في ظل خوف قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي من إجراء الانتخابات البرلمانية، ومحاولات تأجيلها بكل الطرق، تشهد الساحة السياسية حربًا خفية بين معسكر رجال الأعمال والفلول، ومعسكر السيسي ورجالة.
تأجيل الانتخابات
وظهرت تلك الحرب مع الهجوم الذي يقوده ساويرس ضد عبد الفتاح السيسي بعد تأجيل الانتخابات عن طريق بعض وسائل الإعلام التي يسيطر عليها، وحملة الهجوم المعاكسة التي تقودها وسائل إعلام السيسي علي رأسها صحيفة البوابة نيوز والفجر علي ساويرس وكان آخرها الإعلان مباشرة عن مؤامرة يقودها ساويرس للسيطرة علي البرلمان.
مؤامرة ساويرس
ونشرت صحف الفجر والبوابة نيوز تقارير نسبتها للمخابرات تتحدث عن مؤامرة يقودها نجيب ساويرس بالتحالف مع السيد البدوي رئيس حزب الوفد من أجل السيطرة علي البرلمان، في ظل ما يتمتع به البرلمان القادم من صلاحيات كبيرة تجعله يسيطر علي الحكم، جعلت السيسي متخوفًا من إجراء الانتخابات.
وبحسب صحيفة البوابة نيوز فقد كشفت تقارير سيادية، مقدمة من جهات مختصة بمتابعة الوضع الداخلي في البلاد، عن وجود “مؤامرة على النظام” يقودها رجال أعمال وسياسيون، تستهدف بشكل أساسي “تفكيك الدولة المصرية”، وليس مجرد إزاحة رئيس الحكومة أو قائد الانقلاب نفسه.
الهجوم علي ساويرس والبدوي
وبحسب المعلومات فإن المؤامرة يقودها رجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسس حزب “المصريين الأحرار”، والسيد البدوي، رئيس حزب “الوفد”، والسياسي البارز محمد أبوالغار، رئيس حزب “المصري الديمقراطي”، وعبد الغفار شكر، رئيس حزب “التحالف الشعبي الاشتراكي” نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، ويتعاون مع هؤلاء أحمد عز، أمين التنظيم السابق بالحزب الوطني، وحزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية برئاسة يونس مخيون، وتعاون ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية.
ورصدت التقارير بحسب البوابة المؤامرة بشكل كامل، حيث ذكرت أنها بدأت بالهجوم على المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، بزعم وقوفه وراء تعطيل إجراء الانتخابات البرلمانية، وذلك عبر وسائل إعلامية مملوكة لـ”ساويرس” و”البدوي”، بالتوازي مع محاولات “ضرب تحت الحزام” من خلال “افتعال معارك مع الحكومة” وشن “حملات منظمة” ضدها.
وجاءت المفاجأة أن هؤلاء لا يعملون بمفردهم، بل يجمعون معهم رجال نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك الذين يرغبون في القفز على السلطة مرة أخرى.
ويظهر في الصورة رجل الأعمال أحمد عز الذي يقوم بدور المنسق بين رجال الحزب الوطني بغية السيطرة على مجلس النواب المقبل، وكذلك حزب النور السلفى الذي يعقد اجتماعات دائمة مع مسئولين أمريكيين في القنصلية الأمريكية بالإسكندرية.
وربطت التقارير بين المؤامرة وظهور حركة “بداية” حيث استغل المتآمرون الحركة كـ”كرة لهب” ضد النظام.
وعلى هامش هؤلاء تأتى مجموعة من المرتزقة، الذين ينفذون أجندة هذا التحالف إعلاميا، ما من شأنه أن يثير حالة من الارتباك الشديدة، فالإعلام هو اليد الطويلة التي تبطش.
ساويرس يرد
وفي المقابل شنت وسائل الإعلام التي يتحكم فيها ساويرس حملة شرسة علي عبد الفتاح السيسي بقيادة إبراهيم عيسي ويوسف الحسيني.
وشهدت الأيام القليلة الماضية انقلاب بعض الإعلاميين على السيسي، حيث طالب كل من إبراهيم عيسي ويوسف الحسيني بضرورة مواجهة السيسي بفشله في إدارة البلاد سواء من الناحية السياسية أو الأمنية أو غير ذلك، فالوضع بحسب أقوالهم يسير بالبلاد نحو كارثة، فتولي الجهات الأمنية لإدارة البلاد كما كان الحال قبيل ثورة يناير سوف يغرق الدولة في غياهب الديكتاتورية والفساد ويضمن العودة لنظام مبارك المستبد، وعلي الجانب الأخر ضرورة محاسبة السيسي علي كافة الأحداث التي تمر بها البلاد والأزمات التي يتعرض لها المواطن باعتباره المسئول الأول عن أفعال الحكومة والتي تنعكس بالسلب علي المواطن خاصة في الفترة الماضية.
حملة مدفوعة الثمن
ويري خبراء أن مايقوم به هؤلاء الإعلاميون حالياً لا ينبع من حسهم الوطني أو مصلحة البلاد وإنما هو تنفيذ لإرادة ورغبات من يملك مفاتيح التحكم بهم، لافتين إلى أن المؤيد علي طول الخط بالأمس لا يكون معارض فجأة بين ليلة وضحاها إلا لأجل مأرب خاصة
.
الإطاحة بالسيسي
و تحت شعار “سيناريوهات الإطاحة بالسيسي” قالت حركة شباب 6 إبريل “الجبهة الديمقراطية”، إنه من الممكن أن يطيح الجيش بعبد الفتاح السيسي من الحكم إذا تيقن أن الشعب على وشك فعل ذلك وذلك تجنبًا لمواجهة محتملة بين الشعب والجيش.
وأضافت الحركة في تدوينة عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” إذا ما حاول الجيش تكرار سيناريو ما بعد مبارك حال اندلاع ثورة، سيدرك أنه لا مجال لخداع الشعب وقتئذ وأن ظهور الجنرالات في المشهد السياسي من جديد سيكون مرفوضًا من الشعب.