شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

دويتشه فيله: داعش قادم.. والعرب مزقتهم المذهبية

دويتشه فيله: داعش قادم.. والعرب مزقتهم المذهبية

سلط موقع هيئة الإذاعة والتليفزيون الألمانية، دويتشه فيله، الضوء على تصريحات المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الذي فسر فيها سقوط الرمادي، وأنه انتكاسة للقوات العراقية وقوات التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وأيضا تصريحات وزير الخارجية جون كيري عندما أعلن الثقة باستعادة الرمادي خلال أيام مقبلة.
وأضافت الهيئة في تقرير لها تناول أيضا آفاق المستقبل في العالم العربي أنه من الناحية العسكرية قد يكون كلام المسؤولين الأميركيين صحيحا، فلا شك أن قصف داعش لمدة ثمانية أشهر قد أضعفه، فضلا عن تقلص عائداته، وخسارته لمدينتي تكريت وكوباني، ومن المحتمل أن لا يحتفظ بالرمادي لوقت طويل، لكن التقرير تساءل: ما الثمن الذي سيدفع نظير انتصار قوات التحالف على داعش؟
أوضح التقرير أن المدنيين هم من يدفعون الثمن غالبا، فقد قتل في الرمادي حتى الآن ما لا يقل عن 500 رجل وامرأة، بينما فر 25 ألفا آخرين، ومن الممكن أن ترتفع تلك الأرقام إذا ما بدأ داعش في قتل من تشتبه أنهم “خونة”، أو عندما تحمل الميليشيات الشيعية السلام لتحرير الرمادي من مقاتلي داعش تحت غطاء جوي أميركي.
وأضاف التقرير أنه في منطقة الشرق الأوسط حيث تستعمل الخلافات السنية الشيعية لإذكاء صراع قوي على السلطة، وكوسيلة لتبرير الإرهاب والعنف الدموي والانتقام، يبدو المشهد كله وكأنه لعب بالنار أو كمغامرة متفجرة غير معروفة النتائج.
مع كل هذا التفاؤل، يشير التقرير إلى أن استئصال داعش من الممكن أن لا ينتهي في المستقبل المنظور في كل من العراق وسوريا، وما سيتبقى من هاتين الدولتين هو سؤال مفتوح.
وأضاف أن داعش سيبقى منظمة إرهابية مسلحة وفعالة على أي حال، لأنها تجيد النقر على أوتار الخلافات المذهبية التي تحدد ما يجري في المنطقة اليوم، وللأسف فإن تلك الخلافات ستستمر في المستقبل ليس فقط بين النخب، ولكن بين السكان في كل من سوريا والعراق وليبيا واليمن.
ولفت التقرير إلى الوقت الحاضر يشهد سقوط دول عربية الواحدة تلو الأخرى بسبب الخلافات المذهبية والعرقية والصراع على السلطة، ويبدو أنه ليس هناك نهاية لذلك في الأفق القريب، وستواصل داعش والقاعدة في تلك الدول المنهارة نشر الخوف والإرهاب دون الحاجة إلى أراض خاصة بها.
ويشير التقرير إلى أن الخلافات المذهبية في العالم العربي لم تولد من فراغ، فرغم عقود من التعايش السلمي بين مجموعات متنوعة، كانت تلك الخلافات خفية، لكنها إما مقموعة أو مستغلة من قبل الطغاة، كما زادت حدة هذا الاستغلال من قبل الحكام بعد فشل ثورات الربيع العربي.
ويتوقع التقرير أن تدفع المشاكل الاجتماعية وارتفاع نسب البطالة في الدول المتضررة المنطقة بأكملها إلى فوضى أعمق.
وحذر المقال حكام المنطقة من الشباب اليائس السائح في الشوراع، والذي لا يجد أملا في المستقبل، وينتظر أي رحلة إلى أوروبا، أو أن يكون الأسوأ وهو أن يصبح وقودا في الصراعات المسلحة.
وعن شباب المنطقة، قال التقرير إن الحكام لا يبدون اهتماما بالشباب في الدول الفقيرة التي تحاول قمع المعارضة بقبضة من حديد، كما يفعل السيسي.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023