قال الباحث السياسي، علاء بيومي، إن عملية عاصفة الحزم "حولت عيون العالم نحو الجيل الجديد من القادة السعوديين، وعلى رأسهم محمد بن سلمان" وزير الدفاع ونجل العاهل السعودي.
وأضاف "بيومي" في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قائلًا إن "عاصفة الحزم تبدو الابن الشرعي لمحمد ووالده؛ عملية ضخمة بكل المقاييس، تشارك فيها عشرة دول على الأقل بطيران وبحرية، وتخوض حربًا صعبة في اليمن".
وأشار الباحث السياسي إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، اكتفت بالتنسيق المعلوماتي، "تاركةً القيادة العسكرية للسعودية، والتي تولت بدورها تشكيل التحالف وقيادتها وتوسيعه وتحديد أهدافه".
وألمح إلى أن محمد بن سلمان، ووالده (العاهل السعودي) "قاما تقريبًا بإعادة تشكيل جزء كبير من التحالفات الإقليمية في سرعة كبيرة، تقربًا من دول الخليج كقطر، ومن تركيا والسودان، ويبحثان عن دعم باكستاني، ويشارك في تحالفهما المغرب ومصر السيسي".
وأضاف "بيومي" أن "حرب اليمن بالنسبة لمحمد بن سلمان اختبار هائل، وهو يجمع مناصب ضخمة بالمملكة، فهو وزير الدفاع ورئيس الديوان الملكي ورئيس مجلس السياسات الاقتصادية، وهو بالمشاركة مع محمد بن نايف النائب الثاني للملك، أو ولي ولي العهد، وأهم أمراء الجيل الثاني في السعودية".
وأشار إلى أن عاصفة الحزم، "أوجدت هوية خليجية جديدة، أو ربما قوت هوية قائمة، تقوم على العلاقة بين شباب الأمراء الخليجيين، فمحمد بن سلمان في الثلاثينيات، ويبدو أنه ومن حوله يمتلكون تصورًا مختلفًا لدور الخليج والمملكة".
وأفاد علاء بيومي، بأن "أمراء الخليج الشباب، ربما يريدون دورًا أكبر للخليج في قيادة العالم العربي، وحسم معاركه في غياب القوى الأخرى، كمصر والعراق وسوريا"، مؤكدًا أنهم "لديهم من النفوذ والقوة ما يدعم هذا التصور"، ومضيفًا: "ولديهم هوية مشتركة، قد تقويها حرب اليمين، بحكم أنهم يحاربون معًا الآن في اليمن وسوريا وربما العراق".
واستدرك الباحث السياسي بقوله: "ولكن الأمر ليس ورديًا بالمرة، فحرب اليمن مازالت غير مأمونة العواقب، فالحوثيون يتقدمون على الأرض رغم الضربات الجوية، والطيران لا يحسم معارك على الأرض، وبعض المراقبين الدوليين يتسائل حول قدرات محمد بن سلمان، رجل القانون والذي تعلم بالمملكة ولا يمتلك خلفية عسكرية، على قيادة مثل هذه المعركة الضخمة."
ولفت إلى أن اليمن "بلد كبير، وصعب التضاريس للغاية، وشعبه ضخم وكبير العدد ومتعدد الولاءات، والحوثيون تنظيم عقائدي خاض حروبًا كثيرة وسيحارب لآخر نفس بالشراكة ربما مع القوات الموالية لعلي عبد الله صالح".
وأعرب "بيومي" عن اعتقاده بأن "السعودية بدأت في تسليح بعض قبائلها وكذلك القاعدة أيضًا بدأت في الاستفادة من الأوضاع، باقتحام أحد السجون وتحرير قيادات لها، ما يزيد الوضع تعقيدًا"، مضيفًا: "ناهيك عن دور إيران وجماعات كحزب الله، والذي لم يتضح بعد في حرب اليمن، ولو زاد فهو قادر على تعقيد الأمور".
وأكد "بيومي" أن "تماسك تحالف عاصفة الحزم لم يختبر، فلا أحد يعرف على وجه الدقة مواقف الدول المشاركة فيه، وهل ستستمر حتى النهاية، وهناك أيضًا تساؤل حول دول القوى الجماهيرية داخل المملكة واليمن والدول المشاركة في التحالف".
