كتبت المصورة الشابة إسراء الطويل، رسالة من داخل محبسها، تحكي فيها عن معاناتها منذ اختطافها، هي وصديقيها صهيب سعد وعمر محمد علي، إذ ظلا مختفيين حتى يوم 15 من يونيو.
ونشرت شقيقتها آلاء الطويل- عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”- أول رسالة من إسراءالطويل وصلتنا في آخر زيارة.. وطلبت منا نشرها بصورة واسعة”.
قالت إسراء في بداية رسالتها، إن يوم الإثنين 1 يونيو، كانت تجلس مع صهيب، وتحدثت عبر الهاتف مع عمر تحكي له عن قلقها، فقال لها “قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا”، واتفقا على الخروج سويا ،حيث ركبنا خيولا، وتناولنا الطعام، داخل أحد المطاعم والتقينا بصهيب، والتقطنا الصور التذكارية، ثم ذهبنا لصلاة العشاء بإمامة صهيب.
وتضيف الرسالة أنهم عندما خرجوا وجدوا ثلاثة رجال، طلبوا هوياتهم الشخصية، وهواتفهم المحمولة، وطلبوا منهم الركوب في ميكروباص وقف بجانبهم.
وتقول إسراء إنها حاولت الاتصال بأهلها لكن لا فائدة، ونظرت خلفها لتجد عمر وصهيب وقد وضعت عصابة فوق أعينهما، فسألت أكبر الموجودين عن صفته، فقال الضابط حسام فرج، وطلب منها أن تغمي عينيها بطرحتها، ولأنها صغيرة، خلع صهيب التي شيرت الخاص به وأعطاه لها لتضعه على عينها.
وأشارت إسراء إلى أنها ظلت 15 يوما، على عينها عصابة لا ترى ما يحدث، تسمع أصوات التعذيب من الرجال، هي بمفردها بعد أن أخذوا صهيب وعمر لمكان بعيد، ظلت تحت التهديدات طيلة هذه الأيام.
وأشارت أنه في اليوم الخامس عشر، وجدت نفسها في نيابة أمن الدولة العليا، وظلت في التحقيق طيلة 18 ساعة، وطلبت من وكيل النيابة أن تهاتف أهلها، ولكنه رد قائلا “هتروحي السجن النهارده وهنكمل تحقيق بكره”.
وأعربت إسراء- عبر رسالتها- عن اندهاشها من التهم التي وجهت إليها، رغم الحالة التي كانت عليها وقت الاختطاف، والمكان والأفراد الذين كانوا معها، فضلا عن زيها، إذ كانت ترتدي “بنطلون”، مضيفة أنهم ذهبوا بها لعنبر الإيراد بسجن القناطر، وارتدت “جلابية السجن”، حتى عرف أهلها مكانها وجاءوا إليها في الأول من رمضان.
وتحدثت عن سوء أحوال الحبس، وما يحويه من جنائيات، وما شاهدته من أخلاقياتهم وتصرفاتهم وأفعالهم، كما تحدثت عن سوء الزنزانة التي كانت تجلس فيها، وما أصابها بالداخل، ثم تحدثت عن اشتياقها لأهلها وأصحابها، ولبيتها، ولخروجها من ذلك المكان.
إسراء الطويل هى مصورة شابة، اختفت هى وصديقيها صهيب سعد وعمر محمد علي، وظلوا مختفيين حتى يوم 15 يونيو، حيث ظهرت إسراء للمرة الأولى فى نيابة أمن الدولة، وظل التحقيق معها ليومين متواصلين، ووجهت لها تهم الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين وفبركة أخبار، وتهم أخرى.
نص الرسالة:
(1) بيننا صديق لا يعرف الكلل.. مخلص رقيق إن قال فعل
يوم الاتنين 1 يونيو كانت جلسة صهيب، بكلم عمر في التليفون بحكيله خايفة على صهيب وياريت لو كنت اقدر اشيل عنه .. عمر يحكيلي لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا وكل واحد وقدَره وملناش غير اننا نقف جنبه.. يلا نتفسح.. هخلص شغل وننزل نركب خيل ..
(2) In Time
في نفس اليوم الصبح عمر حكالي اشوف فيلم In Time ، وكنت بحكي مع عمر انه الحمدلله اننا منعرفش الغيب ولا هنموت امتى ولا ايه اللي هيحصل وحاولت اتخيل لو كنت اعرف كنت اترعبت .. واحنا راكبين الخيل سرحت .. عمر سألني سرحانة في ايه .. وكنت بفكر خايفة الوقت يخلص واحنا مع بعض
(3) العشاء الأخير ..
بعد الخيل انا وعمر محتارين نروح ناكل فين.. من اكتر الحاجات الي بحبها في عمر انه بيحب يجرب الأكل الجديد .. كل أسبوع لينا نجرب مكان جديد عالأقل.. هو مكانش أكل في تشيليز قبل كدا وأقرب فرع في نايل سيتي الزمالك .. قعدنا وطلبنا الأكل وكنا مبسوطين .. صهيب بيتصل على عمر : انا جاي .. أكل سلطة بس .. خرجنا لقينا مراية وقفنا نتصور فيها احنا التلاتة .. اتصورنا كتير .. صهيب وقف يصلي العشاء .. خلص.. خرجنا .. 3 رجالة بيوقفونا .. يطاقاتكو .. موبايلاتكو .. اركبوا الميكروباص دا.. فكرت الأول اننا بنتخطف .. حاولت كتير أقولهم عايزة أكلم أهلي بس مفيش فايدة .. ببص ورايا لاقيت صهيب وعمر متغميين.. سألت اللي شكله كبير فيهم هوا حضرتك أستاذ مين؟ قال حسام فرج .. طب ال title بتاعك ايه؟ .. ضحك وقال انا ظابط واقعدي ساكته .. دقيقتين وطلب مني اغمي عيني بطرحتي .. بس الطرحة قصيرة .. صهيب قلع تي شيرت وقالله اديهولها تغمي عينها بيه.
