ثورة الجياع هي أول ثورة تقوم في التاريخ المصري فقد قام بها الفراعنة القدماء ضد الملك بيبي الثاني بعد تردّى أحوال مصر، فشهد عصره أول مجاعة، ومع البطالة وغلاء الأسعار وحالات الانتحار.. هل تتكر تلك الثورة مجددًا.
ستقضي على الأخضر واليابس
يقول عبد الحافظ الصاوي، الخبير الاقتصادي، أن ثورة الجياع تعني خروج الفقراء بالاستيلاء على ثروات الأغنياء دون رادع عن قانون، بسبب سوء الأحوال الاقتصادي والظلم في توزيع الثروات وانعدام العدالة الاجتماعية.
أما عن الواقع المصري فأوضح الصاوي في تصريح لـ”رصد” أن القبضة الأمنية مازالت تبطش على الفقراء وتضيق عليهم في مصادر الرزق، وتعرضهم للجوء الى الرشاوي والفساد مما سيؤول بعد فترة ما تحت الضغوط الاقتصادي لتعيش مصر بالفعل تحت تهديد ثورة الجياع.
وحذر الصاوي من اندلاع تلك الثورة، لافتا إلى أنها ستأتي على الاخضر واليابس، فلن يقف أمام الفقراء شئ سواء جيش أو شرطة أو قوى سياسية”.
وأشار الصاوي، غلى أنه كلما توسع الازمة الاقتصادية، كلما اتسعت مجالات الفقر والبطالة والفساد، ستجد ثورة الجياع طريقها مفتوحا في الكثير من مناطق مصر وخاصة من مناطق العشوائيات و القرى، و وستكون عشوائية و كما كان يقول سيدنا ابوذر الغزالي.. عجبت لمن لايجد في بيته قوت يوم ، الا يخرج سيفه”.
ارتفاع الأسعار دافع قوي لتلك الثورة
وأظهر الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء ارتفاع معدل التضخم الشهرى، خلال مايو الماضى، بنحو 1.3% مقارنة بشهر إبريل السابق عليه، بسبب ارتفاع أسعار الخضراوات بنحو 7.7%، اللحوم والدواجـن بنسبة 2.7%.
كما ارتفعت أسعار استهلاك المياه 2.2%، وشراء المركبات بنحو 1.5% والرحلات السياحية بما نسبته 0.6%، على الرغم من تراجع أسعار الذهب بنحو 1.2%.
الفقير لا يعرف سوى احتياجات الحياة
وأوضح جهاز الإحصاء، فى بيانه اليوم الأربعاء، أن معدل التضخم السنوى ارتفع ليصل إلى 13.5% مقارنة بشهر مايو 2014.
وأضاف نافعة في تصريح لـ”رصد”: “الفقير والمحتاج لا يعرف الثورة السلمية والمطالب السياسية، فإنه خروجه يعني الانتقام من الاغنياء من سرقة أموالهم ليجد لنفسه ما يأكله ويطعم به أبناءه، فالثورة الأولى كانت ضد النظام والثانية ضد سيطرة الاخوان أما الثالثة فتكون ضد الجوع”.