أكد رجل الأعمال الهارب حسين سالم أن كافة المشروعات التي أسسها فى مصر كانت بتعليمات مباشرة من جهاز المخابرات، مشيرا إلى وجود وحدة تابعة للمخابرات العامة مختصة بتأسيس مؤسسات ومنظمات ربحية تكون واجهة للجهاز.
وأوضح سالم -الذى يحمل الجنسية الإسبانية- أنه قام بإنشاء مصفاة بترول “ميدور” بالإسكندرية بتوجيهات من جهاز المخابرات، ولم تدفع فيها الحكومة مليمًا واحدًا -بحسب تعبيره-، مشيرا إلى أن تكلفتها فى ذلك الوقت مليار دولار، وتزيد قيمتها الآن على ٨ مليارات دولار، وأرباحها السنوية تتراوح ما بين ١٧٪ و١٨٪ على الدولار، أى حوالى ٢٠٠ مليون دولار سنوياً.
وأضاف -في حوار أجرته صحيفة “المصري اليوم”-: “اتجهت للاستثمار فى شرم الشيخ، بناء على نفس التوجيهات من المخابرات، حيث كانت صحراء جرداء بعد تحريرها من إسرائيل، وقبلت التحدى للبدء فى تنمية شرم الشيخ والعمل على خلق تجمعات جاذبة للسكان، لما فى ذلك من تأثير إيجابى على الأمن القومى المصرى، وبالتعاون مع الراحل محمد نسيم، رئيس جهاز الخدمة السرية سابقاً”.
وتابع: “اشتريت الأرض من محافظة جنوب سيناء بالأسعار والشروط التى أعلنتها المحافظة، والتى حصل عليها جميع المستثمرين الآخرين، وبدأت بالعمل الجاد والمتواصل حتى أنشأت ٣ فنادق فى خليج نعمة وخليج أم مريخة، والفندق الثالث ملحق بقاعة المؤتمرات الشهيرة ومملوك للمخابرات العامة، وأنشأت طريقاً أسفلتياً بطول ١٢ كيلومتراً فى قلب الصحراء، لتكون الشرايين التى تساهم فى امتداد رقعة التنمية فى سيناء، ثم أنشأت شركة مياه جنوب سيناء بمشاركة المخابرات العامة، وهى التى وفرت المياه لكل المشروعات التنموية فى شرم الشيخ.
وشدد سالم على أن جهاز المخابرات كلفه بتأسيس شركة الشرق للغاز لتصدير الغاز إلى الأردن، مضيفا: “تنازلت عن أسهمى فى الشركة وكل ما دفعته فيها للمخابرات دون مقابل وعن طيب خاطر، ثم كلفت بتأسيس شركة البحر الأبيض المتوسط للغاز لتصدير الغاز إلى إسرائيل، ولم يكن هدف هذه الشركة الربح على الإطلاق، بل تحقيق مصلحة قومية لمصر”.
وأشار إلى أن هناك إدارة فى المخابرات أسستها أيام حرب الاستنزاف فى الستينيات، تحولت إلى وحدة متخصصة فى عمل منظمات ومؤسسات تكون واجهة للجهاز، وتابع: “هذا متعارف عليه فى العالم كله فشركة “بان أمريكان” و”كازينو ليدو” ملك المخابرات الأمريكية، و”ميريديان” و”إيرفرانس” ملك المخابرات الفرنسية”.
وأوضح سالم: “ميزانيات أجهزة المخابرات ليس بها بنود للصرف على أشياء معينة، وهدف هذه المؤسسات تحقيق إيراد خارج الميزانية الرسمية، لأن شغل الخدمة السرية لا ينفع أن يحسب ضمن الموازنة الرسمية، وأتذكر مثلاً أننا اشترينا شقة لجاسوس جزائرى، كانت مصر تجنده فى جنيف، وكان يذهب إلى إسرائيل، كيف سيثبت ذلك فى الموازنة”.
وحول علاقته بصديقه المخلوع حسنى مبارك، قال سالم: “علاقة اجتماعية بحتة، وعمره ما تحدث معى فى شغل، ولا توجد سوى مرة واحدة طلب منى الذهاب فيها لحاكم الإمارات الشيخ زايد، رحمه الله، لأسأله على مبلغ ٩٠ مليون جنيه لمصر، فذهبت له وكان رجلا لا يتكرر”.
وأردف: “قال لى الشيخ زايد: أبشر، وعدت إلى مصر وأبلغت مبارك، وبعد أسبوع جاء رئيس الديوان الإماراتى ومعه شيك بالمبلغ، وذهبنا لمبارك، فطلب منى أن آخذه وأضع الشيك فى البنك المركزى، هذه هى المرة الوحيدة التى كان فيها شغل، وغير ذلك كانت علاقتنا اجتماعية، كان يأتى شرم الشيخ عندما يكون «زهقان» من البيت أو القاهرة، وينادى علىّ، وهل من الممكن أن تزورى رئيس الجمهورية دون إذنه”.