أكد الدكتور عبد الرحمن حماد – مدير وحدة علاج الإدمان بمستشفى العباسية – أن نسبة التعاطي بين المصريين بلغت 7% من السكان، 70% منهم في الأماكن الشعبية، وهي نسبة تفوق النسب العالمية المعروفة.
وأكد “حماد” – في تصريحات خاصة لـ”رصد”: أن “الإدمان مرض خطير يهدد المجتمع ويهدد صحة الشباب ومستقبلهم، مشيرًا إلى أن حجم التجارة السرية للمخدرات بمصر يقدر بـ 15 مليارًا للأنواع الخمسة من الحشيش.
وأضاف ان نسب التعاطي تختلف حسب كل محافظة، إذ تبلغ بين أهالي القاهرة، 3 : 1 بين الرجال إلى النساء، أي أنه بين كل 3 ذكور سيدة تتعاطى المخدرات، وفي وسط وجنوب الصعيد 5 : 1 بمعنى بين كل ٥ ذكور هناك سيدة واحدة تتعاطى.
وأضاف “حماد” من الناحية التعليمية النسبة الأعلى كانت بين الحاصلين على شهادة فوق المتوسطة والإعدادية بنسبة ٢٣.٤٪ والمستوى الجامعي ٩.٢٪، فيما كانت نسبة التعاطى لدى التجار ٣٩٪، يليها العمالة الفنية (سائق- الميكانيكي..) بنسبة ٣٧.٦٪ ، يليها العمالة غير الفنية (العمال) بنسبة ٢٦٪.
وعن سن تعاطي المخدرات، أشار “حماد” إلى أن أكثر من نصف نسبة المدمنين 58% استخدموا المخدرات في سن الشباب والشباب المبكر من ١٦-٢٥ عامًا، بينما ١٠.٩٪ استخدموا قبل سن ١٦ عامًا.
ويتحدث “حماد” عن تأثير المخدرات من الناحية النفسية، فيؤكد أنها تحدث مشاكل نفسية وفقد القدرة على عدم التكيف الاجتماعي، أما من الناحية العضوية فإن الحشيش والترمادول يعمل مشاكل عقم وتليف الكبد والمرض الأخطر الإيدز.
وتابع أن الإدمان أيضا يسبب اضطرابات نفسية وذهنية، ويحد من قدرة الإنسان على التفكير السليم، مشيرًا إلى أن 70 % من المتعاطين للمخدرات عن طريق الحقن مرضى بالإيدز، مضيفًا أن مركز مكافحة الإيدز يقول إن 99 % من المرضى في المركز بسبب تعاطي المخدرات عن طريق الحقن.
وأشار “حماد” أن التعاطي ينقسم إلى عدة أنواع، فهناك التعاطي التجريبي في سن المراهقة، والتعاطي التروحي في المناسبات والأفراح، والتعاطي المنتظم، والتعاطي الضار والإدمان.
وأوضح أن محافظة القاهرة تشمل كل أنواع التعاطى بنسبة 33%، تليها محافظة سوهاج بنسبة ٢٦٪ ، وأسوان بنسبة ٢٠.٦٪، حيث لا يوجد عيادات لعلاج الإدمان.
وتحدث الطبيب عن أنواع المخدرات المستخدمة حسب البحث القومي للإدمان، إذ يأتي الحشيش والبانجو في المرتبة الأولى بنسبة ٧٧٪ ، بينما تأتي الكحوليات بما فيها البيرة في المرتبة الثانية بنسبة ٢٨.٦٪، وهناك المواد الأفيونية شاملة الأفيون والهيروين والترمادول وأدوية الكحة، وحبوب الهلوسة.
وأفاد “حماد” أن الإدمان يؤدي لحدوث مشاكل جمة في المجتمع، من زيادة عدد الجرائم كالسرقة والقتل والتحرش الجنسي، والعنف الأسري والمجتمعي، وحوادث السيارات والقتل العمد والقتل الخطأ.
وشدّد على أن دعوة تقنين الحشيش تهدد الأمن والسلم الاجتماعي وتبحث عن المصالح الاقتصادية دون النظر للمصلحة المجتمعية، كما تخلف وراءها أمراضًا نفسية وعضوية وفقد للإنتاجية.
وأشار إلى خطة قومية يمكن بها الحد من انتشار الإدمان، وليس تقنينه، تكمن في محاربة زراعة المخدرات، ومحاربة البؤر الإجرامية، ومحاربة غسيل الأموال، ومراقبة الجديد من المخدرات، ومحاربة المخدرات المصنعة، والحزم القانوني.
وأضاف أن الخطة يأتي فيها ثانيا، “التوعية”، لأن الوقاية خير من العلاج، مشددا على ضرورة التعرض لثقافة المخدرات، والتحدث عنها، مشيرًا إلى أن أفضل وسيلة فعالة هي الأم والأب في المنزل تجاه أولادهم.