وقفت الناشطة فجر العادلي، الطالبة بكلية الطب والتي استطاعت دخول المؤتمر الصحافي، لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، مع المستشارة الألمانية، لتوصل صوت المعارضين في الخارج والداخل، وتهتف في وجه السيسي بسقوط حكم العسكر، وضد المجازر التي ارتكبها السيسي بحق المصريين.
مجموعة من الهتافات مثل السيسي قاتل، ويسقط حكم العسكر، وعلامة رابعة”، استطاعت من خلالها فجر أن تخطف أضواء الإعلام العالمي والمصري ومواقع التواصل الاجتماعي لتتفوق على الوفد المصاحب للسيسي وأخبار اللقاء ونتائجه.
وأجرت مجلة “دير شبيجل” الألمانية حوارًا مع فجر العادلي، وهي طالبة في كلية الطب جامعة هايدلبرج بألمانيا، تبلغ من العمر 22 عاماً، ولدت في مدينة “ماينز” الألمانية وهي طالبة متفوقة أنهت دراستها قبل الجامعية بتفوق وهي من الناشطات الشابات في ألمانيا وعضوة بارزة في عدة منظمات شبابية وحزبية ألمانية من بينها (الإتحاد المصري الألماني من أجل الديموقراطية) .
فجر العادلي تعمل أيضاً كمراسلة صحفية لعدد من الصحف المحلية وراديو (Rheinwelle) وهو ما مكنها من حضور المؤتمر الصحفي.
وهذا هو نص الحوار :
شبيجل: سيدة فجر العادلي , هل كان احتجاجك في المؤتمر مخططاً مسبقاً؟
فجر العادلي: لا..لم يكن مخططاً..لقد كنت مرتبطة بإمتحان تحريري في الجامعة في (هيلدس هايم) وجئت من الإمتحان مباشرةً إلي برلين لكي أدرك المؤتمر الصحفي. راديو (Rheinwelle) أوكل لي مهمة تغطية المؤتمر وقد كنت أريد طرح سؤالين علي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لكن تم إبلاغي أنه تم الإتفاق علي طرح 4 أسئلة فقط في المؤتمر , سؤالان منهما للصحفيين المصريين وسؤالان للصحفيين الألمان وقد تم ذلك بالفعل ولم أتمكن من طرح سؤالي بالرغم من أنني جئت من مدينة بعيدة خصيصاً لطرح أسئلتي.
شبيجل: ما هي الأسئلة التي أردتِ طرحها علي ميركل؟
فجر العادلي: السؤال الأول لماذا تدعمين الإنقلابيين وأنتي تعلمين أن التاريخ الألماني يخبرنا أن الإستقرار والرفاهية مرهونان بتحقيق دولة القانون؟ والسؤال الثاني هو : لماذا لم تلتزمي بالشرط الذي قطعتيه علي نفسك لمقابلة السيسي وهو أنكِ لن توجهي الدعوة للسيسي لزيارة ألمانيا إلا إذا تم إجراء إنتخابات برلمانية وهو ما لم يحدث حتي الآن؟.
شبيجل: ماذا حدث بعدما لم تتمكني من طرح أسئلتك؟
فجر العادلي: قمت بالنداء علي السيدة ميركل واخبرتها أن لدي سؤال مهم, لكنها لم تسمح لي بطرح السؤال معللة ذلك بأن الصحفيين الألمان قد أخذوا نصيبهم من الأسئلة وبالمناسية الصحفيان الألمانيان طرحا أسئلة بعيدة عن الأزمة في مصر مثل قضية استقالة بلاتر والأزمة في اليونان. ما معني هذا؟ أنا لا أفهم هذا. لماذا عقدوا مؤتمراً صحفياً إذن إذا كانوا لا يسمحون للصحفيين بطرح الأسئلة؟
هذا الأمر أغضبني كثيراً وأضطررت لرفع صوتي ثم بدأت في الهتاف : “إنه قاتل..إنه نازي..إنه فاشي”.
شبيجل: هل تخطيت بهتافكِ هذا الخطوط الحمراء؟
فجر العادلي: لو لم أصرخ لما سمع أحدٌ صوتي وقد عرفت فيما بعد أنها المرة الأولي التي يواجه فيها السيسي إحتجاجاً علي الهواء مباشرة ولو كان المؤتمر في مصر ما أستطاع أحد أن يصرخ في وجهه كما صرخت وإلا ستكون العواقب وخيمة علي من يحاول القيام بفعل مماثل في مصر. لكنني فعلت ذلك بلا خوف لأننا في ألمانيا.
