شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بعد أحداث غرداية.. مراقبون: الجزائر لن تغرق بسبب “لعاب طفل”

بعد أحداث غرداية.. مراقبون: الجزائر لن تغرق بسبب “لعاب طفل”
كلف الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، الجيش بمتابعة الحالة الأمنية في غرداية؛ لوضع حد للمواجهات واستعادة الأمن، وذلك خلال اجتماع عقده لبحث أحداث العنف الجارية في ولاية غرداية جنوب الجزائر والتي أودت بحياة 25 شخصًا

كلف الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، الجيش بمتابعة الحالة الأمنية في غرداية؛ لوضع حد للمواجهات واستعادة الأمن، وذلك خلال اجتماع عقده لبحث أحداث العنف الجارية في ولاية غرداية جنوب الجزائر والتي أودت بحياة 25 شخصًا وإصابة المئات.

كما كلف رئيس الوزراء عبدالمالك سلال، بالعمل على إنجاز البرامج التنموية التي تم تخصيصها بهدف استعادة الوضع الطبيعي، على أن تقوم النيابة بملاحقة العصابات الملثمة التي تقف وراء القتل والتخريب.


مقتل 25 وإصابة العشرات

وفي وقت سابق، أمس الأربعاء، أكدت مصادر طبية ووسائل إعلام رسمية، مقتل وإصابة العشرات في اشتباكات بين العرب والأمازيغ في مدينة غرداية الصحراوية الجزائرية، كما أحرقت عدة متاجر ومنازل.

واندلع العنف مطلع الأسبوع، وأرسلت قوات الأمن تعزيزات في محاولة لتهدئة الاشتباكات التي تجددت بعد أن اندلعت للمرة الأولى في 2013.

واشتد القتال يوم الإثنين وأول أمس الثلاثاء، وقال مصدر بمستشفى محلي: “توفي 15 شخصًا متأثرين بجروحهم”.

فيما ذكرت وسائل إعلام رسمية، أن 3 أشخاص توفوا يوم الإثنين، معظمهم في بلدة القرارة الصغيرة القريبة من غرداية.


قوات الأمن لم تتدخل

وقال مصدر إعلامي محلي، إن عشرات الملثمين اشتبكوا بأسلحة بيضاء لمدة ساعات دون أن تتدخل قوات الأمن لتفريقهم.

وتقع غرداية على بعد نحو 600 كيلو متر عن مدينة الجزائر، ويعيش فيها العرب مع أبناء الأمازيغ من عرق بني ميزاب.

وشهدت المنطقة اشتباكات كثيرة؛ إذ يتنافس العرب والأمازيغ على الوظائف والمنازل والأرض.

والاشتباكات هي الأسوأ خلال السنوات القليلة الماضية.

واندلعت أعمال عنف مماثلة في المنطقة العام الماضي، مما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل، وقتل 5 أشخاص في العام السابق.

الجيش يتولى تأمين المنطقة

وأعلنت وزارة الدفاع -في بيان- أن قائد الناحية العسكرية الرابعة، اللواء شريف عبدالرزاق، زار المنطقة على أثر الأحداث، موضحًا أن القائد العسكري “تلقى تعليمات من القيادة العليا تهدف إلى تكثيف الجهود التي تقودها مختلف الهيئات الرسمية وفعاليات المجتمع المدني من أجل تحقيق الصلح”.

والتقى وزير الداخلية، نور الدين بدوي، بأعيان العشيرتين الأسبوع الماضي، ودعاهم إلى استعمال نفوذهم الرمزي بالمنطقة لدفع مئات الشباب المتهورين إلى التوقف عن استعمال العنف.

وقال الوزير إن السلطات “ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه إشعال نار الفتنة بغرداية”.


رئيس الوزراء يحدز

ومن جانبه، حذر رئيس الوزراء الجزائري، عبدالمالك سلال، من المساس بأمن الجزائر، مؤكدًا أن أجهزة الدولة ستكون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بوحدة البلاد، على خلفية المواجهات في ولاية غرداية.

وقال سلال -في رسالة نشرها عبر حسابه على “فيس بوك”، مساء أمس الأربعاء-: إن الدولة الجزائرية وعلى رأسها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة تتابع بكل اهتمام وعن كثب مجريات هذه الأحداث الأليمة وآثار هذه التصرفات غير المسؤولة الغريبة عن مجتمعنا وشعبنا.

هذا وعقد قائد الناحية العسكرية الرابعة، اللواء الشريف عبدالرزاق بولاية غرداية، اجتماعًا طارئًا الثلاثاء، لضبط الخطة الأمنية وتنسيق الجهود لتفادي تكرار أي تجاوز خطير وفرض الأمن والاستقرار في المنطقة، بعد أعمال العنف التي شهدتها، منطقة القرارة.

وأفادت صحيفة الشروق الجزائرية، أن حصيلة أعمال العنف العرقية بولاية غرداية جنوب الجزائر بلغت 22 قتيلًا و700 جريح، اليوم الخميس.


نزوح أكثر من 40 أسرة

إلى ذلك، نقلت صحيفة “الشروق” الجزائرية، عن شهود عيان، أن ما يقرب من 40 عائلة نزحت ومنها أسر فرت من مواقع الأحداث في القرارة وبريان، بسبب حدة العنف والمواجهات التي تحولت إلى عمليات كر وفر في المنطقة. علمًا أن المدينة في جنوب الجزائر عند تخوم الصحراء يقطنها العرب والأمازيغ.

وفي محاولة لتهدئة الأوضاع، دعا مجلس أعيان مدينة القرارة، الحكومة الجزائرية إلى التدخل العاجل لوقف هذه المواجهات المتكررة التي تسود المنطقة منذ سنوات.

وكانت الجولة الأخيرة من المواجهات وقعت الأسبوع الماضي، ما أسفر عن نشر قوات مكافحة الشغب التي أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود.

الجزائر المستهدف الأول في إفريقيا

ورأى الكاتب والحقوقي أنور مالك، أن الجزائر هي المستهدف الأول في إفريقيا بعد وقوع اشتباكات مسلحة بمدينة غرداية تسببت في سقوط عشرات الضحايا.

وقال -في تغريدة عبر حسابه على موقع “تويتر”-: “الجزائر هي المستهدف الأول في إفريقيا وعلى الجزائريين أن يكونوا أكثر وعيًا لأننا بمرحلة من المستحيل العودة للخلف ولو يكون الغرق في لعاب طفل”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023