انتهى ماراثون الثانوية العامة لعام 2015 مع ظهور النتائج قبيل عيد الفطر، لتحمل معها مفاجآت كبيرة، خاصة مع العدد الكبير نسبيًا من الطلاب الذين أدوا امتحانات الثانوية وهم معتقلون في سجون الانقلاب، أو تعرضوا لانتهاكات من قبل أنظمة الأمن، أو اعتقل أو قتل أحد ذويهم أثناء أو قبل أدائهم امتحانات الثانوية العامة.
أظهرت نتائج الثانوية العامة لهذا العام، تمكن عدد كبير من الطلاب المعتقلين أو من ذوي القتلى على يد أجهزة الأمن المصرية، على درجات مرتفعة، لم تكن متوقعة في ظل الظروف السيئة التي كانوا يعانونها، سواءً داخل المعتقلات، أو مع حالات المطاردة المستمرة لهم كونهم معارضين لحكم العسكر في مصر.
عدد كبير يؤدون الامتحان في السجن
شهدت امتحانات الثانوية العامة لعام 2015، تأدية عدد كبير من الطلاب الامتحانات داخل السجون؛ حيث تم توزيع الطلاب على ست لجان كبرى، هي لجان وادي النطرون، وبرج العرب، وأسيوط، والقناطر، والمرج العقابية، وطره.
وتفاوتت تقديرات الطلاب الذين أدوا الامتحانات في المعتقلات؛ حيث وصلت إلى أكثر من 2000 طالب على مستوى الجمهورية، هم من تمكنوا من استكمال أوراقهم لدخول الامتحانات، وذلك بحسب تصريحات لرئيس عام الامتحانات في وزارة التربية والتعليم.
متفوقون رغم الاعتقال
جاءت نتائج الثانوية لتكشف عن تمكن عدد كبير من الطلاب المعتقلين من تحقيق نتائج جيدة وممتازة، بل تفوق بعضهم تفوقًا واضحًا، رغم ما يعانونه من ظروف سيئة في الاعتقال، وعدم تمكنهم من التحصيل بشكل طبيعي كبقية زملائهم.
في محافظة بني سويف، حصل الطالب المعتقل عبدالرحمن رجب عقل، على مجموع وصل إلى 95%، ومحمد ربيع على مجموع 87%.
وبلال عاطف على مجموع 88% في القسم الأدبي من الثانوية العامة، وذلك على الرغم من اعتقاله من مقر امتحانه في أول يوم من أيام امتحانات الثانوية العامة.
وفي المنصورة، حصل الطالب عمر ياسر شاهين، على مجموع درجات 98%، رغم اعتقاله في سجن وادي النطرون، لمدة تجاوزت العام ونصف العام.
أبناء الشهداء لهم نصيب
على الرغم من مرارة فقد آبائهم، إلا أن عددًا من أبناء من قتلوا على يد قوات الأمن منذ الانقلاب العسكري وحتى الآن، استطاعوا أن يحصلوا على درجات عالية في الثانوية العامة.
حصدت الطالبة آلاء محمد عبدالستار، الذي قتل والدها في مجزرة فض رابعة، قبل نحو عامين، مجموع درجات وصل إلى 409 درجات من 410 درجات، في شعبة الرياضيات من القسم العلمي في الثانوية العامة.
وحصلت ابنة السيد دويدار، وابن هشام خفاجي، اللذين قتلا في عملية تصفية في مدينة ستة أكتوبر قبل نحو شهر، على درجات كبيرة؛ حيث حصلت ابنة السيد دويدار، على مجموع 96.5%، وحصل بلال هشام خفاجي على 97%، على الرغم من ظروف المطاردة التي عانى منها والداهما كونهما من قيادات الإخوان المسلمين.
شاهد الفيديو:
قصة نجاح وتحدٍ
ويروى الدكتور ياسر شاهين، أستاذ الكبد بكلية طب بنها، ووالد المعتقل عمر ياسر شاهين، قصة نجاح ولده في تحصيل هذا المجموع الكبير؛ حيث أكد أن والدته قامت بإنهاء جميع الإجراءات الخاصة بامتحانات نجلها من داخل السجن، كما أنها كانت تحرص على زيارته بشكل دوري ومستمر، لرفع روحه المعنوية حرصًا منها على توفير أفضل ما يمكن لنجلها للتحصيل، بحسب ما قاله والده في لقاء تلفزيوني.
وأشار إلى أن زملاء ابنه في المعتقل حرصوا على توفير أجواء الهدوء وكل طرق المساعدة الممكنة للمذاكرة داخل السجن، كما حرصوا دومًا على رفع روحه المعنوية.
واعتبر د. ياسر شاهين، أن تفوق ابنه، على الرغم من ظروف الاعتقال، هي رسالة تحد يوجهها معارضو الانقلاب العسكري في مصر إلى النظام الانقلابي، مفادها أنه مهما كانت الوسائل التي تستخدم لقمعهم فإنهم سيظلون مستمرين في معارضتهم للانقلاب بكل الوسائل الممكنة حتى اسقاطه.
شاهد الفيديو: