قالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، إن تنظيم الدولة بدأ يتوسع أكثر في ليبيا، الأمر الذي قد يسهم في زعزعة الأوضاع غير المستقرة أصلاً في البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن التنظيم كما حقق انتصارات في العراق وسوريا مؤخراً، فإنه عزز نفوذه في ليبيا من خلال السيطرة على مدينة سرت مسقط رأس الرئيس الراحل معمر القذافي، بالإضافة إلى الأحياء الشرقية من مدينة درنة، كما أن التنظيم شن هجوماً كبيراً على مدينة مصراتة.
وتابعت الصحيفة أن التنظيم قد يتخذ من ليبيا مقراً لزيادة توسعه ونفوذه في شمالي إفريقيا، موضحة أنه يستغل حالة الفوضى التي تعيشها ليبيا للتوسع والسيطرة على مزيد من الأراضي.
وحسب الموقع تشير إلى أن ليبيا تعيش فوضى كبيرة منذ ثورتها التي اندلعت عام 2011 بسبب القتال بين الحركات المسلحة، التي أطاحت بالعقيد القذافي، كما أن الدولة الغنية بالنفط منقسمة بين حكومتين متنافستين.
ويقدر خبراء عدد مقاتلي التنظيم بنحو ثلاثة آلاف مقاتل بايعوا “الدولة”، وهي الدولة الوحيدة التي ظهر بها التنظيم بعد العراق وسوريا، ويتوافد على هذا التنظيم مقاتلون من مختلف الدول العربية والإسلامية.
وفي أحدث العمليات العسكرية للتنظيم، استولى الشهر الماضي على مطار وقاعدة جوية قرب سرت، كما سيطر في فبراير الماضي على عدد من المؤسسات الحكومية في تلك المدينة، ما يشير إلى تنامي قوة التنظيم، ناهيك بسيطرتهم على شبكة الأنابيب الضخمة التي تضخ المياه العذبة للمدن الليبية.
وفي 31 مايو الماضي، أرسل التنظيم انتحارياً تونسياً إلى مصراتة، 170 ميلاً غرب سرت، حيث فجر سيارته في نقطة تفتيش أوقعت خمسة قتلى؛ وبعد خمسة أيام من هذه العملية تمكن التنظيم من السيطرة على بلدة حراوة، التي تبعد 46 ميلاً إلى الشرق من سرت.
وترى الصحيفة أن الميليشيات المقاتلة في مصراتة التي عرف عنها شراستها في القتال خلال انتفاضة 2011، لا يبدو أنها مستعدة لخوض حرب ضد التنظيم، فهي منشغلة في قتال القوات الموالية للجنرال خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي “الذي أعلن الحرب على الإسلاميين عام 2014”.
قادة مصراتة حذروا من خطط التنظيم للسيطرة على المدينة، فعلى الرغم من أن المقاتلين اشتبكوا مع التنظيم في سرت، إلا أن التفجير الانتحاري على ما يبدو جعلهم يفقدون تركيزهم.
ويؤكد فريديريك هري، الخبير في الشؤون الليبية بمعهد كارنيجي للسلام، أن الميليشيات الليبية تشعر فعلاً بتهديد هذا التنظيم.
وفي الأسبوع الماضي، عقدت الميليشيات المسلحة من مصراتة لقاءات في العاصمة طرابلس؛ لتنسيق هجوم كبير على معاقل التنظيم، خاصة أن مصراتة تقع على الطريق بين سرت وطرابلس.
وتوضح الصحيفة أن أولويات الجماعات الليبية المسلحة بدأت تتغير، إذ باتت مواجهة خطر التنظيم يسيطر على تفكير الجميع.
وعلى الرغم من أن أغلب الفصائل المقاتلة ضد نظام القذافي كانت ذات صبغة إسلامية، فإن تنظيم “الدولة” لم يظهر إلا بعد منتصف 2014، بعد أن عادت مجموعة من المقاتلين الليبيين من سوريا، كانت قد أعلنت بيعتها للتنظيم.