تحولت معظم شوارع وأحياء محافظة الدقهلية إلى مقلب للقمامة بمختلف أنواعها، ولايكاد لا يخلو شارع أو حارة في قرية أو مدينة من تلال القمامة الملقاة على جوانب الطرق أو في المصارف والترع أو حتى في منتصف الشوارع تزاحم المواطنين في طرقهم.
ومنذ تولي المحافظ حسام الدين إمام، مهام عمله، وعلي الرغم من الوعود التي جاءت على لسانه بالقضاء نهائياً على المشكلة، إلا أن الأمور تزداد سوءاً، لتعلن عن فشله في إحتواء المشكلة حتى الآن.
في مدينة المنصورة عاصمة المحافظة، والتي كانت تعرف قديماً “بعاصمة الجمال” لم يعد فيها جمالاً، أكوام من القمامة في كل حيّ وحارة وميدان.
تقول سعاد مسعود، إحدى سكان حيّ الدراسات بالمنصورة، “إهمال غير مسبوق بتراكم القمامة في كل مكان، احنا عاصمة المحافظة عيب يكون في سكوت تام من المسؤلين وعدم مبالاه بالمنظر العام و الأمراض والروائح الكهرية والحشرات اللي بنشوفها وبتطلع علينا وعلى ولادنا“.
وأضافت “المحافظ قال أنه صرف 35 مليون جنيه لتطوير المحافظة وحل مشكلة القمامة، فين التطوير دا مبقناش نمشي وسط شوارع بقينا نمشي وسط الزبالة، المحافظة كلها بقت مقلب زبالة كبير “.
ويتشابه الأمر كثيرًا في بلقاس، حيث تشهد المدينة والعديد من قرى المركز تفاقم ظاهرة “المواشي النافقة”، وإلقائها في الترع والمصارف وعلي جوانب الطرق.
ويؤكد توفيق رؤوف، أحد سكان شارع الصناعة، وهو من الشوارع الرئيسية في المدينة، الإهمال من قبل المسؤولين وغياب دور المجالس المحلية في حماية البيئة من هذه الظواهر، والتي ينتج عنها تفشي الأمراض والأوبئة بصورة كبيرة، وكذالك توقف حركة سير الطرق نتيجة تعفن الجثث وانبعاث رائحتها .
أما قرى مركز طلخا، فهي الأخرى تعانى من نفس المشكلة، حيث أكد أحمد رمضان، أحد ساكنى قرية ميت الكرما، أن القمامة تحيط بكل من المدارس والمساجد والمنازل بالقرية، وأن مواطني القرية يضطرون إلى حرقها بأنفسهم أمام منازلهم أملاً في التخلص من الحشرات والأمراض والروائح الكريهة، ولكن هذا يعرضهم وأولادهم إلى أزمات تنفس نتيجة الدخان، في ظل إهمال وعدم استجابة من المجلس المحلي لرفع القمامة أو تحديد اماكن معينة لتجميعها.
أما الحاج صلاح علام، ابن قرية ميت فارس، التابعة لمركز بني عبيد، فيقول إن الأزمة ليست وليدة اليوم أو الساعة، ولكنها منذ شهور، وأدى الإهمال والتجاهل المستمر منذ فترة ليست بقصيرة إلى تفاقم هذه الأزمة، كما أن مياه الشرب ملوثة بسبب القمامة الملقاه في الترع وكان نتيجة ذلك أن أصبح معدل الإصابة بفيرس C مرتفع جدا، بالمقارنة مع القرى المجاورة، بل إنه يكاد يكون المعدل الأكثر ارتفاعا على مستوى المحافظة.