شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

جمال سلطان: السيسي فشل.. ولا بد من انتخابات رئاسية مبكرة

جمال سلطان: السيسي فشل.. ولا بد من انتخابات رئاسية مبكرة
دعا الكاتب الصحفي جمال سلطان، رئيس تحرير جريدة المصريون، عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، إلى إجراء انتخابات رئاسية بكرة، بسبب فشله في إدارة البلاد، وفشل خارطة الطريق التي وضعها منذ انقلابه في 3 يوليو

دعا الكاتب الصحفي جمال سلطان، رئيس تحرير جريدة المصريون، عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بسبب فشله في إدارة البلاد، وفشل خارطة الطريق التي وضعها منذ انقلابه في 3 يوليو من العام قبل الماضي، وعدم تنفيذ كافة الوعود التي قدمها للشعب.

قال “سلطان” في مقال إن كافة الوعود التي قدمها السيسي لم تنفذ بل زادت الأوضاع سوءا ، كما أن تولى السيسي للرئاسة لم يغير من الحال شيئا، بل فاقم الأمور وباعد بين مصر وبين الاستقرار، ووضع الوطن كله على حافة الخطر.

وتساءل سلطان أن القوات المسلحة لو قدمت اليوم عرضا بتقدير موقف استراتيجي على المستوى الداخلي والخارج، كذلك الذي أصدره السيسي في بيان 3 يوليو، في الأمن والاقتصاد والسياسة والاجتماع، هل سيختلف كثيرا عما كان يوم صدور هذا البيان، وإذا اختلف هل هناك من يشك في أنه سيكون اختلافا نحو الأسوأ.

وأضاف سلطان: “هل كان الاقتصاد المصري في حالة انهيار كتلك رغم ضخ حلفاء خليجيين أكثر من عشرين مليار دولار طوال العامين، وهل كانت خسائر القوات المسلحة والشرطة في سيناء وغيرها كتلك أم هي الآن أضعاف مضاعفة، وهل كان الانفلات الأمني أسوأ مما هو حادث اليوم والذي نسمعه كمسلسل يومي للتسلية في تفجيرات الشوارع والمحال والكهرباء وغيرها”.

وتابع الكاتب الصحفي: “وفي المستوى الاجتماعي كنا نعاني الانقسام، اليوم نعاني ما هو أسوأ، نعاني التشرذم وضرب الكل في الكل وشتيمة الكل في الكل واتهام الكل للكل، بصورة غير مسبوقة”.

وأشار سلطان إلى أن بيان 3 يوليو قال: (لقد كان الأمل معقودًا على وفاق وطنى يضع خارطة مستقبل ويوفر أسباب الثقة والطمأنينة والاستقرار لهذا الشعب بما يحقق طموحه ورجاءه)، متسائلا: “فيا ترى بعد عامين تقريبا، هل تحقق الوفاق الوطني وهل اختفى الغضب أم أنه يتدارى في الصدور والفضاءات غير الخاضعة للسيطرة الأمنية بعد أن أصبح النزول إلى الشارع مشروعا للموت المحقق أو السجن طويل المدى”.

وتساءل: “هل تحقق ما بشرت به الخارطة من توفير الثقة والطمأنينة والاستقرار لهذا الشعب بما يحقق طموحه ورجاءه، أم أن المصريين لم يكونوا خائفين من المستقبل مثلما هم اليوم، ولم يغب عنهم اليقين والطمأنينة كما هي اليوم، وأما الاستقرار فهو وهم مظهري”.

وأكد سلطان أن الميادين لو فتحت من جديد للتظاهر السلمي لكان مشهد مليونيات الغضب نسخة من أيام يناير أو نهايات عهد مرسي.

ومضى بالقول: “في خارطة الطريق قالوا (أنهم يتخذون خطوات لتحقيق بناء مجتمع مصري قوي متماسك لا يقصي أحدا من أبنائه وتياراته وينهي حالة الصراع والانقسام)، وأنا أستحلف بالله أي وطني مصري: هل انتهى الصراع والانقسام، وهل فعلا لم يتم إقصاء أحد من التيارات، وهل السجون والمنافي، لإسلاميين أو لشباب الثورة من كل التيارات يسارية وليبرالية تشهد على الإقصاء والعدمية السياسية أم تشهد على التماسك وعدم الإقصاء”.

وأكمل: “لقد جاء في خارطة الطريق ، قبل عامين ما نصه: (مناشدة المحكمة الدستورية العليا لسرعة إقرار مشروع قانون انتخابات مجلس النواب والبدء فى إجراءات الإعداد للانتخابات البرلمانية)، وجميعنا نرى حتى الآن أن ذلك كان وهما وتلاعبا بالأحلام الثورية وتسويفا وكسب وقت لترتيب الدولة وفق منظور فردي خاص، وحتى الآن لم تعرف مصر انتخابات برلمانية ولا حتى قانونا للانتخابات في ظل ألاعيب شيحا التي تحترفها الدولة العميقة؛ لإضاعة الوقت وتعليق الخيار الديمقراطي”.

