قال الكاتب الإسرائيلي “إفرايم هرارا”، إن الحرب الأهلية عادت تطرق الأبواب مرة أخرى في مصر، وأن فرص انتصار قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي فيها ليست عالية، وتوقع الكاتب أن تكون نهاية السيسي مشابهة لنهاية السادات.
وأضاف “هرارا” -في صحيفة “يسرائيل هيوم”- “السيسي ركز جهوده حتى الآن، ضد الإخوان المسلمين، ومنذ وصل إلى السلطة، تم تصفية 1400 ناشط في الحركة، وأصيب نحو 15 ألفًا، فيما تم سجن نحو 40 ألفًا، كما قاد نحو إصدار أحكام بالإعدام على المئات منهم، وأغلق آلاف المساجد غير الخاضعة للمراقبة، ومنع الوعاظ غير الرسميين من الخطابة في المساجد، وأمر بمصادرة كتب رجال الشريعة الذين يؤيدون الجهاد، وطلب السيسي من حكماء جامعة الأزهر القيام بـ”انقلاب ديني”، في جوهره التخلي عن رؤية سيطرة الإسلام على العالم، ووصلت قمة أعماله في الأسبوع الماضي، عندما قام -بعد الهجوم الواسع في سيناء- بتصفية 13 من المسؤولين الكبار في الإخوان المسلمين، بدم بارد، وفي أعقاب ذلك، أصبح التنظيم ينعت السيسي بالجزار، ويطالب الشعب المصري بتصفية سلطة القمع واستعادة مصر إلى أياديه”، على حد قوله.
ويوضح الكاتب، أن الجمهور المصري، خلافًا للصورة التي ترسمها له وسائل الإعلام، يدعم ما أسماه “الإسلام الأرثوذكسي”، والدليل على ذلك؛ خلال الانتخابات الديموقراطية التي جرت قبل سنتين، دعم قرابة 40% من المصريين الإخوان المسلمين، وأكثر من 25% دعموا الحركة السلفية “النور”.
ويرغب 75% من المصريين بأن تكون الشريعة الإسلامية دستورًا للدولة.
وتطرق الكاتب الإسرائيلي، إلى الاقتصاد المصري الذي قال إنه في وضع متدهور، والبطالة تتفشى، خاصة في أوساط الشبان، أما السياحة التي كانت تشكل مصدر دخل مهم، فتواجه حالة انخفاض شديد منذ إسقاط نظام مبارك، ومن شأن العمليات الأخيرة أن تقلصها بشكل أكبر.
وتابع: انعكس الغليان الشعبي في نحو 400 تظاهرة تم تنظيمها على خلفية المطالب الاقتصادية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، مشيرًا إلى أن الدولة تنجح بالحفاظ على رأسها فوق سطح الماء، فقط بفضل تحويل المليارات إليها من قبل دول الخليج.
ويعتقد “هرارا” أنه أمام الدعم الشعبي العميق للإسلام، والضائقة الاقتصادية التي تواجه مصر، يمكن لمصيره (السيسي) أن يشبه مصير أنور السادات والمدعي العام، مضيفًا “لكن في كل الأحوال، أتوقع استمرار العمليات والمواجهات الصعبة، وهو ما يثير قلق إسرائيل مما يحدث على حدودها الغربية”، على حد وصفه.