يختلف السياسيون مابين ليبراليون أو يساريون أو إخوان حول مفهوم”السلمية”، فما بين من يرى أنها مطالبات شكلية من خلال المجالس النيابية-الشعب أو الشورى- ، وبين آخر يرى أنها مظاهرات تعبر عن غضبهم تجاه السياسات الكبتية التي تنتهجها الدولة، يرى آخرون أن “القصاص” هو نوعًا من أنواع السلمية كما ذكر في القرآن الكريم.
يقول المحلل السياسي والناشط الحقوقي هيثم أبوخليل، إنه لا يختلف مفهوم السلمية لدى الإخوان أو الثوار، فهي الوسائل التي كفلتها مواثيق الامم المتحدة والمتعارف عليها في كل دول العالم.
وأضاف -في تصريح خاص لـ”رصد”- أن السلمية سيكون لها حدود وفترة زمنية محددة، ومع الضغط لا أحد يعلم صمودها، مشيرًا إلي أن جماعة الإخوان المسلمين فصيل وطني، يلتزم بما يلتزم به الثوار ولا اعتقد أنهم سيستفزوا للعنف.
انجرار الشباب للعنف
وأشار إلى احتمالية انجرار بعض الشباب إلي العنف، طالما في ظلم وانسداد لأي حل سياسي وتحقيق مطالب الثورة، وأنه لا توجد خطورة في ذلك فأي ثورة في التاريخ لها انحرافاتها كما لها صعودها وانكسارتها.
مراحل السلمية
ومن جانبه قال الناشط السياسي معاذ غنيم، إن مرحلة السلمية انتهت، والإخوان داخلين على المرحلة التي تليها فالسلمية كانت مرحلة من المراحل، مشيرًا إلى أن كل مرحلة تأخذ وقتها كاملًا.
وأشار “غنيم” -في تصريح لـ”رصد”، إلي أن هناك ضغط شديد من الشباب، والخطة المعمول بها من القيادات هى التمسك بالسلمية، لاستفزاز أكبر قدر من الشباب للانضمام إلى الثورة.
وأوضح أن الفتره الماضية كانت حرق لشعبية الانقلاب وفى نفس الوقت خلق حاضنة شعبية لمناهضي الانقلاب تمهيدًا لمرحلة “ثورة الغضب” والتي سيكون بها قدر كبير من العنف المطلوب لإنجاح أي ثورة، وأنه لا يوجد ثورة سلمية بشكل كامل ولكنها تحتاج إلى العنف في فترة ما لإنجاحها.
الحاضنة الشعبية
وأشار إلى أن الثوار لو اتخذو العنف مباشرة بعد الانقلاب، لم يجدوا الحاضنة الشعبية التي يحتاجونها لكن الوضع اختلف الأن فكل يوم ينضم مؤيدي السيسي إلي الثورة عليه بسبب سياساته الفاشلة.
ما دون الدم سلمية
وقال ساجد المصري، أحد شباب جماعة الإخوان المسلمين، أن الحديث عن السلمية حديث شاق ومتعب خصوصًا مع تزايد الانتهاكت ضد الشباب، لكن يبقى التعريف الدائم هو “كل مادون الدم سلمية”، فالاستضعاف والصبر على الظلم والبكاء والمظلومية هذه استسلامية وليست سلمية .
وأضاف “في رأيى كشاب أن الموقف من القادة متوافق مع الشباب خصوصًا أن الأمر أكبر من مجلس عسكري أو شرطة فاسدة أو نخبة مضللة أو قضاء ظالم فكلنا متفقون في الأصل، ومتفرقون فى تفسيره
غيرة ينقصها الترشيد
وأوضح المصري في تصريح خاص لــ”رصد”، أن من يتبنى دعوات نبذ السلمية الكثير ممن لديه غيرة قوية،قائلا “فى نظري ينقصها الترشيد ولن أزيد على أحد لكن التاريخ يشهد أن العنف لن يؤدى لخير ويكفي أن تعلم أن بشار الاسد كان يأمر جنوده بإلقاء السلاح على الثوار لأنه أصبح مرهون باستخدامهم للعنف”.
الفارق بين الشباب والقادة
وأشار إلى أنه يبقى الفارق بين تعريف القادة والشباب فى الآليات، وأحيانا التعجل في بعض الأمور لكن فى المجمل “القصاص” هو الحل والمخرج، والكل متفق على هذا طال الزمن أو قصر، وسيكون بالضغط السياسى والشعبي حتى يتحقق وينزل الجميع على رغبة الثوار ومطالبهم وأولها القصاص.