وأردف: “في البيان المذكور نقاط أخرى تتحدث عن تمكين الشباب، وهو ما انتهى بالشباب إلى السجون، وكذلك البند الأخير منه: (تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات)، وهو كلام في الهواء الطلق لا ظل له من الواقع أو الحقيقة أو الوجود ، فلا لجنة للمصالحة ولا جمع نخب وطنية تمثل مختلف التوجهات حسب زعم البيان”.

وأكد أن خارطة الطريق فشلت بامتياز، وكل المبررات التي طرحتها لإنهاء حكم مرسي ما زالت قائمة بل تفاقم بعضها بوضوح ، خاصة في الجانب الاقتصادي والأمني ومكافحة الإرهاب والانقسام المجتمعي، وعندما أتى السيسي للرئاسة كانت انتخاباته تحصيل حاصل، لأنه لم يكن هناك منافس فعلي”.

وشدد سلطان أن السيسي لم يوفق في إدارة شؤون البلاد، وأن تلال الهموم وتعقيدات مشاكل الوطن تحتاج إلى الإدارة المدنية الجادة والخبيرة والعبقرية أكثر من الأحاديث المستهجنة عن “الدكر” أو القفز فوق المشكلات بالكلام الناعم والمعسول، مصر بحاجة اليوم إلى إدارة سياسية مدنية حقيقية، يحميها الجيش ويدعمها، تملك الجرأة على إنجاز استحقاقات ديمقراطية وقانونية وحقوقية تليق بمصر ومكانتها وثورتها، وتستطيع أن تتجاوز بحار الاضطراب والعنف والقسوة التي تموج في المنطقة من حولنا.

وقال: “إن مصر بحاجة إلى قيادة جديد تملك شجاعة المراجعة والاعتراف بالخطأ، وتملك القدرة على تحقيق مصالحة وطنية بدا مستعصيا إنجازها في ظل إدارة السيسي، مصر بحاجة إلى عبقرية الإدارة التي تضع خطط نهوض اقتصادي وتنموي حقيقية تفسح المجال للطاقات المصرية الخلاقة وتمنحها الصلاحية للإنجاز والإبداع، وليس للمهجصاتية وباعة الوهم والكفتة، مصر بحاجة إلى قيادة قادرة على الاستغناء عن الرقص والغناء المحلي والمستورد؛ لأنها تكون مشغولة بالعلماء والخبراء وصناع الأمل”.

وأضاف: “ليس عيبا أن يفشل الرئيس، فكلنا بشر، نخطئ ونصيب، وربما كانت التقديرات خاطئة، منه ومنا، عندما اندفع في هذا المسلك، ولكن العيب أن نتجاهل انتكاسات الواقع، والأشباح المخيفة للمستقبل، وأن نعاند أنفسنا والواقع، فتتعقد الأمور أكثر ونصل إلى نقطة اللاعودة”.

وتابع: “لقد منح الرئيس الأسبق محمد مرسي فرصة الحكم عاما واحدا، وقبل نهايته بشهور قرر كثيرون أنه فشل وأنه لا يمكنه أن يكمل، وتضامنت أجهزة رسمية وعسكرية وقانونية وغيرها مع تلك الخطوة، رغم أن حقه الدستوري أن يكمل مدته أربع سنوات بموجب انتخابات تنافسية حقيقية وشديدة الشفافية، فنحن لدينا سابقة سياسية وشعبية، لا يوجد ما يمنع البناء عليها، فقد اقترب السيسي من تمام العام كرئيس، والعامين كقيادة حقيقية للدولة، لم يقدم فيهما أي إنجاز، لا في الاقتصاد ولا في السياسة الداخلية ولا الخارجية ولا في مكافحة الإرهاب ولا في حماية مصر من الانقسام الأهلي”.

واختتم: “فما هي الضرورة لبقائه؟ ولماذا لا نفسح المجال أمام قيادات جديدة، تكون أكثر قدرة على الإنجاز، ولماذا لا نتيح للشعب نفسه فرصة الاختيار الجديد، المبني على سجل خبرات وكفاءات وتاريخ، وليس على عاطفة الخوف والتصويت العقابي لتيار أو حزب. باختصار، مصر اليوم أكثر احتياجا لانتخابات رئاسية مبكرة منها في نهاية عهد مرسي، وسوف تكون أعظم خطوة أو مبادرة يقدم عليها السيسي، ويذكرها له التاريخ، أن يدعو بنفسه لانتخابات رئاسية مبكرة خلال ستة أشهر، وأن يتنحى عن مسؤولية ثقيلة كانت أثقل من قدرته على حملها”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023