شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الطلاب بين 25 يناير و30 يونيو

الطلاب بين 25 يناير و30 يونيو
حوصرت الجامعات بالمدرعات وتشكيلات الأمن المركزي ومخبري أمن الدولة ولم يقتصر الحصارعلى أسوار الجامعة بل حوصرت الكليات، بل وصل الأمر إلى أن تدخل المدرعات وتشكيلات الأمن المركزي داخل الحرم الجامعي لتقتل وتعتقل

عاصرت خلال دراستي الجامعية ثلاث فترات في عمر الحركة الطلابية ونشاطها داخل الجامعة. أولها كانت فترة المخلوع حسني مبارك والثانية قيام ثورة يناير وما بعدها والثالثة 30 يونيو وما بعدها.

– كانت الجامعة في عصر المخلوع حسني مبارك مرتعاً وملعباً لعساكر وضباط الداخلية. فكانت أسوارها محاطة بالضباط والعساكر لا لحماية الجامعة ولكن لاعتقال من تسول له نفسه أن يمارس نشاط طلابي حر يتعارض مع سياسات النظام القائم. ولم يقتصر وجودهم حول أسوار الجامعة لكن دنست أقدامهم الحرم الجامعي، وأصبح لكل كلية مندوب لأمن الدولة تتحرك الكلية وإدارتها ورعاية شبابها واتحادها الطلابي المعين بكلمة منه.

– عانى الطلاب المعارضون للنظام كثيراً من تسجيل أسرهم الطلابية أو ممارسة أي نشاط حر لخدمة المجتمع والجامعة. فلم يكن مسجل في الكلية إلا الأسر التي تسير وفق الإطار الذي يرسمه لها مندوب أمن الدولة في الكلية.

– اتحاد طلاب الكلية الممثل للطلاب وإرادتهم كان يتم تعيينه من الطلاب الموالين للنظام وأقرباء موظفي رعاية الشباب ومن يعترض كان مصيره إما مجلس تأديب أو اعتقال.

– كانت إرادة الطالب وحقه في التعبير عن رأيه في القضايا السياسية تؤول إلى اعتقال من داخل الحرم الجامعي أو الفصل من الجامعة.

– ولم تكن السلطة تنتزع حق الطالب في اختيار من يمثله من قيادات واتحادات طلابية فقط، لكنها كانت تنتزع أيضاً حق أستاذه في اختيار عمداء الكليات ورؤساء الجامعات فكان يتم تعيينهم برغبة الباشا.

– المدينة الجامعية كانت خالية من أي معارض للنظام أو أي نشاط تنهض به المدينة أو المجتمع الطلابي.

– استمر هذا الوضع حتى تفجرت شعلة الغضب في نفوس الشباب ومن بينهم الطلاب ليعلنوها ثورة على الظلم والاستبداد وتكميم الأفواه، فكانت ثورة الخامس والعشرين من يناير.

– حيث تبدل الحال واختلف. فأصبحت الجامعة أكاديمية لإعداد جيل يعرف معنى كلمة وطن ويعرف حق وطنه عليه. على إثر ذلك تفجرت طاقات الطلاب وأصواتهم المكممة. وأصبح لهم دور فاعل في النهوض بمجتمعنا الطلابي على المستوى التعليمي والسياسي والاجتماعي والديني فكانوا يتنافسون فيما بينهم على من يقدم أفضل خدمة وأفضل مشروع وأفضل ندوة وأفضل……. لخدمة مجتمعهم الذي هو حجر الأساس للنهوض بأي أمة.

– تبلورت أفكار الطلاب في شكل كيانات متعددة (أسر طلابية، روابط ثقافية ورياضية واجتماعية، وجمعيات خيرية) فتم تسجيل كل هذه الكيانات في الكليات لتسلك المسار الرسمي لخدمة وطنهم وجامعتهم.

– قلنا وداعا لانتزاع إرادة الطالب وحقه في اختيار من يمثله، وتم عمل أول انتخابات لاتحاد الطلاب منذ 34 عاماً. وقد ساهم هذا الاتحاد بالنهوض بالمجتمع الطلابي في كل المجالات.

