منذ سيطرة تنظيم “الدولة” على مدينة الموصل شمالي العراق، والتي تصادف اليوم الذكرى السنوية لها في 10 يونيو من العام الماضي، عمد التنظيم إلى التركيز على آلة الإعلام؛ في محاولة لغزو الجمهور الداخلي والخارجي وبث الرعب من التنظيم في العالم.

وللحصول على مزيد من المتطوعين في صفوفه وكسب التعاطف العالمي، ركز التنظيم على الجمهور الخارجي، وخاطبه بإعلام دولي موجه لجميع من يسكن خارج إطار أرض “الخلافة”، ولكي يصل الخطاب إلى أوسع شريحة ممكنة؛ يستخدم التنظيم أهم اللغات العالمية “العربية، الإنجليزية، وغيرهما”.

ويقوم بإنتاج مواد التنظيم عدة مؤسسات إعلامية وصفها مختصون بأنها تحاكي كبرى الشركات الإعلامية في العالم، بإخراج وإنتاج مبهر.

وقدم الباحث والصحفي العراقي صهيب الفلاحي، ورقة بحثية تحت عنوان: “إعلام تنظيم الدولة.. بين الاحترافية والتأثير”، وتطرق في أحد بنودها إلى مؤسسات تنظيم “الدولة” الإعلامية ونشاطها، وقسمها بعد بحثه إلى نوعين (مؤسسات رئيسية، ومؤسسات مناصرة). وهي كما يأتي:

أولاً: المؤسسات الرئيسية

– مؤسسة الفرقان: وتعد الذراع الأساسية للتنظيم، وكانت تتبع تنظيم القاعدة في السابق، وتجاوزت إصداراتها من تاريخ دخولها للموصل أكثر من 160 إصداراً معظمها مهم، وأصدرت كذلك مواد صوتية، وأنتجت جميع الكلمات الصوتية لأبي بكر البغدادي “الخليفة”، وجميع الكلمات الصوتية لأبي محمد العدناني الشامي، المتحدث الرسمي للتنظيم.

– مؤسسة الاعتصام: أنتجت إصدارات كثيرة؛ مثل “رسالة مجاهد أبو سعيد البريطاني” (باللغة الإنجليزية ومترجم عربي)، “الحق بالقافلة” (موجهة لبلاد ما وراء النهر ومسجل باللغة الأوزبكية ومترجم عربي سبتايتل)، و”سلسلة نوافذ على أرض الملاحم” (وأنتج منها 50 حلقة، بعضها بلغات مختلفة ومترجمة سبتايتل للعربية)، “صمود الأسود” رسالة إلى أهل تونس، رسالة “مجاهد 5 أبو أنور الكندي”، رسائل “حية من مدينة بيجي العصية”، “عزم الأباة” من داخل عين الإسلام – كوباني، “فشرّد بهم من خلفهم” 1 و2، “دكّ الحصون” وغيرها، تجاوزت إصدارات المؤسسة 90 إصداراً مختلف.

– مركز الحياة للإعلام: معظم إصداراته باللغة الإنجليزية ومترجمة للعربية، وفيه إصدارات مهمة مثل “نهاية حدود سايكس بيكو” وغيره.

– مؤسسة أجناد: وأنتجت إصدارات صوتية عالية الجودة مثل “نشيد يا ربي أسألك” و”أمتي قد لاح فجر” وغيرهما، وتعد هذه المؤسسة هي المزودة لباقي المؤسسات الرئيسية والمناصرة بالإنتاج الصوتي.

ثانياً: المؤسسات المناصرة

– مؤسسة البتار: ولديها عدد من الإصدارات منها “وجنوداً لم تروها”.

– مؤسسة الخلافة: وهي التي أنتجت إصدار “عين الإسلام 2″، والإصدار يرد على ما سماه “كذب القنوات الفضائية”، فقد عرض تقرير لقناة الجزيرة تتحدث فيه القناة عن انسحاب قوات تنظيم “الدولة” من مدينة عين العرب “كوباني”، وعرض صور لمقاتلي التنظيم في أحياء مختلفة من المدينة.

– مؤسسة ترجمان الأساورتي: ولديها عدد من الإصدارات.

– إذاعة البيان: وهي أول إذاعة للتنظيم في مدينة الموصل العراقية، تبث من مبنى إذاعة الزهور في بلدية الموصل، وتبث نشرة إخبارية ترفع على الإنترنت بصورة غير منتظمة، إضافة لبيانات وتوجيهات “الدولة”، وتركز الإذاعة على انتصارات التنظيم وعملياته ضد القوات العراقية وقوات البيشمركة وميليشيات الحشد الشعبي وغيرها، كما تأخذ عمليات التنظيم خارج العراق في سوريا وسيناء مساحة بث ضمن تغطيتها الإخبارية.

– قناة الخلافة: افتتح تنظيم “الدولة” أواخر أبريل الماضي أول قناة تليفزيونية له، في مدينة الموصل، ودعا أهالي المدينة لضبط ترددات أجهزتهم لاستقبال بث القناة، بهدف متابعة برامجها.

وكان قد نشر قبل ذلك بأشهر “بروموشن” خاص بالقناة، عرض تسعة برامج كان أبرزها برنامج الصحفي البريطاني جون كانتلي، الأسير لدى “الدولة”، وتم الترويج لبرنامج خالد الغريب، وهو الشخص الوحيد غير الصحفي البريطاني مكشوف الوجه في دعايات البرامج التي بثها التنظيم.

– إعلام الولايات: وينقسم إلى “إعلام ولاية العراق والشام، وفيه أكثر من 58 إصداراً، إعلام ولاية اليمن، إعلام ولاية سيناء، إعلام ولاية الجزائر، إعلام ولاية ليبيا، إعلام جزيرة العرب”، وتجاوزت إصدارات الولايات 150 إصداراً مختلفاً.

– المنتديات الجهادية: وفي معظمها امتداد لتنظيم القاعدة، والكثير منها لا يرتبط بـ”الدولة” تنظيمياً أو حتى إشرافاً مباشراً ولكن تبث كل إصدارات التنظيم وتطرح الكثير من القضايا التي تهاجم المخالفين وموضوعات أخرى تدافع عن التنظيم، كما تضم أقساماً تقنية ودورات تدريبية على الأسلحة وطريقة تصنيعها وغير ذلك.