أنهى ممثلو حركة “طالبان” مع وفد الحكومة الأفغانية اليوم الثاني من محادثاتهما حول السلام في أفغانستان، المنعقدة في الدوحة، دون التوصل لاتفاق، بسبب الخلاف على استمرار وجود القوات الأمريكية في البلاد، وشارك فيها ممثلون عن الصين وباكستان، بينما تضاربت الأنباء حول مشاركة الولايات المتحدة.
ورحبت الولايات المتحدة وباكستان بالمحادثات المغلقة لإنهاء الصراع المستمر في البلاد منذ أطاحت قوات الولايات المتحدة بحركة “طالبان” من السلطة في عام 2001.
وخرج المشاركون من اجتماع الأحد، في بلدة الخور الساحلية شمال العاصمة القطرية، وقد علت وجوههم ابتسامات، لكنهم رفضوا الحديث للصحفيين المنتظرين، حسب وكالة رويترز.
وقال أحد ممثلي “طالبان” في المحادثات، لـ”رويترز”، إن وفدا من ثمانية أعضاء من الحركة يقوده شير محمد عباس ستانكزاي أجرى حوارا مباشرا مع مسؤولين أفغان.
وأضاف ممثل “طالبان”، الذي طلب عدم نشر اسمه: “بعد بدء الحوار بدأ رجالنا تقديم المطالب والشروط مكتوبة، ووزعوا نسخا على المشاركين”.
وأردف قائلا: “ثم بدأ الحوار بصراحة تامة، وطلب الوفد الأفغاني وقيوم كوتشاي عم الرئيس (الأفغاني) أشرف عبد الغني منا وقف القتال وإعلان وقف إطلاق النار.. لقد وصفونا بأننا إخوة، ونصحونا بأن نذهب إلى أفغانستان، وبأن نلتزم بالدستور الأفغاني”.
ولكن حركة “طالبان” قالت إنها لن توقف القتال إلى أن ترحل كل القوات الأجنبية عن أفغانستان، وفقا لما ذكره المصدر ذاته.
ونقل عن وفد الحكومة قوله، ردا على شروط طالبان لوقف إطلاق النار، إن معظم القوات الأجنبية غادرت، ولم يتبقّ سوى المدربين الذين سيغادرون أيضا إذا أوقفت “طالبان” القتال.
وانتهت المحادثات دون التوصل لاتفاق، باستثناء عقد اجتماع آخر في الإمارات العربية المتحدة “ربما الشهر المقبل”، حسب المصدر.
ونقلت الوكالة عن مصادر في “طالبان” ومصادر أفغانية أن حوار قطر شارك فيه ممثلون من عدة دول منها الولايات المتحدة والصين وباكستان، لكن مسؤولا بوزارة الخارجية الأميركية نفى هذه الأنباء في ما يخص مشاركتها في الاجتماعات، مؤكدا أن الولايات المتحدة ليست لديها “اجتماعات حالية أو مقررة مع طالبان في الدوحة أو أي مكان آخر”، لكن واشنطن “تؤيد بشدة عملية المصالحة التي يقودها الأفغان، حيث تواصل طالبان والأفغان الحوار للتوصل إلى تسوية لحل الصراع في أفغانستان”.