رغم إعلان أستراليا عن مشاركتها في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، منذ بداية تكوين التحالف الدولي، واتخاذها كل التدابير لمحاربة التنظيم، إلا أنها في المقابل، تواجه خطر انضمام كثير من أبنائها إلى التنظيم، إذ تشير التقديرات الأولية، إلى انضمام أكثر من 150 أسترالي للتنظيم، كان آخرهم الطبيب الذي ظهر أمس الأحد، في تسجيل مصور لتنظيم الدولة.
طبيب أسترالي يثير خوف الحكومة
وفي أوّل رد فعل لها، أعربت السلطات الأسترالية، اليوم الإثنين، عن بالغ قلقها، لظهور طبيب أسترالي، في تسجيل مصوّر “دعائي” لتنظيم الدولة الإسلامية، يدعو فيه الأطباء إلى الانضمام للتنظيم في مدينة الرقة السورية.
فيما أعلن وزير الشؤون الخارجية والهجرة الأسترالي، بيتر دوتون، عن ضرورة “قرع ناقوس الخطر” في البلاد، بعد انضمام الطبيب الأسترالي المدعو، طارق كاملة (29 عامًا) إلى تتنظيم الدولة الإسلامية.
هجرة أصحاب التعليم العالي
وفي مؤتمر صحافي له، حذر الوزير الأسترالي، من “تنامي ظاهرة هجرة الأستراليين من ذوي المستوى التعليمي الرفيع” للانضمام إلى التنظيم، مشيرًا إلى أن مواطنًا أستراليًا، لم يذكر اسمه، غادر مدينة أديلايد، في 29 مارس، للانضمام إلى تنظيم الدولة.
ووصف بيتر داوتون، المعلومات المتعلقة بانضمام طبيب أسترالي إلى التنظيم، بـ”المثيرة للقلق الشديد”، مرجعًا قلقه إلى أن الطبيب “شخص تلقى تعليمًا عاليًا”، ورغم ذلك “استسلم لرسالة الشر من مجموعة الموت، وهو شيء لا يمكن التسامح معه”، على حد تعبيره.
وكانت وسائل إعلام أسترالية، أوردت بعض التفاصيل عن الطبيب طارق كاملة، أو الذي بات يعرف بـ”أبويوسف” كما يطلق عليه في الشريط المسجل، من هذه المعلومات، تلقيه التدريب الطبي في مدينة أديلايد.
تطور مثير للقلق
أما وزيرة الخارجية الأسترالية، جولي بيشوب، وفي تصريح لإذاعة “إي بي سي”، أعربت عن قلقها الشديد، بعد هذا الشريط الدعائي للطبيب الأسترالي، معتبرةً انضمام الطبيب “تطورًا مثيرًا للقلق”.
وقالت الوزيرة الأسترالية: “من الواضح أنها محاولة دنيئة جديدة لداعش، من أجل إقناع أستراليين وغيرهم بتعريض حياتهم للخطر”، محذرةً في الوقت نفسه، كل من يلتحق بالتنظيم، أو يرتبط به بأي شكل من الأشكال، بمواجهة عقوبة السجن التي تصل إلى 25 عامًا.
وخلال التسجيل المصوّر، أعرب الطبيب الأسترالي، عن سعادته الغامرة، للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية، في مدينة رقّة السورية. وظهر الطبيب بكنية “أبويوسف”، متجولًا في وحدة تخص حديثي الولادة، داعيًا الأطباء إلى اللحاق به في التنظيم.
150 أسترالي في تنظيم الدولة
وفي نفس السياق، أوضح ممثل حكومة إقليم شمال العراق، لدى أستراليا، هفال سيان، أن نحو 150 أستراليًا، انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال “سيان”، إن الحكومة الأسترالية تشعر بقلق بالغ، بسبب انضمام بعض مواطنيها إلى التنظيم، لافتًا إلى أن أستراليا أرسلت دعمًا إنسانيًا، وعسكريًا إلى المنطقة الكردية شمال العراق، من أجل مكافحة التنظيم، وواصفًا التنظيم بـ”التهديد الخطير للعالم بأسره”، مشددًا أن تهديده لا يقتصر على العراق وسوريا فقط.
ويشار إلى أن رئيس الوزراء الأسترالي، توني أبوت، أعلن في وقت سابق، أن بلاده سترسل أسلحة وذخيرة، إلى قوات البيشمركة الكردية، التي تقاتل ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
أستراليا ترسل قوات لمحاربة تنظيم الدولة
لم تكتفِ أستراليا بهذا، إذ أعلن رئيس وزرائها، أن بلاده سترسل قوة مؤلفة من 600 جنديّ، بينهم 400 من القوات الجوية، و200 من القوات الخاصة، في كل من الإمارات العربية المتحدة، وستتمركز في المقر الأمريكي.
وأضاف رئيس الوزراء توني أبوت، قائلًا إن “هناك بالتأكيد قرارات أخرى يجب أن تتخذ قبل أن تلتزم القوات الأسترالية بعمليات قتالية في العراق”.
وتابع: “أستراليا مستعدة رغم ذلك للمشاركة في عمليات دولية لإضعاف تنظيم الدولة الإسلامية، بسبب التهديد الذي يشكله هذا التنظيم القاتل، ليس فقط لشعب العراق أو لشعوب الشرق الأوسط، وإنما للعالم بأسره، بما يشمل أستراليا”، متهمًا التنظيم باستخدام المقاتلين الأجانب “وقودًا للمدافع”!
