يعيش أهالي سيناء، خاصة أهالي الشيخ زويد، معاناة كبيرة في ظل الحرب الدائرة هناك والقصف المستمر من قبل الجيش والمسلحين.

عملية اليوم الأكبر

وصف الناشط السيناوي، وأحد سكان الشيخ زويد، إسماعيل الإسكندراني، ما يحدث في سيناء الآن، بالمعجنة، مضيفًا أن عملية اليوم أكبر مما يتخيله أي أحد، وعدد قتلى الجيش أكبر من كل الأرقام المتداولة.

وأضاف “الإسكندراني” أنه من المبكر جدًا الحديث عن سقوط مدينة ‫‏الشيخ زويد؛‬ فلا يزال معسكر الزهور هو مقر القيادة الميدانية ولا يزال الإمداد البحري مؤمنًا.

وأشار إلى أن ما يحدث الآن عملية ضخمة ونوعية بلا شك وأن أصوات الرصاص تدوي في كل مناطق الشيخ زويد ونحن نعيش تحت القصف.

لا يوجد إسعاف ولا مستشفى

ومن جانبه، قال الناشط السيناوي وأحد سكان الشيخ زويد، مصطفي سنيجر، إن الشيخ زويد ينعدم فيها وجود سيارات الإسعاف منذ فترة طويلة.. ولا أعرف حجم القتلى والإصابات أو مواقعها ولكن على جميع طواقم الإسعاف والإطباء والتمريض أن تكون على أهبة الاستعداد.

وأضاف أن الوضع الأمني الحالي كارثي، وأن الشيخ زويد تفقد يد العون تمامًا، وأن هناك 59 ألف مواطن رهائن الرصاص والقذائف حاليًا.

المسلحون على أسطح البنايات

وأشار إلى أن الأوضاع معقدة؛ فالكمائن تتلقى الضربات في مواقعها وترد من مواقعها.. المسلحون على أسطح البنايات وفي الشوارع.. لا أثر لوجود سيارات إسعاف بالمدينة نهائيًا.

وأضاف أن الأهالى التزموا البيوت خشية وجود عبوات ناسفة بالشوارع حسبما تردد.. طائرات إف 16 حلقت في سماء المدينة.. دون زيادات.. الوضع مستمر من 6 صباحًا حتى الآن.

وأضاف أن مدينة الشيخ زويد تعاني سلسلة أزمات؛ منها انقطاع المياه الدائم، وخلوها من مرفق إسعاف، وشبه توقف للمستشفى العام والوحدات، كما تتقلص قدرة سكانها على الانتقال بسبب حظر التجوال.

واختتم مصطفي كلامه قائلًا: “بعيدًا عن التوصيف الأيدولوجي.. عملية متكاملة الأركان تنفذ باحترافية مرتفعة تطبق على أرض الشيخ زويد.. بدأت السادسة صباحًا ومستمرة حتى الآن”.

الخوف ينتاب أهالي سيناء

وقال الناشط السناوي، أيمن محسن، إن حالة من الخوف تنتاب الأهالي بالشيخ زويد‬؛ نتيجة تبادل إطلاق قذائف الـ آر بي جي المضادة للدبابات بين الطرقات المكتظة بالمدنيين.

وأضاف أن هناك حديثًا عن مقتل مواطن برصاص المسلحين لمحاولته منعهم من اعتلاء منزله بالشيخ زويد‬.

وأشار إلى أن العبوات الناسفة التي زرعها المسلحون تحاصر كل الطرق المؤدية إلى قسم شرطة ‫‏الشيخ زويد‬، كغيرها من طرق الشيخ زويد الملغمة.

وأضاف أن منزلنا كباقي منازل المدينة العتيقة، يقبع بين زراعات المفخخات، نام الأبرياء وهم يحلمون بالسلام على صوت ورد الرصاصات اليومية، لكنهم لم يعرفوا أنهم سيستيقظون على صوت الانفجارات وحصارهم بالزراعات الخبيثة.

الإعلام يطالب بدك منازلنا

ووجه أيمن، رسالة لمن يسمون أنفسهم خبراء أمنيين ولواءات ما يطلق عليهم الخبراء الذين ينتشرون في مراحيض الفضائيات، على حد وصفه، قائلًا: “ينادون بتفريغ ‫‏الشيخ زويد‬ ودكها بالبراميل المتفجرة ومقاتلات الـF16.. هكذا سنستمر في التحليق بعيداً!!”.

وأضاف أن الجميع يدعون الله والتضرع إليه، وسط صراخ من أصيبوا ولم نعرفهم بعد، ووسط استعدادات من سيصرخ لاحقًا، فالمعركة مستمرة!

وتابع: لم نعد ‫‏الحالمين بالسلام؛‬ نحلم بأن لا نموت فرادى، نريد أن نموت سويًا لكي لا نفقد من نحبهم ونتعذب!.