أكد الكاتب عيد حسن، في مقال نشر في شبكة “سي إن إن” الأميركية، أن قمع الإسلاميين المعتدلين سوف يساعد على انتشار التطرف، داعيًا إلى التعاون معهم على أساس القيم المشتركة.
ويقول حسن -الذي لا يخفي كرهه الشديد للإسلاميين- إن مصر تشهد حملة قمع وأحكام إعدام بالجملة، متوقعًا أن تزداد هذه الأحكام، مشيرًا إلى وجود أكثر من 4 آلاف معتقل من الإسلاميين.
وأشار الكاتب إلى الحكم بالسجن مدى الحياة على جهاد الحداد، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، واصفًا إياه بأنه مسلم معتدل مؤمن بالتعددية، موضحًا أنه عندما تحدث مع الحداد كان يرى أن تطبيق الشريعة الإسلامية بالقوة ليس من أولويات هذا الجيل.
وأكد حسن أن مستقبل الديمقراطية في مصر يعتمد على التعاون مع المعتدلين من جماعة الإخوان المسلمين، فالحركة الإسلامية ليست كتلة واحدة، فهناك فرق بين حماس التي تتبنى العنف -حسب الكاتب- والمعارضة السلمية للإخوان بالأردن، والديمقراطية في الشرق الأوسط لن تكون مثل البيت الأبيض في الولايات المتحدة، لكنها ستتجسد في حكومة تشاركية غير مستبدة وتحترم القانون والثقافة الإسلامي.
وتابع الكاتب أن اضطهاد الإسلاميين سيساعد على دعم الجهاديين الذين هم ضد الانتخابات والديمقراطية، وسيزيد من نبرة حديثهم الدائم عن الانقلاب على حكومة محمد مرسي المنتخبة في ظل تمدد تنظيم الدولة الإسلامية، مبرهنًا على كلامه بانتشار الفكر الجهادي في الستينيات نتيجةً للقمع الوحشي للإسلاميين.
ودعا الغرب إلى التقارب والعمل مع الإسلاميين، حيث سينتج عن ذلك تيار إسلامي مؤمن بالديمقراطية أشبه إلى ما يسمى في الغرب بالتيار اليمين الوسط للمحافظين، فمثلًا التوجه الإسلامي لراشد الغنوشي ورجب طيب أردوغان لا يعني فرض الشريعة الإسلامية بالقوة.
وأشار الكاتب إلى أن مقاصد الشريعة الإسلامية الكبرى هي حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، وبالتالي أي حكومة ستحفظ هذه الخمس ستكون متوافقة مع الشريعة الإسلامية، على حد قوله.
واختتم الكاتب مقاله، قائلًا إن “ما نحتاج أن نناقشه مع إسلاميي مصر هو تلك القيم المشتركة من التسامح واحترام الملكية الخاصة وسيادة القانون بدلاً من تحويلهم إلى أعداء عن طريق التغاضي عن الاعتقالات وأحكام الإعدام، وهذا ما سيدعم فكر المظلومية الذي أسسه سيد قطب الأب الروحي لتنظيم القاعدة والذي أعدم في عام 1966 في سجون مصر والتي أخرجت لنا أيمن الظواهري الزعيم الحالي للتنظيم”.