شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“فيسك”: أجهزة الطرد المركزي عند الغرب أهم من “مشانق” إيران

“فيسك”:  أجهزة الطرد المركزي عند الغرب أهم من “مشانق” إيران
انتقد الكاتب البريطاني، روبرت فيسك، أحكام الإعدام المتزايدة في إيران، حيث وصفها بأنها أوضح من أجهزة الطرد المركزي، في إشارة إلى اهتمام العالم بالبرنامج النووي الإيراني وعدم اهتمامه بحقوق الإنسان في إيران.

انتقد الكاتب البريطاني، روبرت فيسك، أحكام الإعدام المتزايدة في إيران، حيث وصفها بأنها أوضح من أجهزة الطرد المركزي، في إشارة إلى اهتمام العالم بالبرنامج النووي الإيراني وعدم اهتمامه بحقوق الإنسان في إيران.

وقال “فيسك” في المقال الذي نشرته صحيفة “إندبندنت” البريطانية، اليوم: “إن آثار حبال المشنقة في إيران هي أوضح من أجهزة الطرد المركزي، فيمكنك التفاوض حول الملف النووي الإيراني، لكنك لا تستطيع وقف الموت”. 

وأشار إلى أنه ناقش هذا الموضوع مع السفير الإيراني، الذي كان صديقًا لي, وسأله: “كيف تعلق إيران امرأة على حبل المشنقة في الوقت الذي يناشدها العالم الحفاظ على حياتها؟ أليس هو الله الذي يقرر الموت والحياة؟”، مبيما أن الإجابة كانت: “أنه يجب أن يكون هناك حكم دنيوي وقانون، قوانين الشريعة”.

ولفت الكاتب إلى أنه سأل الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد بعد حادثة ديرالا درابي، التي لم يكن يتجاوز عمرها 23 عاما، التي كانت تصرخ على الهاتف النقال لأمها: “أمي أرى الجلاد أمامي.. سيشنقونني، احميني”، حيث اعترفت وبالإكراه بقتل ابن عم والدها؛ من أجل إنقاذ صديقها من حبل المشنقة، بحسب ما قاله فيسك في المقال، مضيفا أنه عندما تدلت البنت المسكينة من حبل المشنقة، أمسك الجلاد هاتفها وتحدث لأمها قائلًا أن لا أحد سينقذها الآن. 

وعلق فيسك على الحادثة بقوله “سألت أحمدي نجاد إن كان سيعد بعدم تكرار مثل هذه المذبحة مرة آخرى؟ وقال إن البعض يعارضون حكم الإعدام، ولكنه أضاف أن القضاء الإيراني مستقل عن الحكومة “ولا أريد قتل حتى نملة””.

ويستدرك الكاتب بأنه نجاد لم يفعل شيئًا لوقف إعدام ديرالا، ولهذا تم جر حوالي 700 شخص إلى حبل المشنقة منذ بداية هذا العام، مشيرًا إلى أن معظم هؤلاء كانوا من متعاطي المخدرات، ولكن محاكماتهم كانت مهزلة وإعدامهم، كما يقول فيسك، يلوث سمعة الجمهورية الإسلامية، ويؤثر على حسن روحاني، الرجل الذي نال الثقة بعد اتفاق طهران – واشنطن حول الاتفاق النووي.

ويشير فيسك في مقاله، الذي ترجمته “عربي21″، إلى أن النظام القضائي في إيران من المفترض أن يحمي النظام، ولهذا علق شاعرًا على حبل المشنقة، وهو الناشط العربي الإيراني حسن شعباني، وبعد فترة قصيرة من انتخاب روحاني. 

ويرى الكاتب أنه من هنا، فمن السهل على النظام القضائي التعامل مع مشكلات المخدرات التي تزداد بشكل مخيف، وهي مشكلة كان يجب ألا تظهر في الجمهورية الإسلامية, متسائلًا لماذا الاحتجاج، خاصة أن تهريب المخدرات خطير؟ 

ويجد فيسك أن “هذا كان مقنعا في الماضي، عندما اتهمت الولايات المتحدة إيران بالسماح للمخدرات بأن تتسرب عبر حدودها إلى الغرب، والعالم الإسلامي لن يحتج على هذا، خاصة أن السعودية تقوم بقطع أيدي ورؤوس من يحمل المخدرات، فقد سمح السعوديون بقطع رأس امرأة بنجلاديشيه كانت تصرخ بشدة وتقول إنها بريئة من جريمة قتل؛ ولهذا فإنهم ليسوا في وضع كي يحاضروا على الإيرانيين حول نظامهم القضائي”.

ويختم الكاتب بالقول: “إننا نشعر بالامتنان من عدم تراجع إيران إلى حمام الدم، الذي حدث عام 1988، عندما قدم أربعة آلاف شخص من أعداء الدولة إلى حبل المشنقة، وبأمر من آية الله الخميني، مضيفا: “لكن ليس مفاجئا – على حد قوله – أن يصبح القتل والإعدام صورة قاتمة للعالم الإسلامي “العادل”، ولأنهم معادون لإنسانيتنا الغربية، فيمكننا أن نقتل الآلاف دون محاكمة، وبعد ذلك نتحدث عن براءتنا بالقول إن القتل جاء عرضيًا ودون قصد”.

يذكر أن منظمة العفو الدولية قد أصدرت بيانا اليوم استنكرت فيه تنفيذ إيران لنحو 700 حكم بالإعدام بحق مواطنين إيرانيين، بناء على محاكمات وصفتها المنظمة بأنها هزلية.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023