فور إعلان الاتفاق الأميركي الإيراني، ازدادت المخاوف الخليجية من التمدد الإيراني في المنطقة، في ظل رفع العقوبات على إيران، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي العديد من التعليقات الغاضبة من الاتفاق، والتي تؤكد أنه يهدد أمن دول الخليج.
وعود أوباما
ومن جانبه، طمأن الرئيس الأميركي باراك أوباما، اليوم الثلاثاء، دول الخليج، وأكد أن اتفاق إيران مع القوى الكبرى حول البرنامج النووي “يمنع طهران من الحصول على سلاح نووي”، و”يضمن استقرار دول الخليج وإسرائيل”.
وقال أوباما، في كلمة عقب الإعلان عن التوصل للاتفاق برفقة نائبه جو بايدن، إن بنود الاتفاق تفرض على إيران التخلي عن 98% من مخزون اليورانيوم المخصب، وإن التفتيش الدولي جزء أساسي من أدوات التأكد من تنفيذ إيران للاتفاق.
وأضاف أن الاتفاق ليس مبنيًا على الثقة وإنما على التحقق، وفي حال انتهكت إيران الاتفاق فإن كل العقوبات التي سترفع بموجب الاتفاق سيتم فرضها مجددًا، وحذر من أن الخيار العسكري سيظل قائمًا إذا حدث أي انتهاك للاتفاق.
وتابع: “أمننا الوطني ومصلحتنا تقتضي منع إيران من الحصول على سلاح نووي.. وإذا انتهكت إيران الاتفاقية ستكون جميع الخيارات المتاحة الآن متاحة أمام أي رئيس للولايات المتحدة”.
واعتبر أوباما “أن عدم وجود اتفاق مع إيران يعني مزيدًا من الحروب في منطقة الشرق الأوسط”.
وأوضح أنه سيتم الإبقاء على “العقوبات المتعلقة بدعم إيران للإرهاب”، وأشار إلى استمرار “حظر الأسلحة 5 أعوام.. والحظر على الصواريخ الباليستية 8 أعوام”.
وحذر أوباما، الكونجرس من عرقلة الاتفاق، قائلًا إنه سيستخدم حق الفيتو ضد أي تشريع يمنع تنفيذ الاتفاق النووي.
إيران ربحت نصف المعركة
ومن جانبه، قال الدكتور هشام الهاشمي، الخبير بالشأن الإيراني، إن إيران ربحت نصف المعركة الدبلوماسية، وخسرت دبلوماسية دول الخليج كل المعركة.
وأضاف، مع أن توقيع الاتفاق جاء على عجلة لمنع إعلان فشله.. أميركا هي الخاسر الأكبر من الاتفاق النووي، وسوف تخسر ما بقي لها من حلفاء، وإيران لا تريدها حليفًا ولا شريكًا ولا بديلًا عن روسيا والصين. وفرنسا هي وجهة تحالفات العرب الجديدة والمحور الروسي الصيني هو الأكثر التزامًا مع حلفائه.
الشرق الأوسط تم تجهيزه لإعادة التقسيم
وقال الكاتب الصحفي أسامة عبدالرحيم، إن إيران اتفقت نوويًا مع الغرب، واستردت اليوم 120 مليار دولار كانت في ثلاجات البنوك الأوروبية، وأهم بند في الاتفاق هو أن فوهات النووي تظل مصوبة نحو السُنة في الخليج العربي، وأن تظل العلاقة مع إسرائيل “سمن وعسل”، مع الاحتفاظ بقليل من التصريحات من نوع الموت لأميركا والموت لإسرائيل لزوم خداع المغفلين العرب!.
وأكد الناشط محمد علي، أن منطقة الشرق الآن تم تجهيزها لإعادة التقسيم؛ ليكون هناك شرق أوسط جديد كما وعد بوش الأب في بداية التسعينيات.
وأوضح أنه الآن تمت ركلة البداية في الدور ما قبل النهائي بنزول إيران اللاعب الرئيسي إلى أرض الملعب بعد أن تم إخلاؤه من أهم لاعبيه العراق وسوريا واليمن وليبيا ووضع كل من قطر والإمارات على دكة البدلاء.
السعودية تلجأ لتركيا
وأوضح أن السعودية تتصدر المواجهة بمحاولة ضم تركيا؛ بعد أن تأكد أن مستوى مصر لا يؤهلها للوصول إلى النهائيات، مشيرًا إلى أن هذه المباراة تقام في استاد الولايات المتحدة برعاية إسرائيل وروسيا.
وقال الناشط حسن علي، إن الاتفاق النووي إشارة سحق الخليج الفارسي للخليج العربي.. انتظروا بداية اقتصادية إيرانية قوية جدًا قريبًا.
وأضاف أن الغرب كان يتعامل مع إيران كما يتعامل مع العرب، وعندما عرف الفرق نجحت المفاوضات، مضيفًا متى يفهم العرب إيران؟!.
وأكد الناشط خالد حسين، أن إيران لم تكن بحاجة إلى سلاح نووي؛ فما لديها من نفوذ سياسي في المنطقة أكثر تأثيرًا من أي سلاح نووي.
وأضاف أنها بهذا الاتفاق عززت نفوذها وثبتت نفسها كلاعب مهم بالمنطقة لا يمكن الاستغناء عنه وأميركا لم تخسر دول الخليج لكنها بصدد التخلص من أنظمتها الحاكمة؛ لأنها لم تعد بحاجة لهم؛ فالمنطقة جرى تغييرها وتمزيقها بفضل السياسة الأميركية ودعم الدول الخليجيه لتلك السياسة.
وأوضح أنه قد نشهد قريبًا متغيرات سياسية في دول الخليج بمباركة أميركية، فبعد الربيع العربي، الخريف الخليجي قادم.