تحفل الذاكرة الفلسطينية بأسماء مئات الشهداء والقادة الذين ارتقوا في طريق مقاومة الاحتلال، لكن هناك أسماء منهم لا تزال تحلق في نفوس الفلسطينيين، وتجمعهم في أحلك ظروف الاحتلال والانقسام.
شهر أبريل يرتبط باستشهاد اثنين من أهم قادة الحركة الوطنية الفلسطينية، التقيا على طريق المقاومة بالرغم من من اختلاف التوجهات الفكرية، عبدالعزيز الرنتيسي قائدًا بحماس، و أبو جهاد خليل الوزير.
عبدالعزيز الرنتيسي
هو طبيب، وسياسي فلسطيني، وأحد مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وقائد الحركة في قطاع غزة قبل استشهاده، وعضو في الهيئة الإدارية في المجمع الإسلامي والجمعية الطبية العربية بقطاع غزة والهلال الأحمر الفلسطيني.
جمع بين الشخصية العسكرية والسياسية والدينية، تمتع بالهيبة وحظى باحترام ومحبة أغلب شرائح الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي، كما اتصف من قبل من عايشوه بصاحب شخصية قوية وعنيدة وجرأته وتحديه لقادة الكيان ولجلاديه في سجون الاحتلال.
وتمكّن الرنتيسي في المعتقل في عام 1990 من إتمام حفظ كتاب الله بينما كان في زنزانة واحدة مع الشيخ المجاهد أحمد ياسين، وله قصائد شعرية تعبّر عن إنغراس الوطن والشعب الفلسطيني في أعماق فؤاده.
ومما تمناه الرنتيسي وسعى لتحقيقه في حياته هو تحرير جميع الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل وكان يردد دومًا «لن يهدأ لي بال حتى يتم تحرير جميع الأسرى، ومن أبرز ما كان يميز الرنتيسي من صفات صرامته في معاملة مع الاحتلال الإسرائيلي، متواضعًا في عمله كطبيب أطفال ولم يقفل بابه أمام أي مريض.
خليل الوزير.. أبو جهاد
هو عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، اغتالته قوات خاصة إسرائيلية في تونس في 16 أبريل عام 1988 عن طريق التسلل عبر البحر، في أوج انتفاضة الحجارة، والتي كان أبو جهاد من أبرز قادتها والمؤثرين في مسارها.
غياب أبو جهاد، المسؤول العسكري في حركة فتح، في ذلك الوقت عن الساحة السياسية والعسكرية الفلسطينية، كان له الأثر الكبير في التحولات التي شهدتها القضية الفلسطينية، وما تبع ذلك من توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، وتحول الحركة الوطنية الفلسطينية إلى سلطة حكم ذاتي. فأبو جهاد كان يرفض وقف انتفاضة الحجارة، ويؤيد استمرارها، حتى ولو كان هناك مفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي.