قالت صحيفة الجارديان البريطانية، الخميس، إن “الهجمات المنسقة التي شنها تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء، أمس (الأربعاء)، تكشف عن قدرات كبيرة لدى هذا التنظيم، وأنه قطع خطوات لم يسبق لها مثيل في مصر”.
وكان الجيش المصري أعلن، الليلة الماضية، قتل أكثر من 100 مسلح بالإضافة إلى مقتل 17 جندياً في أعنف اشتباكات جرت في سيناء.
ولاية سيناء التي تبنت العملية، هي جماعة جهادية أعلنت الولاء والبيعة لتنظيم “الدولة” في الخريف الماضي، وقامت أمس (الأربعاء) بأوسع هجوم لها في بلدة شيخ زويد، قرب الحدود المصرية مع غزة، حيث نجحت في اجتياح عدة نقاط تفتيش للجيش، كما سيطرت على عدة مبان حكومية قبل أن يعلن المتحدث باسم الجيش المصري في وقت متأخر من ليلة أمس الأربعاء، عن أن القوات المصرية تسيطر على الوضع بنسبة 100%.
وتشير الجارديان إلى أن المسؤولين المصريين حاولوا التقليل من عدد الإصابات في صفوف القوات المسلحة، واعترفوا أن 10 جنود لقوا حتفهم، غير أن وسائل الإعلام المحلية نقلت أرقاماً أعلى بكثير، فموقع الأهرام قال إنه قتل نحو 20 شخصاً، في حين نشرت وكالات أنباء محلية وصحف أرقاماً تصل إلى 40 شخصاً.
تنظيم “الدولة” ادعى بأنه استولى على أجزاء واسعة من المدينة، وهو أمر إن كان صحيحاً، فإنه يمثل خطوة تصعيدية في استراتيجية التنظيم وقدراته في سيناء، وفقاً للصحيفة.
وتضيف “هذه ليست المرة الأولى التي يشن فيها التنظيم هجمات تستهدف الجيش المصري في شبه جزيرة سيناء، وخاصة في يناير وأكتوبر، غير أنه وبعد تلك الهجمات، تراجع التنظيم بسرعة، إلا أن هجمات الأربعاء أظهرت بأنه ماض قدماً في تنفيذ مخططاته”.
وبينت أن “المتحدث باسم الجيش المصري رفض التعليق على سؤال لصحيفة الغارديان حول الوضع في منطقة الشيخ زويد، فيما قال مسؤول صحي في مستشفى محلي إن زملاءه عالجوا نحو 30 إصابة لمدنيين، مؤكداً أن المعركة كانت شرسة وأن عناصر التنظيم كانوا يطلقون النار من فوق أسطح المنازل، وكانت أشبه ما تكون بحرب شوارع”.
ويرى المحلل السياسي زاك كولد، الزميل الزائر بمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، بحسب الصحيفة، أنه “من غير الواضح هل نجح التنظيم في مسك الأرض بسيناء أم لا، إذ إن السلطات المصرية تمنع وسائل الإعلام من الدخول إلى المنطقة التي تقع بعيداً عن المنتجعات السياحية بجنوب شبه الجزيرة”.
ويتابع “أي سيطرة على أي منطقة من قبل التنظيم تعتبر تطوراً كبيراً وجديداً، إنه سيناريو مشابه لما شهدناه في العراق وسوريا”.
ولفتت الغارديان إلى أن الهجمات التي شهدتها سيناء “تأتي بعد يومين من اغتيال النائب العام المصري، في حين لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تلك العملية”.