أسوأ ما فعله نظام الرئيس المخلوع، حسني مبارك، هو مسخ العقل الرسمي والشعبي في مصر وتشويهه، بشكل ممنهج في العقود الثلاثة الماضية، بحيث لم يعد هذا العقل قادراً على تمييز الخطأ من الصواب، أو النفع من الضرر. الآن، يمكن بسهولة استجلاء حالة التشوّه التي أصابت العقل المصري، من خلال الازدواجية والفوضى العقلية التي ضربت الدولة والمجتمع في الأيام القليلة الماضية.
من إحداثيات هذا التشوّه العقلي أنه، بعد اغتيال المستشار العام، هشام بركات، يتم توجيه الاتهام مباشرة ومن دون تحقيق أو استبيان إلى جماعة الإخوان المسلمين التي يقبع قادتها خلف القضبان، ينتظرون حبل المشنقة، وتحميلهم المسؤولية عن هذه الجريمة، أو أن يتحدث أعلى مسؤول في الدولة بلغة البلطجية وقطاع الطرق، ويطالب بتصفية خصومه السياسيين من دون محاكمة أو قانون. ومن علامات التشوّه أيضا أن يضرب الإرهاب القبيح في مدينة الشيخ زويد في سيناء، فتتم تصفية أعضاء وقيادات جماعة الإخوان واغتيالهم في مدينة السادس من أكتوبر في القاهرة،، أو أن يستفرد “الدواعش” بجنود الجيش المصري الذين لا حول لهم ولا قوة، فتستفرد قوات الأمن بمظاهرات الإخوان السلمية وتستقوي عليها.
ومن إحداثيات التشوّه العقلي أن يسير قطاع عريض من المجتمع خلف إعلام فاشيّ، لا يعرف سوى لغة الكراهية والقمع والتخوين. وأن يصدّق إعلاميون جهلة يمارسون الكذب والبلطجة والتحريض علناً، من دون وازع من مهنية أو رادع من ضمير، أو أن يستمع ويثق في مثقفين وكتاب وصحافيين جهلة ومدلسين وفاسدين يعملون فى حظيرة السلطة ولمصلحتها. ومن إحداثيات هذا التشوّه أن يقبل مجتمع، يعيش نصف سكانه تحت خط الفقر، بأن تُسرق أمواله، وتُنهب بالليل والنهار، من دون أن ينتفض لوقف اللصوص ومن يسرقون قوته. وأن يقبل أن تنهش جسده الأمراض والأوبئة، بينما تنفق الملايين على مسلسلات وبرامج تافهة من دون أن يعترض عليها أو يقاطعها. وهو العقل الذي يقبل أن تُنهب مليارات الدولارات التي تم الحصول عليها باسمه، ويقف مدافعاً عمن سرقها ونهبها من دون محاسبة أو تحميله المسؤولية.
إنه العقل المشوّه نفسه الذي صدّق أن “الكفتة” يمكنها أن تعالج “الإيدز”، وأن قوات الأمن أسرت قائد الأسطول السادس الأميركي، وأن المؤتمر الاقتصادي سوف يجلب لمصر مليارات الدولارات، وأن قناة سويس جديدة تم حفرها، وأن عاصمة إدارية عالمية سوف يتم إنشاؤها.
ومن إحداثيات التشوّه العقلي أن يسير قطاع عريض من المجتمع خلف إعلام فاشيّ، لا يعرف سوى لغة الكراهية والقمع والتخوين. وأن يصدّق إعلاميون جهلة يمارسون الكذب والبلطجة والتحريض علناً، من دون وازع من مهنية أو رادع من ضمير، أو أن يستمع ويثق في مثقفين وكتاب وصحافيين جهلة ومدلسين وفاسدين يعملون فى حظيرة السلطة ولمصلحتها. ومن إحداثيات هذا التشوّه أن يقبل مجتمع، يعيش نصف سكانه تحت خط الفقر، بأن تُسرق أمواله، وتُنهب بالليل والنهار، من دون أن ينتفض لوقف اللصوص ومن يسرقون قوته. وأن يقبل أن تنهش جسده الأمراض والأوبئة، بينما تنفق الملايين على مسلسلات وبرامج تافهة من دون أن يعترض عليها أو يقاطعها. وهو العقل الذي يقبل أن تُنهب مليارات الدولارات التي تم الحصول عليها باسمه، ويقف مدافعاً عمن سرقها ونهبها من دون محاسبة أو تحميله المسؤولية.
