خلال اليومين الماضيين شن عدد من الإعلاميين رسائل تنتقد عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري، وصلت إلى المطالبة بالرحيل وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ووصفوا فترة حكمه بـ”سوء أداء” في الحكم، بينما اعتبر عضو بالتحالف الوطني لدعم الشرعية أن تلك الدعوات مجرد “طعم” لإخماد نيران الثورة، ولن يتم القبول به، على حد قوله.

وقال جمال سلطان رئيس تحرير جريدة “المصريون”، إن “مصر بحاجة إلى انتخابات رئاسية مبكرة”.

وأضاف في أحدث مقال له، بهذا العنوان: “اقترب السيسي من تمام العام كرئيس، والعامين كقيادة حقيقية للدولة، لم يقدم فيهما أي إنجاز، لا في الاقتصاد، ولا في السياسة الداخلية، ولا الخارجية، ولا في مكافحة الإرهاب، ولا في حماية مصر من الانقسام الأهلي، فما الضرورة لبقائه، ولماذا لا نفسح المجال أمام قيادات جديدة، تكون أكثر قدرة على الإنجاز، ولماذا لا نتيح للشعب نفسه فرصة الاختيار الجديد، المبني على سجل خبرات وكفاءات وتاريخ، وليس على عاطفة الخوف، والتصويت العقابي لتيار أو حزب؟”.

البحث عن إقرار الذمة المالية

قال يحيى حسين عبد الهادي، الكاتب الصحفي بجريدة الأهرام في مقاله بعنوان: “أين إقرار الذمة المالية للرئيس؟: “أوشك العام الأول في فترة الرئيس على الاكتمال دون أن يتم نشر إقرار بداية الفترة الرئاسية، وهو نفسه إقرار بداية العام الأول، وهي مخالفةٌ دستوريةٌ لا يُوجَد مبرر مقنع لحدوثها”.

وأضاف: “من قائلٍ إن نشر الذمة المالية للرئيس سيستغله الخصوم للتشهير بمفرداتها، والحقيقةُ أن العكس هو الصحيح، أي أن عدم النشر هو الذي سيُتخذ مادة للتشهير.. ثم إن مَنْ يُرد التشهير سيُشهّر في كل حال.. ومن صارخ في وجوهنا إن مصر في حربٍ ضد الإرهاب، وأن هذا ليس وقت إثارة مثل هذه الموضوعات بينما جنودنا يُستشهدون كل يوم”.

انتبه.. الدولة ترجع إلى الخلف

من جهته، قال محمد سعد عبد الحفيظ، في مقاله بجريدة الشروق، الأحد، بعنوان “انتبه.. الدولة ترجع إلى الخلف”: “لا يمكن لنظام أن يستمر دون إنجاز حقيقي وملموس، والإنجاز الأهم بعد ثورة كبيرة هو بناء مؤسسات الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة”.

مصر السيسي لا تختلف عن مصر مرسي

وكتب أحمد عبد ربه، مقالا بجريدة الشروق، الأحد، بعنوان “معضلات السياسة في مصر”، قائلا: “الأيام القليلة الماضية حملت لنا عشرات الحوادث التي لم يخلُ بعضها من طرافة والبعض الآخر من مآسٍ في مؤشر على تراجع شديد في مستوى الخدمات العامة وإدارة الأزمات ومجمل أداء النظام السياسي المصري في إدارة الدولة والمجتمع”.

وقال عبد ربه إن: “مصر السيسي لا تختلف كثيرا عن مصر مرسي أو مصر مبارك في ما يتعلق بإدارة الشأن العام، حيث الكوارث والأزمات والانهيارات بلا حلول، اللهم إلا من التصريحات الرنانة أو العاطفية هنا أو هناك”.

وكان علي بدرخان المخرج الكبير، قد قال في أحد الفيديوهات التي نشرت له على نطاق واسع الأسبوع الماضي، على مواقع التواصل ومواقع الأخبار: “مرسي عندما لم ينجز شيئًا خلال سنة حكمه جعلنا نخرج ونثور عليه ونخلعه، والسيسي لم ينجز أي شيء في أكثر من عام، فلماذا لا نثور عليه ونقول له ارحل”.

وعلل بدرخان عدم خروج الشعب على السيسي حتى الآن بالخوف من مواجهة الجيش والشرطة. وحذر من أن الجبن ستكون عاقبته وخيمة، لأن الفشل وصل لكل شيء. ولم يقف انتقاد علي بدرخان عند السيسي، ولكنه امتد إلى القضاء، الذي وصفه بـ”المُسيَّس”، والذي تسبب في فضيحة لمصر يتكلم عنها العالم كله. ووصف أحكامه بالانتقامية وتخليص الحسابات، مبدياً قلقه من مواجهة الحبس، مثلما يحدث لكل من ينتقد الأحكام الجائرة للقضاء

وكشف المحامي خالد أبو بكر، مقدم برنامج “القاهرة اليوم”، على قناة “اليوم” أن عبد الفتاح السيسي، طلب من الإعلاميين انتقاده باتفاق على ذلك، وأن مصر لن تتغير إلا بالناس.

وأضاف “بكر” أن رئيس الجمهورية لا بد أن ينتقد على السلبيات والإخفاقات، قائلا: “هي دي التجربة أن ينتقد الرئيس، ولأول مرة هتشوفوا بعد 8 سنين السيسي رئيس سابق”.

طُعم سياسي

من جانبه علق الدكتور عطية عدلان، رئيس حزب الإصلاح وعضو التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب: “لا أرى ولا يصح أن نعلق الآمال على مثل هذه الدعوات، ونبتلع طعما جديدا لتضييع مكتسبات الثورة، ويخمد نيران الثورة”.

وقال: “السيسي ليس إلا رأس حرب وأداة هزيلة في المشروع الصليبي والصهيوني، والشعب المصري لن يقبل بأي تنازلات رخيصة هدفها إخماد نيران الحراك الثوري”.

وأضاف: “نحن لا نمانع أن يكون هناك شيء من التغيير ولو بسيط، لكن مطالب التحالف بعودة مكتسبات الثورة مجددًا لن يتم التنازل عنها بأي حال من الأحوال”.