقاف بعض ماكينات الرفع في المشروع بعد أحداث 3 يوليو لأسباب غير معلومة.
واستطلعت شبكة "رصد" آراء عدد من أهالي المركز والفلاحين، فمن جانبه قال "حامد محمد": "الحصة بتاعت الفدان مش بتكفيه، فبنضطر لترك بعض الأرض بدون زراعة"، أما "عبد السلام علي" فيقول إنه ترك أشجار الزيتون نشفت علشان يزرع قريب من الترعة، والبصل بتاعه أغلبه اتحرق بسبب قلة المياه.
ويضيف المزارع "أبو محمود" قوله: "الأرض بتاعتنا أحسن أرض وبعافيتها بس عايزة تشرب"، ويتابع المواطن "عبد الله أحمد": "ابني ترك الأرض وراح يشتغل غفير في 6 أكتوبر علشان يلاقي يوكل عياله".
من جانبه عبر المهندس الزراعي "م.ع" عن قلقه إزاء تطور الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تصحر أراضي الفيوم الزراعية، فقال: "مع قلة مياه الري يضطر الفلاحون لترك الأرض البعيدة عن ترعة المياه بدون زراعة، وهذا الأمر يسبب ما يعرف بالتصحر، لأنه عند ترك الأرض بدون زراعة تزحف عليها الرمال خاصة عندنا في يوسف الصديق الجبال قريبة من الأرض، وكلما ترك فلاح فدان له زحفت عليه الرمال، وذلك يسبب تهديدا للرقعة الزراعية في المنطقة".
أما "أحمد عبد الله" فقال: "القمح بتاعي الرمال غطت أغلبه يعني شوف حضرتك مش ظاهر من القمحة غير السبلة بس أحصده إزاي دلوقتي؟ والمحصول راح عليّ ومش عارف أعمل إيه؟".