– كان للطلاب ممثل في الجمعية التأسيسية للدستور والمجلس الأعلى للجامعات، وتم وضع أول لائحة حرة للنشاط الطلابي تعطي للطالب حقه في المشاركة في كل الأنشطة دون قيد أو شرط، والجدير بالذكر أنها أول لائحة طلابية منذ عام 1976.

– كما تحررت إرادة الطالب في اختيار من يمثله تحررت أيضاً إرادة أستاذه في اختيار رؤساء الأقسام وعمداء الكليات ورؤساء الجامعات.

– أصبحت المدينة الجامعية مفتوحة على مصراعيها لكل الطلاب ولكل الأنشطة التي من شأنها إصلاح الطالب والمجتمع الطلابي، وأصبحت تربة خصبة لتبادل الأفكار والآراء حول الأحداث التي تحدث في الشارع.

– وظل المجتمع الطلابي ينتج ويبدع لخدمة وطنه حتى جاء 30/ 6 ليعصف بمكتسبات الطلاب وإبداعهم وإرادتهم في المشاركة في الأنشطة الطلابية الحرة. ورجعت ريمه لعادتها القديمة كما يقول المثل الشعبي بل أسوأ وأسوأ. وأصبح الطلاب يتمنون أن تعود بهم الأيام لفترة المخلوع لما يلاقونه من صنوف التعذيب والقتل والاعتقال وتكميم الأفواه.

– حوصرت الجامعات بالمدرعات وتشكيلات الأمن المركزي ومخبري أمن الدولة ولم يقتصر الحصارعلى أسوار الجامعة بل حوصرت الكليات، بل وصل الأمر إلى أن تدخل المدرعات وتشكيلات الأمن المركزي داخل الحرم الجامعي لتقتل وتعتقل كل من يقول للظلم لا سواء كان طالباً أو أستاذاً.

– وصل الأمر أن تدخل مدرعات الجيش والشرطة بمحاصرة مبنى رئاسة الجامعة وتعتقل نائب رئيس الجامعة التي أنتمي إليها وهو الأستاذ الدكتور حامد عطية.

– تم شطب كل الأسر الطلابية التي تنادي بحقها في التعبير عن رأيها واستعادة البلاد إلى ثورة الخامس والعشرين من يناير ورجالها.

– تم اعتبار الجامعة ثكنة عسكرية، ومن ينطق ببنت شفه في حقه أن يعيش حراً وممارسة أي نشاط طلابي يقبض عليه ويلاقي صنوفاً من التعذيب ويحول لمحاكمة عسكرية.

– عامان دراسيان ولم يتم عمل انتخابات لاتحاد الطلاب. وتم تعديل لائحة النشاط الطلابي لوضع العراقيل والعقبات أمام الطلاب لكي لا يشاركوا في أي نشاط طلابي أو أي اقتراع يعكس إرادة الطلاب.

– تم قتل الآلاف من الطلاب في الميادين وفي الحرم الجامعي. ومن لم يقتل يكون مصيره الاعتقال، حيث تحوي السجون المصرية الآن أكثر من 4000 طالب وطالبة والمئات منهم يحاكمون أمام القضاء العسكري.

– أغلقت المدينة الجامعية أبوابها في وجه المعارض والمؤيد، وعلى إثر ذلك تم تشريد الآلاف من الطلاب المغتربين وأصبحوا بلا مأوى وسكن.

– لكن بعد كل ما يحدث للطلاب في الجامعات منذ 30/ 6 إلى الآن هل سينجح النظام بأدوات قمعه في أن يكمم أفواه الطلاب التي أبت أن تقول إلا الحق. أفواه الطلاب التي عاهدت ربها وإخوانها الشهداء والمعتقلين أن يواصلوا طريقهم الذي بدأوه معاً مهما كلفهم ذلك من عناء؟؟؟؟

– التاريخ يؤكد أن الطلاب كانوا دائماً أمل مصر في الحرية وشعلة نضالها ضد الاستبداد وطليعة نهضتها، ولن ترهبهم كل محاولات القمع والإرهاب التي تمارسها سلطة الانقلاب.. هكذا كانوا وهكذا سيكون جهدهم وعطاؤهم، وبإذن الله سيحققون ما ناضلوا من أجله.. عاش كفاح الطلبة من أجل الحرية.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023