لا تزال أصداء الوثائق التي تم نشرها مؤخرا للزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن تلقي بظلالها على الإعلام العالمي، خاصة فيما تناولته تلك الوثائق، لاسيما الأمور الشخصية في حياة بن لادن والتي كانت غامضة للجميع.
ومن بين تلك الوثائق ما تم إيجاده في منزله بمدينة “آبوت آباد” الباكستانية، في مايو 2011، وهي رسالة من بن لادن إلى زوجته الثالثة، خيرية، والتي كانت تعيش في إيران.
وبحسب موقع “مانوتو” الإيراني، فإن تلك الرسالة تعتبر إحدى الوثائق التي حصلت عليها الولايات المتحدة الأمريكية، خلال عملية قتل أسامة بن لادن، ولم تكشف عنها الاستخبارات الأمريكية إلا في الوقت الراهن.
فبحسب الموقع الإيراني، كانت تلك الرسالة تخص زوجته الثالثة، خيرية، التي تعد أقرب الزوجات إلى قلبه، وكتب لها فيها عن الأيام التي وقفت خلاله إلى جانبه وقتما كانا لاجئين في إيران.
وألمح بن لادن في تلك الرسالة، إلى نيته في تغيير أفكاره التي ستتسبب في وقوع تغيرات سياسية عديدة في منطقة الشرق الأوسط.
وبالإشارة إلى استضافة أخويه الاثنين له في باكستان، قال بن لادن: “أعتقد أنني سأترك البلاد ولكن هذا الأمر سيتطلب بعض الشهور لإنجاز الترتيبات اللازمة”، وطلب من زوجته الثالثة، إحضار ابنه حمزة، وذلك تمهيدا لخلافته، وباقي أفراد عائلته للانضمام إليه.
ولكن بعد مرور 6 أشهر من إرساله لتلك الرسالة لم يغادر مكانه، وقامت القوات الأمريكية باقتحام منزله في باكستان وقتله هو ورفاقه، وظلت خيرية مدة قليلة في إيران ثم انتقلت إلى قرية “أبوت آباد” دون اصطحاب ابنها حمزة، وتم اعتقالها وظلت في السجون الباكستانية حتى الآن.
كما كتب بن لادن في رسالته الأخيرة، لواحدة من بناته يطلب منها أن تسامحه نظرا لعصبيته عليها في بعض الأوقات: “أقول لكي آخر أخباري بشوق”، وفي جزء آخر من الرسالة “سامحيني إذا تعصبت وسامحيني لعلمك بأني كنت أقوم بمثل هذه الأفعال حول العالم”.
وأشار أسامة بن لادن في رسالة أخرى كتبها في 24 أبريل 2011 أي قبل 6 أيام من مقتله، ليطمئن على بناته وطالبا في نهاية حرق الرسالة بعد قراءتها.