(4) 15 يومًا في أمن الدولة ..
تحقيقات .. أصوات التعذيب .. الرجالة بتصوت .. صهيب وعمر مشيوا .. انا لوحدي .. مفيش بنات تانية هنا .. 15 يوم عيني متغمية .. تهديدات .. رعب .. مش عارفة أحكي ازاي.. مش قادرة أحكي لكنها تجربة مرعبة.. أول خمس أيام فضلت كل يوم أقول لنفسي انهم هيروحوني النهارده .. سادس يوم فقدت الأمل .. طول الوقت عياط .. كنت حاسة ان كل دا مش حقيقي.. كإنه عذاب القبر .. مش عارفة .. كنت هتجنن على أهلي .. بابا وماما حصلهم حاجة .. وادعي .. وادعي .. وادعي .. مكنش عندي غير الدعاء والعياط .. مشعارفة أحكي .. في اليوم الخمستاشر خرجوني على عربية الترحيلات .. لقيت نفسي في نيابة أمن الدولة العليا .. 18 ساعة متواصلة تحقيق في حياتي كلها .. وانا مش فاهمة اي حاجة من اللي بيحصل .. بقالي 16 يوم ماستحمتش .. ورجلي مش قادرة تشيلني بسبب اصابتي اللي مخفتش منها (اتصابت برصاصة يوم 25 يناير 2014 جزء منها دخل في عمودي الفقري سببلي شلل مؤقت لسه بعاني منه بمشي بعرج) .. أرجوك عايزة أكلم أهلي بس .. وكيل النيابة يقولي هتروحي السجن النهارده وهنكمل تحقيق بكر
(5) سجن القناطر ..
أنا لابسة بنطلون وبلوزة وكارديجان وطرحة قصيرة ومخطوفة مع اتنين ولاد .. التهم الموجهة ليا الانضمام لجماعة الاخوان.. امداد الجماعة .. فبركة الأخبار خارج وداخل مصر .. ايه الجنان ده؟ هوا انا مين اصلا ؟!! طب الحاجات دي كلها محصلتش ومفيش أي حاجة عليا .. دخلت السجن .. أول مرة أشوف ناس كتير وستات كتير .. ودوني عنبر “الايراد الجديد” .. معيش هدوم غير الجلابية الحقيرة بتاعت السجن اللي وكيل النيابة بعد كدا قاللي اسمها “الشُلّ ” .. مبطلتش عياط ومش ببطل .. أنا ضغيفة جداً في الحقيقة وطول الوقت بعيط .. عادي .. الدموع جميلة .. أنا جالي جرب 17 يوم ماستحمتش .. أهلي عرفوا اني في سجن القناطر وجولي تاني يوم الموافق واحد رمضان .. الحمدلله .. الحمدلله .. الحمدلله .. كأنني ربنا أحياني من القبر .. فضلت أعيط بعدها وأقول آمنت بالله ..
احساس غريب .. كإني خرجت من القبر فعلا .. السجن مرعب .. عالم تاني .. اللي جايين مخدرات ودعارة وآداب ونشل وأموال عامة .. أشكال عجيبة وقصص عجيبة كإنهم وحوش .. كل الناس بتفتن على كل الناس .. وكلهم عايزين مشاكل لبعض وبيكرهوا بعض .. وكل الستات بتدخن .. ايه الخرا دا ؟! السجن وحش اوي اوي اوي .. انا بكره السجن .. لما اتعب بنام واصحى مفزوعة انا فين؟! باحس طول الوقت انه كابوس.. ازاي أنا جيت هنا وازاي كل دا حصل وبيحصل؟ انا عايزة اروح لماما وبابا .. قعدت 9 ايام في الايراد بعد كدا ودوني زنزانة الاخوان .. معروف ان انا مش اخوان ولا اي حد من عيلتي .. المهم ان محدش بيدخن في الزنزانة عشان كنت بموت من السجاير في الايراد .. الزنزانة معفنة مليانة صراصير .. كل حاجة صعبة اوي .. البيت وحشني .. عيلتي وحشتني.. اصحابي وحشوني .. وودي وحشتني أوي .. انا عايزة اروح البيت
(5) وتهدينا الحياة اضواء في آخر النفق .. تدعونا كي ننسى ألمًا عشناه
انا مش عارفة ايه اللي بيحصل .. بس كل يوم وكل وقت بدعي .. ربنا كريم .. انا زعلانة جداً من مصر.. في كل حاجة .. بس كل يوم في السجن مستنية يقولولي يلا هتروحي البيت النهارده .. عشان انا زعلانة جدًا بجد .. يارب الكابوس دا يخلص .. أنا ضعيفة في الحقيقة وبعرفش أكتب .. بس عايزة أحكي مع اني مش فاهمه حاجة من اللي بيحصل كله بس انا مستنية حاجة تفرحني .. يارب .. وأنا بحب بابا وماما واخواتي .. وبحب أصحابي جدًا جدًا .. يارب كل حاجة تبقى كويسة
(6) اخلاء سبيل
الوقتي وانا بكتب جه خبر اخلاء سبيل سمر النجار وطنط فريدة .. انا فرحانة وحاسة اني هخرج قريب .. الحمدلله كتير وعقبالي
* آه صحيح.. اي حد هيقول عليا حرائر وحيات امي هفشخه لما اطلع .. بس كدا
7/ 7/ 2015
سجن القناطر
اسراء الطويل