تعتبر بحيرة الفيوم هي المتنفس الوحيد لأهالي محافظة الفيوم في الصيف، وخاصة البسطاء والفقراء ومحدودي الدخل؛ بسبب انخفاض التكلفة المادية لشواطئها، ولقربها من المدن والمراكز الرئيسية في المحافظة.
لكن في السنوات الأخيرة ساءت أحوال البحيرة بسبب ارتفاع نسبة الملوحة فيها، وزيادة التصريف الزراعي عليها، وإهمال المحافظة في إيجاد الحلول لتلك المشاكل، وعدم الاستغلال السياحي الأمثل لها، كما بدأت المحافظة في بيع المناطق الجيدة من البحيرة للشركات بغرض إقامة فنادق باهظة الثمن منعت البسطاء من الدخول إليها .
وتعتبر بحيرة قارون أهم معالم محافظة الفيوم، تبلغ مساحتها 330 كيلومتر مربع حاليًا، وطولها 40 كيلومتر وعرضها نحو7 كيلو مترات، وعلى الرغم من أن الحكومة صرفت الملايين على تجديد كورنيش البحيرة، إلا أنه سرعان ما تم تدميره بسبب الإهمال وعدم الاعتناء، فتصرف الملايين مرة أخرى لتجديده وهو ما يعتبره أبناء الفيوم فسادًا من المحافظة.
يقول مصطفى سيد، “احنا بنيجي على طول هنا في الصيف، ممكن مرتين أو ثلاثة على حسب الظروف لإني مقدرش آخد أسرتي ونروح إسكندرية، ولا نصيف في مكان تاني مفيش الإمكانية المادية، المشكلة هنا المكان مفيش اهتمام بيه، الأسعار بتاعة الشواطئ كل سنة بتترفع بشكل كبير، السنة اللي فاتت كانت بـ7و 10 من مكان للتانى دلوقتي الفرد بـ 20 و 25 كتير جدًا”.
وأضاف مسعد خلف، “زمان كانت الميه والبحيرة أنضف من كده بكتير، وبسبب عدم الرقابة والإهمال البحيرة مبقتش نضيفة، والأماكن اللي في الجنب التاني من البحيرة لا يتم استغلالها بشكل جيد من قبل الحكومة، هما بس بيبعوها للناس الأغنيا، واحنا بنفضل في نفس المناطق دى، لأنه مش هيبقى معانا فلوس ندخل الشواطئ ولا الفنادق الغالية ده“.
ويشتكى معظم رواد البحيرة من عدم وجود خدمات صحية قريبة للإسعاف في حالات الغرق، إضافة إلى سوء الخدمات وانتشار القمامة في مناطق واسعة من البحيرة، رغم وعود المحافظة المتكررة بوجود خطط للتطوير، ولكنها تصب في مصلحة الأغنياء ورجال الأعمال.