تحت عنوان “الحكم بالإعدام على مرسي” نشر مجلس العلاقات الخارجية الأميركي تحليلاً لـ إليوت أبرامز – الخبير في شؤون الشرق الأوسط – استهله بالقول: تنفيذ هذا الحكم سيكون خطًأ كبيرًا”.
وأضاف “أثارت هذه الأحكام انتقادات واسعة؛ لأن المحاكم المصرية هذه الأيام ليست مستقلة، ولا تتبع ما نسميه الإجراءات القانونية الواجبة. هذه الأسباب كافية لتجنب عقوبة الإعدام، يُضاف إلى ذلك حقيقة أنه كان رئيس مصر المنتخب بطريقة ديمقراطية. لكني أود طرح سبب آخر: بمجرد أن تبدأ الدماء في التدفق، فإنها لن تتوقف”.
وأردف “أبرامز”، “خلال سنوات مبارك، لم يكن النقاد والمعارضين لنظامه يلقون معاملة عادلة بالتأكيد، لكن أيا منهم لم يُعدَم ببساطة، لذلك كانت قيادات الإخوان المسلمين يعيشون في مصر، وليسوا موتى أو في المنفى، حينما أطيح بمبارك. بل فاز الإخوان بـ 88 مقعدا في البرلمان في عهد مبارك. لكن ربما يرى السيسي أن كل ذلك كان خطًأ”.
وأكمل “إذا بدأ السيسي في قتل قيادات الإخوان المسلمين، الذين لا أعتقد أن أيا منهم مرتبط بالإرهاب؛ فإنه بذلك يغير قواعد اللعبة، وفي ظل هذا السيناريو ترتفع احتمالية محاولة أحد الشباب الذين يشعرون بالمرارة قتل السيسي. وبشكل أوسع، يزداد الشعور بالمرارة والكراهية على الفور وبشكل دائم”.
واستطرد قائلا: “تخميني أن أيًا من هذه الأحكام لن ينفذ؛ لأنه سيكون هناك ضغط على السيسي والجيش بالتراجع، ولأن بعضا منهم قد يدرك التبعات التي قد تترتب على هذه الإعدامات، لكنهم يُحدثون الكثير من الضرر بمجرد إصدار هذه الأحكام، ولن يشعر الكثير من الإخوان بالامتنان حينما يصدر بحقهم أحكام بالسجن مدى الحياة.
وختم “أبرامز” بالقول “يرتكب السيسي اليوم خطًأ بمحاولته سحق كافة نواحي الحياة السياسية في مصر، وهذا في حد ذاته يمثل وصفة للانفجار السياسي، الذي يلوح في الأفق، فإذا ما أضاف إلى ذلك مقدمة لعمليات القتل القضائية؛ فإنه سوف يكون حقا قد قدح الزناد”.
ويعتبر مركز مجلس العلاقات الخارجية من أكثر مراكز صنع القرار الأمريكية تأثيرا ونفوذا من خارج الحكومة. وقد أنشأه أكبر رجلي أعمال في التاريخ، ج ب مورجان وجون روكفلر عام 1921، كقناة اتصال وتنسيق بين قطاع الأعمال (رؤوس الأموال) والحكومة الأمريكية. ومن أعضائه البارزين مادلين أولبرايت وديك تشيني وكوندوليزا رايس وتوماس فريدمان وجيمس ولفنسون وبول ولفويتس.
أما إليوت أبرامز فهو نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، ولقب بآخر قلاع المحافظين الجدد في إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، ومؤهلاته السياسية والأيديولوجية تضعه في مصاف أكبر المحافظين الجدد الذين أثروا على إدارتي الرئيس جورج دبليو بوش الأولى والثانية، على حد وصف تقرير نشره موقع قناة الجزيرة، وذلك على غرار ريتشارد بيرل وبول ولفويتز ودوغلاس فايث.