شبيجل: حتي وأنتي هنا في ألمانيا تواجهك عواقب وخيمة..حيث يثار حديث عن محاولة إسقاط الجنسية المصرية عنكِ.
فجر العادلي: عرفت ذلك منذ وقت قصير. يبدو أن للأمر تبعاته وعواقبه لكني دعيني أخبركِ أنني منذ سن السادسة عشر كان بإمكاني الحصول علي الجنسية الألمانية لكني رفضت حتي لا أخسر جنسيتي المصرية.
شبيجل: هل تشعرين أنك مصرية أم ألمانية؟
فجر العادلي: الإثنان معاً. نقطة تمركز حياتي هنا في ألمانيا فقد ولدت وتربيت هنا في مدينة (ماينتس) لكني أزور مصر بضعة أسابيع في السنة أثناء أجازة الصيف. والدي ووالدتي جاءوا إلي ألمانيا للدراسة ثم أستقروا هنا. والدتي درست إدارة الأعمال بينما يعمل والدي في مجال الكيمياء الحيوية وهو أيضاً عالم أحياء متخصص في الكائنات المجهرية (Microbiology) .
شبيجل: ما هي توجهاتك السياسية؟
فجر العادلي: أنا أتبع المنظمة الشبابية للحزب الديموقراطي الإجتماعي الألماني (Jusos) ولست تابعة لجماعة الإخوان المسلمين لكني مؤيدة للإتحاد الألماني- المصري من أجل الديموقراطية ، وهو إتحاد يضم الكثير من الشباب والطلاب والأكاديميين ونحن نتظاهر من أجل حقوق الإنسان وحرية التعبير في مصر. نحن نريد للمصريين أن يعيشوا الحرية التي نعيشها هنا في ألمانيا.
شبيجل: لماذا رفعتي علامة “رابعة” بأصابعك وهي إشارة يرفعها الإسلاميون؟
فجر العادلي: شعار رابعة لا يخص الإخوان المسلمين وحدهم. شعار رابعة هو رمز لمقاومة العسكر ويشير إلي مذبحة فض ميدان رابعة في القاهرة في 14 أغسطس 2013 وهي المذبحة التي قُتل فيها أكثر من 800 إنسان. مذبحة رابعة هي أكبر وأبشع مذبحة في تاريخ مصر الحديث لذلك وصفت السيسي ب”القاتل”.
شبيجل: أنت عضو في منظمة شبابية تابعة للحزب الإجتماعي الديموقراطي (SDP) وهو حزب مشارك في الحكومة الألمانية وشارك في دعوة السيسي لزيارة برلين.
فجر العادلي: لقد كانت خيبة أمل بالنسبة لي. وقد قمنا نحن وأعضاء من الإتحاد الألماني المصري من أجل الديموقراطية بإرسال خطابات مفتوحة لعدة نواب في البرلمان الألماني ولم نحصل علي أي رد من نواب الحزب الإجتماعي الديموقراطي (SDP) بينما رد علينا النائب (Andrea Nahles) قائلاً: “عليكم توجيه رسائلكم تلك إلي أنجيلا ميركل فقمت بالرد عليه بأن نواب البرلمان هم ممثلون عن الشعب الألماني وعليهم توصيل رسالة أبناء الشعب حتي ولو بشكل شفاهي.
شبيجل: لماذا ترفضين السيسي بكل هذا القوة؟
فجر العادلي: الجيش في مصر يلعب دوراً معقداً في مصر منذ عقود وأنا أرى أن الجيش لا مكان له في السياسة ولا مكان له في الاقتصاد. لقد درست كورس تاريخ وأري عدة أوجه للتشابه بين مصر حالياً وبين جمهورية “فايمار” الألمانية ففي كلتا الحقبتين كانت هناك ثورة وهذه الثورة فشلت وكان السبب في فشل الثورة في كلا الحقبتين هو أن النظام القديم بقي مسيطراً علي أجهزة الدولة كما بقي العسكريون مصدر ثقة للنخبة الحاكمة وأنا هنا لا أفهم كيف لألماني أن يدعم سلطة عسكرية وهو يعلم بحكم تاريخ بلاده مدي خطورة ذلك وخطأه.