نشبت أزمة بين محمد أبوالغار، رئيس الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي، وبين حركة شباب 6 أبريل، بسبب تصريحات “أبوالغار” عن الحركة، وكونها محظورة، لذا يرفض الحوار معها.
تصريحات “أبوالغار”، جاءت صادمة للعديد من النشطاء، الذي كانوا يعتبرونه ممثلًا لما يسمى بـ”الجناح الديموقراطي داخل دولة النظام الحالي”، ولتمثيله حزبًا ليبراليًا.
انكشف للجميع
تعليقًا على تصريحات محمد أبوالغار، قال محمود عادل، الناشط السياسي المنشق عن حركة تمرّد، إنه بعد 30 يونيو، “ظهر موقف الكثير من الشخصيات، التي كنا نعتبرها وطنية، وانكشفت حقيقتها للجميع”.
وفي تصريح لـ”رصد”، اعتبر “عادل”، أن تصريحات “أبوالغار” لم تكن صادمة بالنسبة له، رغم “موقفه من ثورة 25 يناير، وتاريخه الطويل”، موضحًا أنه “حينما جاءت اللحظة الحقيقية التي تظهر معدن الثائر الحقيقي من مدعي الثورية، ظهر محمد أبوالغار على حقيقته”، لافتًا إلى أن “الكثير من شباب الثورة، وأنا على رأسهم، كنا نثق فيه، ونعتبره ممن يمثلونا، ولكن الحمد لله ظهر على حقيقته”.
أبوالغار يرفض الحوار
وفي تصريحاته لجريدة اليوم السابع، اعتبر “أبوالغار” أن حركة شباب 6 أبريل، حركة “محظورة”، وأن الحوار معها “غير قانوني”. وقال: “إن الحوار مع حركة 6 أبريل يفتقد الركن القانوني، باعتبارها محظورة قانونيًا”، مضيفًا أن حزبه “لا يخرج عن الإطار القانوني في أفكاره ومبادئه، وأنه يحترم القانون”.
وشدد رئيس حزب المصري الديموقراطي الاجتماعي، على أن الحوار مع 6 أبريل “مرفوض”، وحتى “يصبح لها وضع قانوني سليم”، لافتًا إلى أن حزبه ربما يرفض بعض القوانين، لكنه لا يخرج عليها، ولا يخالفها، على حد قوله.
بل إن “أبوالغار”، أكّد على تأييد حزبه لقرارات قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي “فيما يراه صالحًا للبلاد”، على حد تعبيره، معتبرًا أن “هذا الأمر ليس بجديد على الحياة السياسية في مصر والعالم كله، وإذا اتبع أمر غير ذلك لكان أولى أن تلغى الأحزاب والبرلمانات في أي نظام سياسي”!
رسالة 6 أبريل
بدورها، وجهت حركة 6 أبريل، رسالة إلى محمد أبوالغار، قالت فيها: “السيد محمد أبوالغار، رئيس الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي.. وصلنا تعليق حزبكم على صفحته الرسمية بخصوص مقابلتك مع مراسل اليوم السابع، والذي أوضحت فيه أنك لا تقوم بمقابلة جماعات محظورة قانونًا، لأنكم تحترمون القانون”، مضيفةً أنها تودّ أن توضح له الآتي:
1- لا نعترف بالقانون
أسهبت الحركة في رسالتها، بتوضيح: “لا نعترف بالقانون المذكور، ولا بأي قوانين فاشية، هدفها إسكات الأصوات المعارضة وحظرها، أو وصفها بالإرهاب، مع إفساح المجال فقط للأحزاب الكارتونية، لإكمال الديكور السياسي، وإظهار صورة زائفة بوجود قوانين ودستور وحياة سياسية في مصر!”.
2- معارضة كارتونية
بعد أن بيّن الحركة لـ”أبوالغار” أن ثورة 25 يناير التي شارك بها، هي “بالأساس عمل غير قانوني”، قالت إنه، بعد 30 يونيو، “اكتفى بممارسة دور “المعارضة الكارتونية البائسة”، للدرجة التي جعلته يتكلم “عن احترام قانون حظر حركة سياسية!”.
وأوضحت الحركة في رسالتها، أن القانون الذي يتحدث عنه “أبوالغار” أخرج الرئيس المخلوع مبارك، وكذا أحمد عز وحبيب العادلي، في حين تسبب في اعتقال آلاف من شباب ثورة يناير، بحجة التظاهر، على حد تعبيرها.
وأضافت: “ولم نسمع لحضرتك ولا لحزبك ولا لأي من أحزاب الديكور أي تعليق على القانون اللي حبسهم، زي ما حضرتك وكثير ممن كنا نعتبرهم شركائنا في الثورة سكتوا على ذبح الآلاف بحجة أنهم إخوان أو أن مصر تحارب الإرهاب”.
3- لا يوجد حياة سياسية في مصر
وأكدت الحركة، في رسالتها لمحمد أبوالغار، أنه لا حياة سياسية في مصر “من الأساس”، وأن من يحكم البلد “فرد واحد، وبالحديد والنار منذ سنيتن”، في إشارة إلى قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، الذي قالت الحركة إنه “]شرع لنفسه، وهو الذي ينفذ وهو الذي يراقب، وليس هناك أي مؤسسات أخرى، أو برلمان”.
وألمحت إلى أن “الجميع، بما فيها أحزابكم وقضاؤكم وشرطتكم وجامعاتكم” يحيّونه “بحجة دعم الإرهاب، أو الاستقرار أو كراهيةً في الإخوان، أو لمصالح شخصية، أو طمعًا في منصب، أو لأسباب أخرى”.