برر أحمد شفيق، رئيس حزب الحركة الوطنية، استقالته من الحزب، الذي أسسه مطلع 2013، وأعيد انتخابه بالتزكية رئيسًا له أواخر مارس الماضي، إلى «الظروف الصعبة، وغير الطبيعية، التي مر بها من خلالها عمله، الأمر الذي لم يتح له أن يقدم كل إمكاناته وخبراته خدمة لأبناء حزبه».
ووعد رئيس الوزراء الأسبق، في نص استقالته، التي وجهها لنائبه الأول، يحيى قدري، بأن «يتسع نشاطه، وأن يكون خادمًا لكل ابن من أبناء هذا الشعب العظيم، وبكل ركن من أركان وطننا الحبيب».
فى السياق نفسه، كشفت مصادر مطلعة أسباب وتفاصيل استقالة شفيق، موضحة أنه يعتزم اعتزال الحياة السياسية.
وقالت المصادر، إنه أعلن استقالته من الحزب، بعد الهجوم والانتقادات التي وجهت له، بعد حملة «أنت الرئيس»، مما عرضه لاتهامات البعض له بأنه يهدف إلى زعزعة الاستقرار.
وأضافت المصادر، التى طلبت عدم ذكر اسمها، أن من ضمن الأسباب التي دفعت شفيق إلى الاستقالة من حزب الحركة الوطنية، الحملة التي أطلقها حزبه، تحت عنوان «داعمون وسنظل داعمين» لتأييد عبدالفتاح السيسي.
وأوضحت المصادر، أن شفيق لم يكن يعلم بالحملة التي أطلقها حزبه منذ أيام، ولم تتشاور معه قيادات الحزب قبل إطلاقها، وأنه غضب غضبًا شديدًا عندما علم بالحملة من أحد المقربين له، واعتبر المصدر أن هذه الحملة هي «القشة التي قسمت ظهر البعير».
عكست الكواليس، خلافات الفريق مع قيادات الحزب؛ إذ قال أثناء نقاش لهم: «أنا من عملت الحزب، وليس الحزب الذي صنعني، وكنت أتوقع منكم موقفًا مختلفًا».
وتابعت المصادر، أن ما نشر أخيرًا من عدة تقارير عن التحركات الخارجية لشفيق، وآخره التقرير المنشور في «الشروق»، والذي حمل عنوان «من النظام إلى الفريق شفيق: لا عودة ولا سياسة.. ولأعوانه: اتلموا»، بالإضافة إلى ما نشر أيضًا في الجريدة أخيرًا بأن رئيس أحد الأجهزة السيادية زار أبو ظبي للبحث والتنسيق في ملفات عديدة منها إقناع مسؤولين بدولة الإمارات بالحد مما تعتبره القاهرة تحركات «غير مقبولة»، كان أحد الأسباب التي دفعته إلى الاستقالة.
وتحدثت المصادر، أن خلافات قد دبت خلال الأيام الماضية بين شفيق، ونائبه الأول لحزب الحركة الوطنية، يحيى قدري، بعد علم الأول بأن هناك بعض أعضاء وقيادات الحزب يقفون خلف بعض الحملات التي ظهرت أخيرًا من أجل إحراجه أمام الجميع.
وتابعت المصادر، أنه علم من بعض المقربين له، أن هناك بعض القيادات داخل الحزب سعوا خلال الفترة الأخيرة، لافتعال الأزمات والمشكلات داخل الحزب؛ لإظهاره «ضعيفًا تحت قيادته».
وأوضحت المصادر، أن بعض القيادات داخل الحزب وقفوا ضد الدعوات التي أطلقها مؤيدو شفيق أخيرًا؛ لعودته مرة أخرى من خارج البلاد، رغم أن القيادات أبلغوه بأن «الأجهزة الأمنية وراء تعطيل الوقفات».
من جانبه، قال الدكتور أيمن نور، زعيم حزب غد الثورة والمرشح الأسبق لرئاسة الجمهورية، إن أحمد شفيق بعث برسالتين بعد استقالته من رئاسة حزب الحركة الوطنية.
وأكد نور -في تصريح خاص لـ”رصد”- أن الرسالة الأولى التي بعث بها شفيق في الاستقالة هي رسالة احتجاج ضد الممارسات التي تتخد ضده من قبل نظام السيسي، وبعض الصحف المؤيدة للانقلاب العسكري، وهي رسالة احتجاج غير مباشرة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن هذه الاستقالة تتسم بالذكاء.
وشدد “نور” على أن شفيق هو رجل نظام، ويعتقد أن لديه حصانة من خلال توليه وزارة الطيران المدني وبعدها رئاسة الوزراء، ثم دخوله معترك الرئاسة وحصوله على نسبة عالية من الأصوات.
وذكر “نور” أن الرسالة الثانية التي بعث بها شفيق من استقالته هي “أن دوره أوسع من الحزب، وأن لديه دورًا خلال انتخابات رئاسية مبكرة، ربما تجري خلال الشهور القادمة.
وأردف “نور” أن شفيق والسيسي يعملان على أرضية واحدة، والصراع بينهما هو صراع حقيقي، لكنه داخل معسكر واحد، مؤكدًا أن هذه المنافسة ليست بين السيسي وشفيق وإنما بين السيسي والسيسي.
واختتم نور حديثه قائلًا: “الحزب الوطني كان السر في حصول شفيق على نسبة عالية من الأصوات خلال منافسته للرئيس محمد مرسي في انتخابات عام 2012م، مؤكدًا أن شفيق من الممكن أن يكون خيارًا قادمًا للحزب الوطني؛ لأن الحزب المنحل لن يقف مع السيسي خلال معركته القادمة، ويعتبر شفيق هو البديل الأقرب للحزب.