حالة جديدة تضيفها “الداخلية” إلى سجل التخلص من المعارضين عبر تفجيرهم؛ حيث استغلت حادث تفجير الكرنك أمس، وألصقت التهمة بمعتقل منذ أسبوع؛ لتعلن أنه المسؤول عن التفجير.
وشهدت الفترة السابقة، تكرار إعلان وزارة الداخلية مقتل أكثر من معارض للانقلاب في انفجار قنبلة به أثناء تصنيعها.
وشكك أهالي الضحايا في رواية وزارة الداخلية، مؤكدين أن الداخلية هي من قامت بقتلهم وتلفيق التهم لهم، في الوقت الذي انتشرت فيه حالات مقتل معارضين بنفس الطريقة والسيناريو، وإعلان الداخلية أن سبب الوفاة انفجار قنبلة.
انفجار الكرنك
علي جمال أحمد علي، من ملاحية علب سعيد، بمركز ببا ببني سويف، يعمل بشركة فلاتر بالأقصر، تم اختطافه من قبل قوات الأمن، منذ أسبوع، فيما قامت قوات الأمن بمركز ببا، باقتحام منزل المعتقل أمس الأربعاء، عقب الحادث، وألقت القبض على والدته وشقيقته وشقيقه، وظلت تتردد على منزلهم بعد القبض على الأسرة، ولم تغادر المنزل منذ مساء أمس.
يأتي ذلك في الوقت الذي لم يعلن فيه موقع وزارة الداخلية، أي بيان رسمي عن القبض على المتورطين في التفجير، مضيفا -عبر صفحته على “فيس فوك”- أن المتورطين هم من أصحاب جنسية إفريقية وليسوا من مصر، مما يؤكد أنه ليس له علاقة بالتفجير.
وفي سياق متصل بانتهاكات داخلية الانقلاب المستمرة تجاه المعارضين وتصفيتهم إمّا عن طريق تلفيق التهم أو قتلهم من خلال تفجيرهم، والادعاء بأنهم قتلوا أثناء تورطهم في تفجير عبوات ناسفة، استشهد “حسام” نجل بدر مرزوق القيادي بجماعة الإخوان المسلمين ببني سويف وأمين التثقيف بحزب الحرية والعدالة، وحنفي عبدالمعطي “معارض”، كما تفحمت جثتان أخريان، في حين أصيب شاب يدعى إسلام أحمد رجائي “20 سنة”، في انفجار قنبلة وأسطوانة بوتاجاز ببني سويف.
والتفجير وقع بشرق النيل في منطقة سنور، قرب نقطة تفتيش مرور المثلث بمحافظة بني سويف.
وأوضح مصدر أمني، أن الضحايا 5 قتلى ومصاب سادس، مشيرًا إلى أن الجثث تفحمت مما يصعب معها تحديد هويتها سريعًا، غير أنه أكد أنه ليس بين القتلى أي من عناصر الأمن.
ولفت المصدر، إلى أن قوات الأمن تعاين موقع الحادث في ظل إجراءات أمنية مشددة وفرض طوق حول المكان.
وشكك الناشط محمد علي، في رواية الداخلية، متسائلًا -في منشور له على “فيس بوك”-: كيف انفجرت أسطوانة البوتاجاز قبل الكمين ولم يمت أي من الضباط، مشيرًا إلى أنه لا يستبعد أن الداخلية تصفي المعارضين بهذه الطريقة.
تصفية معارض بالبحيرة
وفي مدينة وادي النطرون بمحافظة البحيرة، استشهد أحد معارضي الانقلاب وأصيب آخر؛ حيث اتهمتهما الداخلية بمحاولة تصنيع قنابل داخل مقرهما وانفجرت القنبلة فيهما.
وقالت الوزارة إنه انتقل لمكان البلاغ فريق من خبراء المفرقعات، برئاسة العميد جمال ياسين؛ للوقوف على ملابسات الحادث، والكشف عن أية أجسام غريبة أخرى داخل موقع الانفجار.
فيما قال مصدر أمني، إن الانفجار وقع بمقر يقوم أعضاء جماعة الإخوان بتصنيع القنابل بداخله، الأمر الذي أدى إلى مقتل أحدهم، وإصابة آخر.
وشكك الأهالي في رواية الدخلية، مؤكدين أن الداخلية تقوم بتصفية المعارضين، وتلفيق مثل هذه التهم لهم.
إصابة طلاب بجامعة الأزهر
كما أصيب 3 طلاب بجامعة الأزهر بمدينة نصر؛ حيث اتهمتهم الداخلية بمحاولة تصنيع قنبلة وانفجرت بهم أثناء تصنيعها داخل شقتهم بمدينة نصر وأصابتهم بجروح بالغة؛ حيث بترت يد أحد الطلاب، وتم نقلهم إلى المستشفى فى حالة حرجة.
في حين أكد نشطاء، أن الداخلية هي من قامت بتلفيق التهم لهم، وأن انفجار القنابل بالمعارضين أصبح ظاهرة تتبعها الداخلية لقتل معارضيها.
مقتل اثنين وإصابة أربعة بالقليوبية
كما قتل أثنان من المعارضين، وأصيب 4 آخرون؛ وذلك بسبب انفجار قنبلة “مولوتوف” في منزل أحدهم في منطقة أبو زعبل بالخانكة بمحافظة القليوبية.
ووجهت لهم الداخلية، تهم محاولة تصنيع تلك القنابل، مما تسبب في التهام النيران للمنزل.
وأُلقي القبض على صاحب المنزل، ونُقل المصابون في حراسة الشرطة إلى مستشفى الخانكة العام، وأمرت النيابة بحبس صاحب المنزل ويدعى “حسن. د”، 15 يومًا على ذمة التحقيقات.
وشكك الأهالي في رواية الداخلية، مؤكدين أن الداخلية هي من تقف وراء التفجير؛ لتصفيتهم وإلصاق تهم الإرهاب بهم كما هو متبع في سيناء.
أسلوب جديد للتصفية
وأكد الناشط السياسي معاذ علي، أن ظاهرة انفجار القنابل انتشرت بشكل كبير خلال الفترة السابقة، مشيرًا إلى أنه أسلوب جديد من الداخلية لتصفية المعارضين.
وأضاف -في تصريح لــ”رصد”- أنه ليس من المنطق أن تنفجر كل هذه القنابل بهذه الكمية في معارضي الانقلاب، وأنها أصبحت ظاهرة، وليس من الصعب على الداخلية تلفيق هذه التهم للمعارضين للتخلص منهم.