شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مهدي حسن : الإسلام ليس بحاجه لمجدد ديني مثل السيسي

مهدي حسن : الإسلام ليس بحاجه لمجدد ديني مثل السيسي

قال مهدي حسن، الكاتب الصحفي، في مقال نشرته مجلة الجارديان البريطانيه، أن الدعوات التي أطلقت في الغرب للإصلاح  الدينى ومحاولة البحث عن “لوثر” جديد للإسلام (في اشاره الى مارتن لوثر كينج) واعتبار قائد الإنقلاب هو لوثر الذي طال انتظاره ما هو إلا نوع من العبث.

وأشار الكاتب الى ازدياد  الدعوات النمطيه التي يتبناها الإعلام الغربي للإصلاح الديني والتي تصاعدت بعد أحداث باريس لدرجة أن جريدة مثل الفينانشيال تايم وافقت من يشبهون السيسي ذو التوجه العلماني بأنه مارتن لوثر العرب ، وقد يبدو هذا صعباً، فبحسب هيومان رايتس ووتش فقد وافق السيسي على قتل محتجين عزل مع سبق الإصرار والترصد وهو مايرتقي إلى جريمه ضد الإنسانيه.

وسلط الكاتب الضوء على الدعوات التي يطلقها غير المسلمين أو مسلمون سابقون لتجديد الخطاب الديني  فمثلاً الملحده الصوماليه أعيان هرسي، والتي أصدرت كتاباً بعنوان ( الملحده:لماذا يحتاج الإسلام الإصلاح الآن؟) ، وطالبت  المسلمين  بالتخلى عن بعض معتقداتهم الجوهريه والتوحد  خلف “لوثر مسلم “.

وشكك الكاتب في أن يتعامل المسلمون بايجابيه مع تلك الدعوه التي صدرت من امرأه  وصفت الدين الإسلامي بأنه “مدمر وعبثي يجب تحطيمه” وطالبت بمنح نتنياهو جائزة نوبل في السلام.

وأشار الكاتب الى أن تلك الدعوت ليست بالجديده وأن الدعوات التي تطلق من الغرب للإصلاح الديني ترجع الى بدايات القرن العشرين ولكن ما نراه الآن هو محاوله من الصحفيين المحافظين والأكاديميين اللبراليين  للبحث عن لوثر مسلم وأرجع هذه المحاولات الى الرغبه في في دحر التطرف.

 وراى الكاتب أنه من الخطأ أن نحاول أن نقوم بمحاولة إصلاحات للإسلام كالتي قام بها مارتن لوثر . فمارتن لوثر لم يقم فقط بالمطالبه بإصلاح الكنيسه  والقضاء على سوء استخدام السلطات الكنسيه ولكنه أيضاً طالب بإطلاق الرصاص على الفلاحين الثائرين ضد الإقطاع وشبههم بالكلاب ووصف اليهود ب”بشعب الشيطان ”  وطالب بتحطيم منازلهم ومعابدهم  ،ويرى عالم الإجتماع رونالد روجر بأن لوثر ساعد على ارساء معاداة الساميه كعنصر أساسي في الثقافه والهويه القوميه الألمانيه .

وذكر الكاتب بأن إصلاح لوثر فتح الباب لسفك الدماء في القاره الأوربيه بشكل لم يسبق له مثيل وقتل عشرات الملايين من الأوربيين الأبرياء  .فاشتعلت القاره الأورببيه بالحروب مثل  الحرب الفرنسيه والحرب الأهليه في انجلترا وقتل أكثر من 40 بالمائه من سكان المانيا في حرب الثلاثين عاماً.

 وتساءل الكاتب :هل هذا ما  نريده للدول الإسلاميه ؟ التي ابتليت بالصراعات الطائفيه والإحتلال الأجنبي لكى تتحمل المزيد تحت مسمى الإصلاح  والتقدم والليبراليه.

وأكد الكاتب أن الإسلام والمسيحيه ليسوا متشابهين وأن محاولات فرض رؤيه اصلاحيه نابعه من المنظور التاريخي الأوربي تنم عن جهل كبير. فكل دوله اسلاميه لها تقاليدها الخاصه وكل أتباع دين قد تأثروا بالعديد من الظروف الظروف السياسيه والجغرافيه والإقتصاديه الإجتماعيه.كما أن الإسلام لم يعرف تلك الطبقه الكهنوتيه التي تتلقى تعليماتها من البابا المعين الهيا. فإلى من ستوجه تلك الإصلاحات الدينيه.

والحقيقه أنه قد تم بالفعل بعض الإصلا ح الديني للمعتقد الإسلامي ،وهذا  مايطلق عليه” التنقيه” من ما يعتقد أنه بدع .لكن هذا لم  ينتج المدينه الفاضله المتسامحه المتعددة الأديان أو مدينه اسكندنافيه على الفرات ولكنها أنتجت المملكه العربيه السعويه. 

وأورد الكاتب ما يراه تشابهاً بين شخصية مارتن لوثر ومحمد بن عبدالوهاب .فقد انتقد الإثنان رجال الدين وثاروا على الكثيرمن المعتقدات الدينيه بالإضافه إلى كراهية اليهود. 

 وتابع الكاتب :ليس معنى ذلك هو رفض  عملية الإصلاح فالعالم الإسلامي في حاجه ماسه إصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي  وأيضاً اصلاح ديني. فالمسلمون بحاجه لإعادة اكتشاف تراثهم من التعدديه والتسامح والإحترام المتبادل المتجسد في خطاب الرسول إلى رهبان دير سانت كاترين والتعايش بين المسلمين وغيرهم في أسبانيا .

وأيضاً المسلمون ليسوا بحاجه الى تلك الدعوات الكسوله من غير المسلمين او المسلمين السابقين   التي تعكس مدى السطحيه واضمحلال الفكر .فمن الأسهل لهؤلاء اختزال الجدل المعقد حول العنف  إلى العبارات المتطرفه والشعارات  وتبني أكثر الآراء تطرفاً.
ومهدي حسن هو صحفي مسلم من أصول هندية، عمل بعدد من الوكالات الصحفية العالمية منها BBC ، وهو الآن يعمل لدى قناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023