شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“الفواعلية” ملاك جمهورية الأرصفة بدمياط يبحثون عن عيشة هنية

“الفواعلية” ملاك جمهورية الأرصفة بدمياط يبحثون عن عيشة هنية
يعيش "الفواعلية" حياة غير مستقرة، تتقطع بهم السبل، وتضيق عليهم الطرق، وبرغم كل ذلك يقررون أن يستمروا في عملهم هذا ويأبون أن يمدوا أيديهم لغيرهم.

يعيش “الفواعلية” حياة غير مستقرة، تتقطع بهم السبل، وتضيق عليهم الطرق، وبرغم كل ذلك يقررون أن يستمروا في عملهم هذا ويأبون أن يمدوا أيديهم لغيرهم.

يعيش “الفواعلية” حياة غير مستقرة، تتقطع بهم السبل، وتضيق عليهم الطرق، وبرغم كل ذلك يقررون أن يستمروا في عملهم هذا ويأبون أن يمدوا أيديهم لغيرهم

.

الفواعلية، أو عمال الترحيلات، أو عمال اليومية، مسمياتهم تختلف، يمشي كل واحد منهم حاملاً مطرقته بيديه، ومسنداً فأسه على كتفه، باحثاً عن ظل شجرة بأحد شوارع المدينة الرئيسية، وداعياً الله أن يجعل الله له في هذا اليوم رزقاً يحول بين أبنائه والنوم دون عشاء.

وتمتلئ محافظة دمياط بأولئك العمال بشكل ملحوظ عن باقي المحافظات، تراهم يستظلون تحت الكوبري العلوي بمدينة دمياط، أو يفترشون الرصيف في مدخل شارع الصعيدي بمدينة دمياط الجديدة، أو يتجمعون بالقرب من المواقف الرئيسية بالمحافظة .

يجلسون في هدوء، لا يُشعرون أحداً بهم ولا بأوجاعهم، منتظرين سيارة المقاول، أو أحد الرجال الأثرياء، الذي ينزل من سيارة فارهة؛ فيشير لبعضهم بأطراف أصابعه، ليأخذهم معه ليهدموا له صوراً في قصره، أو ربما ليحملوا الرمال اللازمة لتشييد حوض السباحة في حديقة منزله .

التفتت “رصد” لهؤلاء المهمشين، وجلست بجوارهم على جمهورية الرصيف الخاصة بهم، تستمع قصصهم، وتحاول حصر مشاكلهم؛ لربما وصلت لأحد المسئولين المستظلين بأفخم المكاتب ليل نهار !فهذا عم حسين البالغ من العمر 57 عامًا، من إحدى محافظات الصعيد، وأتى إلى شمال الدلتا باحثاً عن رزق أبنائه، يقول “أنا عندي 5 بنات، نفسي أجوزهم، كل ما يتقدم لوحدة فيهم عريس أرفضه وأنا بتقطع من جوايا؛ لأن مفيش معايا أجهزهم”، ثم أكمل وملامح البؤس قد حلت على وجهه محل الابتسامة التى استقبلنا بها، وتابع: “وعندي ابن كان نفسي أتسند عليه لما أقع، ربنا ابتلاه بضمور في المخ وبياخد علاج في الشهر فوق الـ 300 جنيه، وأنا راجل شغلنتي لو طلعت منها بعشرين ولا تلاتين جنيه في اليوم بيكفوا يا دوب غدا عيالي

ولفت انتباهنا هذا الشاب الشيخ “م.ي” البالغ من العمر اثنين وثلاثين عاماً، والذى إذا نظرت إليه للوهلة الأولى تعرف يقيناً أن هذا شيخ يتجاوز عمره السبعين عاماً، نحيل الجسد، ظهره محني بشكل واضح، من كثرة حمله للرمال و الطوب، تحدث إلينا بصعوبة بعد محاولات كثيرة لإقناعه؛ قائلًا: “أنا آه لابس هدوم المقطع فيها أكتر من السليم؛ بس أنا متعلم وكنت متفوق جدًّا في دراستي، معايا بكالوريوس تجارة، دوّرت على شغل كتير ملقتش، وزهقت من قعدتى جنب أبويا في البيت عالة عليه، فنزلت اشتغلت الشغلانة دي، وربنا بيرزق الحمد لله

وتعليقاً على حديث الشاب أكمل عم عزت: “كل اللي قاعدين حوالينا دول متعلمين، وأنا ابنى لما يتخرج هييجي يشتغل جنبي هنا؛ لأن ملناش واسطة، واحنا ناس غلابة ملناش اللي يسأل فينا”، ثم أكمل بابتسامة صافية ونظرة رضا قائلاً: “إحنا راضيين، راضيين أوي، كفاية نومة الواحد مرتاح البال كل يوم وليلة حتى لو من غير عشا، إحنا كل اللي طالبينه بس إننا يتعمل لنا نقابة ولا معاشات ولا تأمينات الحكومة تعملها تخلينا نموت متطمنين إن ولادنا مش هيموتوا من الجوع بعدنا”.

ومن حيث انتهى عم عزت حديثه، ننهي نحن أيضًا حديثنا بتساؤل مشروع: لماذا لا تنظر الحكومة بعين الرحمة والاهتمام لهؤلاء الفئة التي ليست بالقليلة؛ فبآخر الإحصائيات الرسمية التي أجريت عام 2011، يمثلون 8000000 مواطن مصري؛ أي أنهم يمثلون أكثر من 10% من الشعب المصريي.


 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023