شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

أهالي الشيخ زويد.. بين سندان الجيش ومطرقة “ولاية سيناء”

أهالي الشيخ زويد.. بين سندان الجيش ومطرقة “ولاية سيناء”
تعيش مدينة الشيخ زويد، في مأساة كبيرة في ظل الصراع الدائر بين الجيش المصري وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "ولاية سيناء"، خاصة بعد سيطرة الأخير على قرى الشيخ زويد ورفح، إضافة إلى الطبيعة الجبلية التي يجهلها الجيش

تعيش مدينة الشيخ زويد، في مأساة كبيرة في ظل الصراع الدائر بين الجيش المصري وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “ولاية سيناء”، خاصة بعد سيطرة الأخير على قرى الشيخ زويد ورفح، إضافة إلى الطبيعة الجبلية التي تجهلها قوات الجيش، ما أدى إلى قطع خط الإمداد من وسط سيناء إلى شمالها أو من العريش إلى شرق العريش عبر قرى جنوب الشيخ زويد.

ويسيطر تنظيم ولاية سيناء على بعض القرى الجنوبية بشكل شبه كامل، إلا أنه لم يستطع السيطرة على مركز المدينة الذي يمر من خلاله الطريق الدولي، والذي يستخدمه الجيش كخط الإمداد الوحيد له إلى الشيخ زويد ورفح.

وترجع أهمية الشيخ زويد، لكونها أكبر معاقل “المدرسة السلفية”، بمختلف أنواعها؛ السلفية الجهادية والسلفية المعتدلة؛ حيث ينتمي إليها أكبر القيادات السلفية، هذا إلى جانب وجود أكبر قبائل شمال سيناء فيها، وهي قبيلة “السواركة” والتي صنّفتها إسرائيل قبل ذلك على أنها قبيلة “إرهابية”.

كما يوجد بها معسكر الزهور، وهو أكبر معسكر للجيش في سيناء، والذي تم نقل جميع معتقلي سيناء إليه بعد استهداف الكتيبة 101 في يناير 2015، ويصفه أهل المدينة بالمعسكر “سيئ السمعة”، بعد تعرض أبنائهم للتعذيب بداخله.

ويوجد أيضًا معسكر لقوات حفظ السلام ومطار تابع له في منطقة الجورة، جنوب مدينة الشيخ زويد، والذي يعتبر من النقاط الحساسة في الصراع المسلّح؛ حيث استهدفته “ولاية سيناء”؛ ردًا على اعتقال امرأة من الشيخ زويد الشهر الماضي.، وهو ما أجبر السلطات الأمنية على الإفراج عنها في اليوم التالي.

وتشهد المدينة العديد من الحملات العسكرية عليها، ما أدى إلى نزوح ومقتل العديد من أهالي سيناء، ما أسفر عن ارتفاع حالة الاحتقان وعدم الرضى بين أهالي المدينة وقوات الجيش، وهو ما سمح بوجود حاضنة شعبية لتنظيم ولاية سيناء، وانضمام عدد من أهالي المدينة المضطهدين وأصحاب الثأر لها.

وكان مسلحو التنظيم قد شنوا هجومًا كبيرًا يعد الأكبر خلال العامين الماضيين، وذلك في يوم الأربعاء الدامي في مطلع يوليو الحالي، استهدفوا خلاله الارتكازات الأمنية والمعسكرات الرئيسية، ودخلوا إلى مركز المدينة، وحاصروا قسم شرطة الشيخ زويد وسيطروا على المستشفى الرئيسي وبدأوا استهداف معسكر الزهور، وانتشروا بشكل كبير في شوارع المدينة.

ومن الجانب الأخر، ردت قوات الجيش على التنظيم من خلال شن غارات كثيرة باستخدام الطائرات الحربية من نوع إف 16، ونجحت بشكل كبير في قتل وإصابة العديد منهم لأول مرة منذ بدء الحملات العسكرية، ما دفع مسلحي التنظيم للانسحاب بشكل سريع من قلب المدينة ويعودون إلى القرى الجنوبية.

وتسببت غارات الجيش في فرار المدنيين، الذين يسكنون في مركز المدينة، ونزوحهم إلى المدن الأكثر أمانًا، مثل العريش وبئر العبد، وهو ما أدى إلى زيادة مخاوف الجيش من استغلال المسلحين للمنازل المهجورة، ما يسهل لهم تحركاتهم.

ظهر قلق الجيش بعد أسبوع من الأربعاء الدامي؛ حيث قامت المدرعات التابعة لمعسكر الزهور بالتجول داخل المدينة، وطالبت السكان بعدم ترك منازلهم وتعهّدت بعدم تكرار القصف العشوائي مرة أخرى على الأحياء السكنية.

وتعد الشيخ زويد ثاني أكبر مدينة في محافظة شمال سيناء بعد مدينة العريش، وهي مدينة ساحلية يبلغ عدد سكانها نحو 60 ألف نسمة، وتقع بين مدينتي العريش ورفح على بُعد نحو 37 كيلو مترًا شرق العريش، و15 كيلو مترًا من الحدود مع قطاع غزة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023