كشفت مجلة “لوبس” الفرنسية، اليوم الأربعاء، عن قيام فرنسا بعمليات تنصت على الاتصالات عبر الكابلات البحرية بين أوروبا ودول العالم، شبيهة بعمليات التنصت التي تقوم بها واشنطن على باريس.
وذكرت المجلة الأسبوعية، في تقرير خاص بعنوان “كيف تتنصت فرنسا أيضًا على العالم”، أن الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، أمر في مطلع العام 2008 المديرية العامة للأمن الخارجي “أجهزة الاستخبارات” بإقامة محطات سرية على السواحل الفرنسية “للتنصت” على كابلات الاتصالات البحرية، مستندة إلى “شهادات عدد من المسؤولين الحاليين والسابقين الذين رفضوا ذكر اسمهم”.
ومن بعد ساركوزي، سمح خلفه فرنسوا هولاند، الذي انتخب في العام 2012، للمديرية العامة للأمن الخارجي بتوسيع رقعة عملياتها، وشرّع سرًا هذه الممارسات، من خلال قانون جديد للاستخبارات، وفق المجلة.
وجرت عمليات التنصت بمساهمة شركات فرنسية كبرى، وأوضحت مجلة “لوبس” أنه “تم التنصت على خمسة كابلات رئيسية على الأقل خلال تلك الفترة، بمساعدة شركة أورانج للاتصالات ومجموعة الكاتيل-لوسنت، ومن بينها الكابل تي إيه تي 14 نحو الولايات المتحدة وآي مي وي نحو الهند، وسي-مي-وي 4 نحو جنوب شرق آسيا وايس نحو غرب إفريقيا”.
وبحسب المجلة أيضًا، فإن عمليات التنصت هذه هي التي “تبرر الاعتدال المدهش “في رد فعل ساركوزي وهولاند” بعد الكشف عن قيام وكالة الأمن القومي “الأميركية” بالتنصت عليهما”.
كشفت وثائق سرّبها موقع “ويكيليكس”، ونشرت في 24 يونيو الماضي، على موقع “ميديابارت” الفرنسي وفي صحيفة “ليبيراسيون”، أنّ الولايات المتحدة تنصتت على آخر ثلاثة رؤساء فرنسيين بين 2006 و2012 على أقل تقدير، كما تنصتت أجهزة الاستخبارات الأميركية على وزيري اقتصاد فرنسيين، ومارست التجسس الاقتصادي في فرنسا، بحسب ما بيّنت وثائق “ويكيليكس”.