شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بعد 70 عاما ناعما.. “المنشقون” سلاح النظام الأردني لهدم الإخوان (2-4)

بعد 70 عاما ناعما.. “المنشقون” سلاح النظام الأردني لهدم الإخوان (2-4)
يستعد تنظيم الإخوان في الأردن، لحرب سياسية، لمواجهة الانقلاب الداخلي لشق الصف، عن طريق "الإخوان المنشقون" والذين استطاعوا أن يحصلوا من خلال موافقة النظام الأردني على ترخصيص بإنشاء جماعية، الأمر الذي وضعهم أمام مأزق سياسي.

يواجه تنظيم الإخوان في الأردن، أزمة ربما هي الأقوى منذ تأسيس الجماعة بنحو 70 عاما خلت، فالجماعة تتصدى لمحاولات “تتعاظم” من قبل منشقين عن صفوفها، للإطاحة بهيكلها التنظيمي، بقيادة عبدالمجيد الذنيبات المراقب العام السابق.

بعد سنوات هي الأهدأ من نوعها بين النظام والاخوان في الدول العربية، ولكن  مؤخرًا الأردني دخل على خط المواجهة مؤخرا، بدعمه المحاولات الانشقاقية والتي أسست لما يعرف بتيار “إصلاح الإخوان”، والذين حصلوا على ترخيص جماعة جديدة استخدمت الاسم ذاته، وانتخب الذنيبات مراقبا لها، وتسعى جاهدة كي تطيح بالجماعة الأم بدعوى أنها غير شرعية.

ويعد إعلان الجمعية الجديدة لجماعة الإخوان في الأردن تعيين عبد المجيد الذنيبات مراقبا عاما لها، صار الذنيبات هو مؤسس جمعية “إخوان الأردن” التي حصلت رسميا قبل أيام على ترخيص وتم تسجيلها ضمن سجلات الجمعيات في وزارة التنمية الاجتماعية، الأمر الذي أدى لتفاقم الخلافات داخل “الجماعة الأم”، حيث دعا فريق “حكماء الجماعة”، أركان الدولة إلى إعادة النظر في آلية التعاطي الرسمية مع خلافات الإخوان، كما دعا قيادات التنظيم إلى تقديم تنازلات داخلية للخروج من الأزمة، ولكن كل المحاولات فشلت في إيجاد حل للأزمة حتى الأن.

الإخوان تتوعد بالمواجهة

الجماعة من جهتها قالت إنها ستتصدى للمحاولات الانشقاقية، ودعت النظام للكف عن دعمه المنشقين.
معاذ الخوالدة المتحدث باسم جماعة الاخوان المسلمين في الأردن، صرح لشبكة “رصد” قائلا: “إن جماعة الاخوان في الأردن أتمت 70 عاما، وحملت على عاتقها  مشروعا وطنيا، وكانت جزءا من نسيج الوطن”.

وأضاف، أن محاولات العبث بالجماعة هو عبث بالأمن الأردني، متهمًا الأطراف التي انشقت ومن دعمتها بالتورط في زعزعة استقرار البلاد”.

واستطرد قائلا: “لن نتراجع على نهجهنا وفق رؤية إسلامية حديثة، وبات الأمر واضحا للجميع فالذنيبات يقود انقلابا على الجماعة، بتشكيل جمعية”.

وأكد على أن جمهورالجماعة في كل المدن رفضت استقبال أعضاء تلك الجمعية، التي تستغل اسم الإخوان لتحقيق مصالح شخصية، لافتا إلى أن تنظيم الإخوان يرحب بأي مشروع نهضوي مع الإخوة المنشقون وعلى الاستعداد للتعاون معهم”.

وبسؤاله عن دور النظام في تلك الأزمة، قال الناطق باسم إخوان الأردن: “لا شك أن هناك تدخل رسمي لمحاولة هدم الجماعة بواسطة “المنشقون” مطالبا “عقلاء الأردن” لمواجهة الأفكار الهادمة”.

وأكد  أن هدف الاخوان الرئيسي في الفترة الحالية هو الإبقاء وتدعيم الوحده الوطنيه المتمثله في الجماعه، وعدم السماح للحكومه او الذنيبات بفسخ التلاحم الموجود في الجماعه، وأضاف:” أن الجماعه هي صِمَام أمان الاْردن ويجب على كل محب للأردن دعم الجماعه وأدانه ما قام به المنشق المدعوم من الحكومه الذنيبات

منشقو الأردن تفوقوا على منشقي مصر

من جهته قال راكان السعايدة الكاتب والمحلل السياسي الأردني: “إن الدولة الأردنية تدعم الجمعية الجديدة، وهو الأمر الذي سيرجح كفتهم في النهاية، مؤكدا على أن النظام الأردني سيمكن لهم على الجماعة الأم في المستقبل”.

وأوضح السعايدة في تصريح لـ”رصد”: إن هناك تشابها بين عملية الانشقاق في كل من الأردن ومصر، لكن منشقي الأردن تقدموا بخطوات على نظرائهم في مصر، فإخوان مصر لم يستطيعوا تكوين هيكل رسمي حتى الآن، ربما لأن النظام المصري يرفض فكرة تكوين أحزاب على أسس دينية.

وكان المنشقون عن إخوان الأردن، قد  عقدوا مؤتمر صحفيا الشهر الماضي، أعلنوا فيه تنصيب عبد المجيد النيبات مراقبا عاما لها، بدلا من همام سعيد، عضو مكتب الإرشاد العالمى، ومراقب إخوان الأردن، مطيحة بقيادة جماعة الإخوان “الأم”، ومعتبرة إياها غير شرعية. 

واتجهت بعض الجهات الرسمية لإرسال رسائل تطمينية والبدء فعلا بحراك لاستقطاب أفراد من بعض المؤسسات الرسمية الدينية وإقناعهم للتسجيل بالجمعية الجديدة، إلا أن هذا الأسلوب في الاستقطاب لم يأت بنتاجات أيضا، ما شكّل صدمة للجمعية التي ما زالت تفتقر إلى أعضاء سوى مؤسسيها.

       

يذكر أن  جماعة الإخوان المسلمين في الأردن على يد الحاج عبد اللطيف أبو قورة وعدد من رموز وأعيان المملكة عام 1945، وحضر حفل افتتاح دار الإخوان الملك عبد الله الأول بنفسه.

و تذبذبت العلاقة بين النظام والإخوان طوال عهد الملك الحسين بن طلال من التقارب والترحيب حينا إلى الاعتقالات والتضييق أحيانا أخرى، إلا أن هذه العلاقة لم تتدهور قط إلى درجة السوء التي وصلت لها علاقة الإخوان بالأنظمة العربية الحاكمة الأخرى إذ لم يحدث أن ألغي تصريح الجماعة أو تعرض أعضاؤها لأحكام بالإعدام كما حدث في مصر.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023