شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

عصام تليمة يكتب: نقد الإخوان.. وهل هذا وقته؟!

عصام تليمة يكتب:  نقد الإخوان.. وهل هذا وقته؟!
لامني بعض الأصدقاء والمحبين بسبب مقالي الأخير: (مراجعات الإخوان.. لماذا وكيف ومتى؟)، وقد لامني البعض الآخر من قبل بسبب حلقة لي مع الأستاذ شريف منصور على قناة (مصر الآن) كان جل كلامي فيها نقدا لأداء الإخوان المسلمين،

لامني بعض الأصدقاء والمحبين بسبب مقالي الأخير: (مراجعات الإخوان.. لماذا وكيف ومتى؟)، وقد لامني البعض الآخر من قبل بسبب حلقة لي مع الأستاذ شريف منصور على قناة (مصر الآن) كان جل كلامي فيها نقدا لأداء الإخوان المسلمين، وعن التحديات التي تواجههم الآن، وأخطائهم الحالية، ونماذج من تجربة حسن البنا في التعامل مع مثل هذه الملفات، فقد كان كل اللوم كعادة كثير من الإخوان الطبيبن: وهل هذا وقته؟ وهل هذا مكانه؟ إن كلماتك تستطيع أن تصل بها لكل مستويات الجماعة، فلماذا الكلام في الإعلام؟!.

وهي ثقافة مغلوطة قام -ولا يزال يقوم- بغرسها في الإخوان أناس لا يخرجون عن ثلاث احتمالات غالبا: 1ـ إما شخص حسن النية. 2ـ أو شخص يجهل طبيعة الدعوة الإسلامية بوجه عام، وجماعة الإخوان بشكل خاص. 3ـ وإما بغرض شخصي، كي يكون بمأمن من الحساب، فأسبغ على ذلك تبريرا دعويا ليكون بدون وجه حق ثقافة ومبدأ راسخا في الجماعة، وكل هذه الأعذار لا تمنع من ممارسة النقد الذاتي، أو نقد من بالخارج للجماعة واستفادتها منه، وبداية أوضح أمرا يفهم خطأ في ثقافتنا العربية، وهو أن النقد معناه التجريح، أو معناه التركيز على الأخطاء، النقد معناه تناول الشيء بما فيه من عيوب ومميزات على حد سواء، وقد يكون التركيز على نقطة دون أخرى، حسب مقام النقد والمراجعة، وليس معنى المراجعة كذلك أنها تغيير كامل لخطتك.

كنت على وشك إنهاء كتاب بعنوان: (الإخوان بين نقد الذات والآخر)، رصدت فيه في حياة حسن البنا أكثر من أربعين موقفا نقديا للجماعة نشرت كلها في مجلات وصحف الإخوان، ومنها سؤال خاص بذمة حسن البنا المالية، وأجاب بكل شفافية، دون تحرج، أو اتهام، فهذه ضريبة كل من يعمل بالعمل العام شاء أم أبى. ومواقف أخرى قامت فيها جماعة الإخوان بالنقد الذاتي، أو النقد بوجه عام، يتضح منه أن النقد عمل ممارس في فترات ذهبية من تاريخ الجماعة.

إن حجة بعض من يرفض نقد الإخوان علنا، مخافة شماتة الخصوم، والحقيقة إن الشماتة من النقد لتصحيح الأخطاء والمراجعة، أشد منها شماتة هي إبقاء المخطئ على خطئه، وعدم تصحيحه، وستكون شماتة الخصم أكثر في فشلك الذي سيستمر لو لم يستجب للنصح، أو المراجعة التي يقوم بها من داخله، ويقوم بها المخلصون كذلك من خارجه.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023