اعتبر خبراء أمريكيون في مجال مكافحة الإرهاب، سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) على مدينة الرمادي العراقية، بمثابة “انتكاسة” لقوات التحالف الدولي التي أنشئت لمحاربة على التنظيم، بينما وصف مسؤول رفيع في الجيش الأمريكي، ما جرى في الرمادي بأنه “مجرد حملة دعائية”.
وذكر ديفيد روس، محلل شؤون مكافحة الإرهاب، أن “مدينة الرمادي تعتبر المكان الذي ولدت فيه قوات الصحوة التي حاربت تنظيم القاعدة عام 2006، ومما لا شك فيه أن سقوطها بأيدي تنظيم “الدولة” يعتبر انتكاسة”.
وتابع روس، في حديثه لشبكة “CNN” الأمريكية، قائلاً: “العديد من الدول تنظر إلى انخراط أبناء العشائر السنية في القتال ضد تنظيم داعش بأنه عامل أساسي، وعليه فلا بد من الانتباه إلى عمليات الذبح التي تحصل على الأرض في الوقت الحالي، لأن ذلك يعتبر خطيراً وسيترتب عليه تداعيات استراتيجية كبيرة”.
وأكد أن “سقوط الرمادي لا يمكن النظر إليه على أنه هزيمة لقوات التحالف، وعند النظر إلى وضع التنظيم بشكل عام في الوقت الحالي نرى أنه على منحنى تنازلي”.
بدوره وصف مسؤول رفيع في الجيش الأمريكي، ما جرى في الرمادي بأنه مجرد حملة دعائية، يحاول من خلالها التنظيم خلق مكتسبات على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال التقاط صور ونشرها.
وتابع الجنرال المتقاعد، جايمس ماركس، قائلاً إن “أهمية سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، على مدينة الرمادي التي تعتبر مركز محافظة الأنبار، أنه يتيح للتنظيم التحرك بحرية في المحافظة بشكل عام”.
وأضاف: “لا يمكن القول بأن سيطرة داعش على الرمادي يعتبر فشلاً أو هزيمة لجهود دول التحالف، بل هذا يدفع بالتحالف للاعتراف بأنهم ليسوا بالوضع المناسب في مواجهة تنظيم داعش في مدينة الرمادي”.
ولفت ماركس إلى أن “الموضوع ليس فقط تمكن داعش من الدخول للرمادي وإخراج القوات العراقية، الآن عليهم تسيير الأمور فيها من خلال تقديم نوع من الخدمات الحكومية، ولكن السؤال هنا إلى متى يستطيعون فعل ذلك؟”.
ورأى الجنرال الأمريكي أن “الأمر المثير هو أن داعش لديه الزخم حالياً، ويستطيعون اختيار المكان والزمان لبذل جهودهم بالتوسع، وهو الأمر الذي يتوجب على العراق العمل عليه مع قوات التحالف لقطع ذلك الزخم”.