إنه العقل المشوّه نفسه الذي صدّق أن “الكفتة” يمكنها أن تعالج “الإيدز”، وأن قوات الأمن أسرت قائد الأسطول السادس الأميركي، وأن المؤتمر الاقتصادي سوف يجلب لمصر مليارات الدولارات، وأن قناة سويس جديدة تم حفرها، وأن عاصمة إدارية عالمية سوف يتم إنشاؤها.
وهو العقل الذي يظن، حقاً، أنه يعيش في أجمل بلاد العالم، وتحت قيادة أفضل الزعماء، وأن أسطورة السبعة آلاف عام كافية، بحد ذاتها، لنهضته وتطوره. إنه عقل “الفنكوش” الذي يصدّق الوهم، ويرفض الحقيقة.
يصدّق هذا العقل المشوّه أن حكم العسكر أفضل من حكم المدنيين، وأن الحرية فوضى، والثورة مؤامرة، وشباب الثورة مجرمون. وهو العقل الذي يصدّق أن الاستبداد نعمة، والديمقراطية نقمة، وحقوق الإنسان رذيلة، والقمع فضيلة، والقهر واجب. وهو العقل الذي يفرح بتبرئة مجرمين كبار، كمبارك ورجاله، ويقبل بإهانة وقمع وتخوين كل من شارك في ثورةٍ، قامت في الأصل لتحريره من الفساد والاستبداد.
يصدّق هذا العقل المشوّه أن حكم العسكر أفضل من حكم المدنيين، وأن الحرية فوضى، والثورة مؤامرة، وشباب الثورة مجرمون. وهو العقل الذي يصدّق أن الاستبداد نعمة، والديمقراطية نقمة، وحقوق الإنسان رذيلة، والقمع فضيلة، والقهر واجب. وهو العقل الذي يفرح بتبرئة مجرمين كبار، كمبارك ورجاله، ويقبل بإهانة وقمع وتخوين كل من شارك في ثورةٍ، قامت في الأصل لتحريره من الفساد والاستبداد.
وهو العقل نفسه الذي رفض حكم الصندوق، وقبل بحكم القهر والغلبة. وهو الذي بارك ورقص أصحابه فرحاً على أشلاء مئات الأبرياء الذين سقطوا ثمناً لصراع سياسي ضارٍ، من دون أدنى إحساس بالمسؤولية أو الرفض لهذا الصراع الدموي.
ومن إحداثيات هذا العقل المشوّه أن يقبل أصحابه بأن يحكمهم شخص عديم الموهبة، مهووس الذات، ضحل المعرفة، يدّعي أنه فيلسوف كبير، وطبيب جراح، يداوي المرضى، ولو قال لهم إنه يبرئ الأكمه والأبرص، ويحيي الموتي لصدقوّه. إنه العقل الذي يعيش في الأساطير، ويعشق الأكاذيب، ويرفض التنوير، ويعادي التحرير.
ومن إحداثيات هذا العقل المشوّه أن يقبل أصحابه بأن يحكمهم شخص عديم الموهبة، مهووس الذات، ضحل المعرفة، يدّعي أنه فيلسوف كبير، وطبيب جراح، يداوي المرضى، ولو قال لهم إنه يبرئ الأكمه والأبرص، ويحيي الموتي لصدقوّه. إنه العقل الذي يعيش في الأساطير، ويعشق الأكاذيب، ويرفض التنوير، ويعادي التحرير.