أعلنت وزارة الداخلية التونسية، أن الهجوم الذي استهدف سياحًا في فندق بولاية سوسة على الساحل الشرقي التونسي، أوقع 39 قتيلًا على الأقل وإصابة 36 آخرين، في الوقت الذي تشهد فيه تونس مسيرة حاشدة على رأسها “حركة النهضة” ضد ما أسموه بـ”الإرهاب” فيما حمل التيار اليساري الإسلاميون بالتورط في هذا الهجوم.
تنظيم الدولة يعلن مسؤوليته عن الحادث
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية، مسؤوليته عن الهجوم على فندق سياحي بتونس يوم الجمعة والذي أدى إلى سقوط 39 قتيلا من بينهم بريطانيون وألمان وذلك وفقا لبيان نشر على حساب التنظيم على تويتر.
وقال البيان “انطلق جندي الخلافة الفارس الغيور أبو يحيى القيرواني مستهدفا أوكارا خبيثة عشعش فيها العهر والرذيلة والكفر بالله في مدينة سوسة.”
وأضاف البيان”رغم الاجراءات المشددة التي طوقت هذه الأوكار المستهدفة في شاطيء القنطاوي تمكن أخونا من الوصول إلى الهدف في فندق امبريال فكان أن وفقه الله للنكاية بالكفار نكاية عظيمة أردت منهم قريبا من أربعين هالكا ومثلهم من المصابين معظمهم من رعايا دول التحالف الصليبي التي تحارب دولة الخلافة.
فيديوهات توثق الحادث
فيما تداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي 3 فيديوهات توثق عملية التفجير، من بينهم تقرير إخباري مصور.
أول فيديو للتفجير
الفيديو الثاني
لحظة القبض على مشتبه به
ويعد هذا الهجوم الأكبر في تاريخ تونس وضربة قوية للاقتصاد البلد الذي يقوم أساسًا على السياحة.
وقال شكري النفطي، المكلف بالإعلام في وزارة الصحة، إن الهجوم أسفر عن “37 قتيلا و36 جريحا بعضهم في حالة حرجة”.
وكان محمد علي العروي، الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، أعلن أن الهجوم استهدف نزل “إمبريال مرحبا” في (مدينة) حمّام سوسة، حيث تسرّب مهاجم أو أكثر من الجهة الخلفية للنزل وقام بفتح النار على السياح وعلى مرتادي النزل الذين كانوا في المكان”، في إشارة على الأرجح إلى شاطئ الفندق.
وأضاف أنه “تم القضاء على عنصر مسلح”.
وقالت وزارة الصحة التونسية في بيان سابق إن قتلى الهجوم بينهم بريطانيون وألمان وبلجيكيون، وحصيلة القتلى هي الأكبر في تاريخ تونس.
وفي 18 مارس الماضي، قتل 21 سائحا أجنبيا ورجل أمن تونسيا في هجوم نفذه مسلحان على متحف باردو الشهير بالعاصمة تونس وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية.
والسياحة أحد أعمدة الاقتصاد التونسي إذ تشغل 400 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر وتساهم بنسبة 7 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي وتدر ما بين 18 و20 بالمئة من مداخيل تونس السنوية من العملات الأجنبية.
فيما شارك جموع غفيرة الأحد في العاصمة التونسية في مسيرة، بعد الاعتداء الدامي على متحف “باردو”.
وتقدم المسيرة إلى جانب الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الغابون علي بونغو.
وردد المتظاهرون “تونس حرة، والإرهاب على برا”، فيما لوح كثيرون منهم بالإعلام التونسية في الشارع المؤدي إلى باردو.
وقبيل بدء التظاهرة الشعبية، أعلن رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد أن زعيم أكبر جماعة جهادية في تونس لقمان أبو صخر المتهم بأنه قاد الهجوم على متحف باردو في 18 مارس قتل السبت بأيدي القوات التونسية.
وقال رئيس الوزراء للصحافة إن القوات التونسية “تمكنت أمس (السبت) من قتل أهم عناصر “كتيبة عقبة بن نافع” وعلى رأسهم لقمان أبو صخر”. ووصف ذلك بأنه “عملية مهمة جدا في برنامجنا لمكافحة الإرهاب”.
وتذكر هذه المسيرة بتلك التي نظمها في يناير الرئيس الفرنسي بعد الاعتداءات في باريس على مجلة “شارلي إيبدو” الساخرة وعلى متجر يهودي.
الأطراف السياسية والنقابية المشاركة في المظاهرة
وأعلنت حركة النهضة الإسلامية التي تشارك في الائتلاف الحكومي إلى جانب خصوم الأمس، مشاركتها في التظاهرة واصفة الإرهاب بأنه “عدو الدولة والثورة والحرية والاستقرار والتنمية”.
بدوره، دعا الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) “جميع أعضائه، ومجمل الشعب التونسي إلى المشاركة بكثافة” في التحرك.
“الجبهة الشعبية” ترفض المشاركة
أعلنت الجبهة الشعبية اليسارية المعارضة أنها لن تشارك في المسيرة بسبب ما وصفتة بـ “نفاق” بعض المشاركين، في إشارة واضحة إلى حركة النهضة.
وقال الناطق باسم الجبهة همة الحمامي إنه لا يريد أن تكون المسيرة “وسيلة للتغطية على المسؤوليات حول انتشار ما وصفه بـ”الإرهاب”.
وبعد الاعتداء على المتحف، نددت فئة من اليسار العلماني بمشاركة النهضة في أي شكل من الوحدة الوطنية “ضد الإرهاب”، معتبرة أن الحركة الإسلامية تربطها علاقات مشبوهة بالتيار الجهادي، وخصوصا حين تولت السلطة بين نهاية 2011 وبداية 2014.
وترى شخصيات اليسار أن النهضة مسؤولة، وربما متورطة، في اغتيال المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي المناهضين للإسلاميين في 2013.
وقد أوقع الهجوم على متحف “باردو” 21 قتيلا، 20 سائحا وشرطي، قبل أن ترتفع حصيلة الضحايا اليوم الأحد إلى 22 بعد وفاة فرنسية كانت أصيبت بجروح خطيرة في هذا الاعتداء الإرهابي.