شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

باحث سياسي لـ”رصد”: السعودية أيقنت أن مصر ليست حليفا قويا في الأزمات

باحث سياسي لـ”رصد”: السعودية أيقنت أن مصر ليست حليفا قويا في الأزمات
أكد الباحث في شؤون الشرق الأوسط، فراس أبو هلال، أن السعودية تيقنت أن مصر بقيادتها الحالية ليست مؤهلة للعب دور الحليف القوي في الأزمات الإقليمية، ولا يمكن الاعتماد عليها في أي مخطط لعمل عسكري أو قوي في سوريا

أكد الباحث في شؤون الشرق الأوسط، فراس أبو هلال، أن السعودية تيقنت أن مصر بقيادتها الحالية ليست مؤهلة للعب دور الحليف القوي في الأزمات الإقليمية، ولا يمكن الاعتماد عليها في أي مخطط لعمل عسكري أو قوي في سوريا.

أضاف أبو هلال، في تصريحات مطولة لشبكة “رصد” الإخبارية: “هذا بالطبع سيدفعها لبناء خياراتها بشكل مبكر قبل التورط بأي عمل في سوريا، فلا يمكن لأي دولة أن تقرر شن حرب قبل أن تدرس خياراتها وحسابات الربح والخسارة وخارطة الحلفاء، وإذا كانت الرياض فعلًا تعني ما وجهه سفيرها في مجلس الأمن من تهديدات لسوريا، فإن عليها بداية دراسة الفكرة من الأصل وإن كانت فعلًا في مصلحة الشعب السوري، وبعد ذلك عليها أن تدرس خارطة الحلفاء، وعلى رأسهم تركيا التي لها دور كبير وفاعل في سوريا”.

وشدد على أن إنهاء السعودية للعمليات العسكرية في عاصفة الحزم وبدء عملية إعادة الأمل استراحة محارب للطرفين، مؤكدًا أن مستقبل الحل يعتمد على أداء الأطراف جميعها في المرحلة القادمة، مشيرًا إلى أنه يمكن أن يحول الاستراحة إلى حالة من الاستقرار المستمر أو أن ينهيها بانفجار صراع جديد.

وأشار الباحث، إلى أنه “حتى الآن وقف إطلاق النار لم يثبت، وحتى يثبت لا بد من الاتفاق على الحل السياسي”، لافتًا إلى أن “نجاح هذا الحل حال انتهاء كل أدوار علي عبد الله صالح وابنه في الحياة السياسية، مع توثيق تحالف بين السعودية وبين الإصلاح والقبائل القريبة منه، على أساس المصالح المشتركة وليس التبعية، مما يجعل الرياض حليفا قويا يوازي قوة حلفاء إيران في البلاد”.

وتابع “كذلك تحديد برنامج زمني للحل السياسي، بما يشمل انتخابات برلمانية ورئاسية ودستورا، وأن يتم كل ذلك برقابة دولية ولكن بعد فترة انتقالية كافية لتهئية الأرضية لمثل هذا البرنامج، مع وجود دعم اقتصادي تنموي حقيقي لليمن، وأن يتم ذلك ضمن إطار خليجي لضمان وصول الدعم لمشاريع تنموية حقيقية، بدلًا من وصوله لأيدي المفسدين”.

وأكد أبو هلال أن السعودية أضرت بصورة عاصفة الحزم وأخرجت المشهد بطريقة غير مناسبة وأضرت بصورة الدبلوماسية السعودية نفسها، حينما أنهت عاصفة الحزم دون أي مقدمات وبشكل مفاجئ مع الإعلان عن عملية إعادة الأمل غير واضحة المعالم.

وقال الباحث في شؤون الشرق الأوسط “لقد كان من المفروض أن يتم إصدار بيان سياسي أو عقد مؤتمر صحفي على مستوى القيادة السياسية يوضح أسباب إنهاء العملية، وما تم إنجازه من أهدافها، لأن إنهاء الحرب إما أن يكون إعلان هزيمة أو إعلان انتصار، وحتى يكون إعلان انتصار فلا بد من خطاب سياسي يوضح ملامح الانتصار ومسوغاته، ويقدم جردة حساب للأهداف المعلنة عند بداية الحرب وما تم تحقيقه منها بفعل القوة العسكرية، وهذا ما لم يتم”.

حول امتلاك السعودية لقوة عسكرية لديها المقدرة على حسم معارك برية إذا ما أقدمت على اجتياح بري لليمن، أكد الباحث، أنها تمتلك قدرات عسكرية كبيرة لا يمكن مقارنة قدرات الحوثيين والكتائب المؤيدة لعلي صالح بها، ولكن الحرب البرية لها عوامل أخرى غير القوة الضاربة، وأهمها: الجغرافيا، والخبرة في حرب العصابات، والحاضنة الشعبية.

وأشار إلى أن عوامل الجغرافيا وخبرة حرب العصابات تلعب دورا مهما لصالح الحوثيين، إلا في حال اعتمد السعودية على حلفاء محليين على الأرض، بحيث تقدم لهم الدعم اللوجيستي والتسليحي والغطاء الجوي، بينما يتكفلون هم بالقتال على الأرض حيث يكتسبون بذلك نفس العوامل الإيجابية التي يمتلكها الحوثيون وهي المعرفة بالجغرافيا، والقدرة على قتال العصابات من شارع إلى شارع، والحاضنة الشعبية التي تؤيدهم بمقابل الحاضنة الشعبية التي تؤيد الحوثيين.

وتساءل الباحث عن دور إخوان اليمن مما يجري، وعن حضورهم الإعلامي لمعرفة رأيهم من التطورات، لافتًا إلى غياب دور الحزب الإعلامي، الذي يصعب الحكم بشكل عملي على موقفهم من عاصفة الحزم، مشيرًا إلى إمكانية لعب الحزب دورًا في الحل في المرحلة القادمة، وتوقع إمكانية إعادة الحزب بناء علاقات سياسية مع الرياض.

وتابع “حزب الإصلاح هو ركن أساسي من العملية السياسية، ولا أعتقد أنه أداة بيد الآخرين، ومن الواضح أن السعودية أدركت ذلك بعد أن سيطر حلفاء إيران على خاصرتها الجنوبية في اليمن، ولكن من المهم أيضا أن يدرك الإصلاح ذلك، ويحدد طبيعة التعاون بينه وبين الرياض ودول الإقليم بناء على مصالحه المشتركة معها”.

بشأن وجود دور خفي لعمان في إيقاف عاصفة الحزم، قال “من خبرة السنوات الماضية، فقد لعبت عمان دورًا سياسيًا كوسيط في بعض الأزمات في منطقة الخليج، وهي تحتفظ بموقعها في مجلس التعاون، وفي نفس الوقت تمتلك علاقات جيدة مع إيران، وهو ما يؤهلها للعب دور الوساطة”.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023