في أسيوط، تلاشت أضواء وأنوار رمضان على مآذن المساجد، وانعدمت أجواء البهجة والفرحة بين الناس، على عكس كل عام من رمضان؛ بسبب ارتفاع الأسعار.
في مدينة ديروط، اختفت الزينة والأنوار من أحياء المدينة، وشهدت ركودًا تامًا في حركة البيع وشراء الفوانيس، وكذلك مئذنة مسجد طوسن وهو من أكبر مساجد المدينة، معتمة وليس عليها الأنوار، كما كان عهدها كل رمضان.
وعن سبب اختفاء أجواء البهجة والزينة من شوارع مدينة ديروط، يقول عيون فتح الله: “إحنا نسينا الفرحة من زمان، كل يوم الأسعار بتزيد الضعف، والناس عايشين في الهم ولا حاسين برمضان خالص، الناس غلابة يادوب بيدوروا على أكل لأولادهم مش فانوس بـ35 جنيه ثمن نص كيلو اللحمة دلوقتي”.
وأعربت الحاجة صفاء عن حزنها الشديد قائلة: “مافيش فرحة وابني محبوس وزوجى مطارد، مفيش فرحة طالما القاتل موجود وبيحكمنا، الناس نفسها مكسورة”، وأضافت “اقتصادنا بينهار وارتفاع الأسعار مستمر كل يوم الغلابة تجيب منين تشتري زينة وياميش رمضان“.
وعلق مصطفى كمال، مورد فوانيس بالجملة: “إقبال الناس على شراء الفوانيس والزينة والأنوار انخفض كتير بالمقارنة برمضان العام الماضي”، موضحًا أن السبب ارتفاع الأسعار عامة، وارتفاع أسعار الفوانيس والزينة خاصة إلى الضعف سبب رئيسي لضعف الإقبال على شراء الزينة.
ارتفاع الأسعار المتزايد هذا العام، لم يؤثر على المواطن فقط، بل وصل تأثيره إلى أصحاب الأرزاق البسيطة؛ حيث أعرب علي سعيد، عن أستيائه قائلا: “كل سنة كنت بجيب مجوعة من الفوانيس والأنوار من أسواق الجملة وكنت بجيب على الأقل 200 فانوس و150 عقد من أنوار الزينة وزينة الورق الملون، أما السنة دى مع ارتفاع الأسعار المتزايد كل يوم أكتفيت بـ100 فانوس و50 عقد من أنوار الزينة وحتى الآن لم أبيع منهم سوى 20% فقط”.
وأوضح أن أسعار الفوانيس ووزينة رمضان هذا العام جاءت كالتالي:
– سعر الفانوس الكبير من النحاس يتراوح سعره بين 70-90 جنيهًا.
– سعر الفانوس البلاستيك المتوسط بين 40-50 جنيهًا.
– سعر الفانوس القماش الملون بين 60-70 جنيهًا.
– سعر عقد الأنوار المحلي بين 10-15 جنيهًا.
– سعر عقد أنوار الزينة المستورد بين 20-30 جنيهًا.
– سعر شريط الزينة الملون بين 10-20 جنيهًا.
وفي أحد الشوارع الجانبية، وقفت مجموعة من الأطفال يلعبون دون فوانيس، ومنهم الطفل هيثم درويش، 11 عامًا، أحد أبناء حي القيسارية، الذي عبر عن حاله بقوله: “بابا جابلنا أنا واخواتى فانوس واحد بس، مع إن قبل كده كان بيجيب لكل واحد فينا فانوس”، فيما علق الطفل محمد عادل، عن اختفاء الزينة من حيهم سوى فانوس واحد من الخشب على باب منزلهم، قائلًا: “أهلنا مقدروش يدونا فلوس نشترى الزينة زي كل سنة لإنها غالية قوي السنة دي”.