وصل وزير الخارجية الألماني “فرنك وولتر شتاينماير” على رأس وفد كبير إلى غزة عبر معبر بيت حانون قادمًا من الأراضي المحتلة في زيارة لعدة ساعات يركز خلالها على المساعي المبذولة لإعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية.
وذكر موقع “والا” الصهيوني إلى أن الزيارة لم تكن على الأجندة الرسمية لزيارته في “إسرائيل” والسلطة الفلسطينية، وهي تأتي عقب موجة النشر في الفترة الأخيرة حول الاتصالات غير المباشرة بين “إسرائيل” وحماس لتثبيت هدنة طويلة في غزة، والملف الخاص بتبادل الأسرى مقابل الجنود المفقودين.
وأضاف الموقع أن الوزير الألماني شدد على أنه لا ينوي خلال زيارته لغزة اجراء لقاء مع ممثلي حماس، لأن برلين تعتبر حماس تنظيمًا إرهابيًا ولا تجري معه اتصالات سياسية.
وأوضح الوزير أنه “سيتحدث بالأساس مع جهات من الأمم المتحدة وجهات من المجتمع المدني في القطاع، وسيحاول الوقوف عن قرب على الوضع الاقتصادي-الاجتماعي في غزة بعد مرور 10 أشهر على العدوان الإسرائيلي الأخير الذي خلف دمارًا كبيرًا في مختلف القطاعات.
وخلال لقائه مع مسؤلي الاحتلال الصهيوني، شدد الوزير الألماني أنّ هناك أهمية كبيرة للجهود من أجل إعمار غزة، لمنع جولة إضافية من الحرب.
ولم يرد في البيان الألماني الرسمي حول الزيارة أي شيء حول نقل رسائل من قبل الوزير الألماني وحاشيته بين حماس و”إسرائيل” إلا أنّ تجربة الماضي تؤكد أن ذلك يمكن أن يحصلْ ” لقد كانت ألمانيا خلال فترة طويلة الوسيط الأساسي بين “اسرائيل” وحماس في إطار المساعي للإفراج عن جلعاد شاليط “رغم أنه تم في النهاية تنفيذ الصفقة دون وسطاء المانيا الرسميين”، وقبل ذلك عمل دبلوماسيون وكبار الخبراء الألمان كوسطاء بين إسرائيل وحزب الله”.
أثناء زيارته لرام الله أوضح “شتاينماير” أنّ مفتاح الاستقرار على المدى الطويل في غزة هو أن تتحوّل السلطة الفلسطينية إلى شريكة أكثر في ادارة قطاع غزة، وسيحاول “شتاينماير” اليوم التأثير بصورة أفضل على ما يجري خلف الكواليس في مثلث “تل أبيب”-رام الله-غزة، لكن في مواضيع محددة جدًا، تبدي الأطراف المشاركة رغبتها بدفعها.
وناقش “وولتر شتاينماير” لساعات طويلة الوضع في غزة مع “نتنياهو” و”ريفلين”، ولكن قد يكون اللقاء الأهم الذي يجريه في هذا الموضوع، هو اللقاء الذي أجراه أمس مع رئيس الحكومة الفلسطينية، رامي الحمد الله؛ وذلك بسبب الصعوبات الكبيرة المتعلقة بإعمار غزة والنابعة بالأساس من الخلافات الداخلية الفلسطينية.
والجدير بالذكر أن “وولتر شتاينماير” لن يكون وزير الخارجية الأوروبي الأول الذي يزور غزة خلال فترة حكم حماس: فقد سبقه وزير الخارجية النرويجي، “بورغا براندا”، ووزيرة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، “فدريكا موغريني”، في زيارة قطاع غزة في الخريف الماضي، بعد أشهر قليلة من انتهاء العدوان الأخير.
و منذ بداية 2015، لم يزر أي وزير خارجية أوروبي قطاع غزة، أما زيارة رئيس الولايات المتحدة الأسبق جيمي كارتر، الذي كانت ستجري في الشهر الماضي، فقد ألغيت في اللحظة الأخيرة، وستكون زيارة الوزير “شتاينماير” الأكثر أهمية في غزة منذ زيارة “موغريني” في نهاية 2014.