قال حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن هناك سقطتين لقائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي أثناء زيارته لألمانيا.
وأضاف حسني في تحليل له للزيارة نشره على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن “بداية المؤتمر ونهايته هما سقطتان من شأنهما تكوين صورة سلبية لدى الجانب الألمانى والأوروبي عن حقيقة الأوضاع في مصر”.
وذكر حسني السقطة الأولى حيث قال “لنبدأ من سقطة البداية، فأنا لا أفهم إطلاقاً السبب الذى يجعل ياور الرئيس – بكامل هيئته العسكرية – يحتل صدارة الصورة عند دخول الرئيس والمستشارة لقاعة المؤتمر، مع عدم وجود نظير ألماني له فى المشهد ، الرجل شكله مشرف فى ذاته، ولا اعتراض لي عليه،مشددًا في الوقت ذاته أن وجوده فى الصورة فى هذه اللحظة كان خطأ بروتوكولياً جسيماً لفت إليه أنظار حتى من لم يلحظوا وجوده وذلك حين رفع يده بالتحية العسكرية للسيسي لحظة مرور المستشارة ميركل أمامه، والتى تحاشت ذراعه بحركة تنم عن ضيق حاولت كتمانه”.
وأكد أن هذا الأمر فقط هو المزعج، مضيفًا : كيف تستقيم هذه الصورة العسكرية مع حرص السيسى على نفى صورة “الانقلاب العسكرى” عن 30 يونيو؟ قائلًا :أعلم أن الإخوان ومناصريهم سيعلقون تعليقاً واحداً هو: “ومن قال لك إنه لم يكن انقلاباً؟”.
ورد حسني على هذا الأمر قائلًا :” لن أدخل معكم فى جدل عقيم، لأنه حتى ولو كان انقلاباً، فذلك أدعى لأن يحتاط السيسى من الإعلان عنه بهذا الشكل الفج”.
وأكد حسني أن نهاية المؤتمر بدورها كانت سقطة أخرى، فمن ناحية ارتسمت على وجه السيسى ابتسامة عريضة مصطنعة ومبالغ فيها حين بدأت الناشطة أو الصحفية – أو أياً كانت صفتها – فى الهجوم عليه.
وذكر حسني ان اصطناع البسمة هذا كان واضحاً بدرجة تسقط عن الرجل أى مصداقية لتعبيرات وجهه التى يحاول بها دوماً أن يسحر جمهوره”.
أما سقطة النهاية الثانية التي ذكرها حسني في تحليله فقد كان بطلها “الإعلامى” أحمد موسى الذى قاد “على مسؤوليته” مظاهرة “تحيا مصر” ليميت بغوغائيته أى معنى نبيل لهذا التعبير”.
وذكر حسني مثالًا للرئيس الأمريكي السابق بوش حيث ضرب بالحذاء فى مؤتمر صحفى، ولم نسمع صحفياً أمريكياً واحداً يهتف باسم الرئيس بوش ولا حتى باسم الولايات المتحدة”.
وأكد حسني أن “ثقافة أحمد موسى ومن هتفوا معه لم تتخط ثقافة بعض الجالسين على القهاوى البلدى، ويستمدون أهميتهم فى الحارة من إنهم بيقدموا خدماتهم وقت الخناقة”.
وأردف حسني أن التعلم كما أنه مسؤولية كل مواطن، فهو أيضاً مسؤولية كل رئيس يعرف الفرق بين مقام الرئاسة وبين قلة قيمة البهلول وفرقته.
واختتم حسني تحليله قائلًا “من حق السيسى أن يستريح لثقافتهم التى ستورده وتوردنا معه موارد التهلكة، أو أن يستعين بديبلوماسيين محترفين يخططون له كلماته وتحركاته وتصرفاته وتصرفات المحيطين به … هو صاحب الاختيار، وربنا ياخد بإيد مصر، ويبعد عنها مصير “نفيسة” التى أضاعتها الوعود الفارغة ونرجسية من لا يرون فى المرآة إلا وجودهم”.