سقط عدد من القتلى والجرحى في اشتباكات عنيفة اندلعت، اليوم الأحد، بين المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والمسلحين الحوثيين بمحافظة تعز جنوبي العاصمة صنعاء.
وقالت مصادر محلية بالمحافظة إن المسلحين الحوثيين حاولوا اقتحام منطقتي “مشرعة وحدنان” في جبل “صبر” المطل على المدينة مصحوبين بعدد من الآليات العسكرية والدبابات، غير أن رجال المقاومة الشعبية تصدوا لهم ومنعوههم من الاقتحام، مضيفة أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجانبين باستخدام مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى معظمهم من الحوثيين، وتدمير آليات عسكرية تابعة لهم.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن المسلحين الحوثيين يشنون قصفا مستمرا بالمدفعية الثقيلة والدبابات على منازل المدنيين في المنطقتين ما أدى ذلك إلى سقوط قتلى وجرحى، مؤكدة أن الحوثيين يحاولون السيطرة على منطقتي “مشرعة” و”حدنان” لاستخدامهما في قصف مواقع المقاومة الشعبية الموالية للرئيس هادي والأحياء السكنية وسط المدينة.
كما خاضت المقاومة الشعبية وقوات موالية للرئيس عبد ربه، اشتباكات، مع ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع علي عبدالله صالح، بقاعدة العند الجوية “شمالي عدن”، في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة اليمنية سيطرتها على عدد من مواقع الحوثيين شمالي المدينة.
تناول الصحافة لتقدم المقاومة الشعبية
إلى هذا، ذكر موقع “الجزيرة” أن مواطنين يمنيين قالوا إن المقاومة الشعبية وقوات لهادي خاضت اشتباكات مع جماعة أنصار الله الحوثي من أجل السيطرة على أكبر قاعدة جوية شمالي عدن، قبل ساعات من موعد سريان هدنة إنسانية أعلنها التحالف بقيادة السعودية.
وأكد المتحدث باسم المقاومة الشعبية بعدن، علي الأحمدي، أن القتال مستمر بقاعدة العند، مبينًا أن عناصر المقاومة أتلفت معدات وطائرات ودبابات يسيطر عليها الحوثيون، بينما أفاد سكان محليون، أن المقاومة الشعبية استولت على حي صبر “شمالي عدن”، وأن 25 حوثيًا سقطوا قتلى.
بينما قالت وكالة الصحافة الفرنسية، إن القوات الموالية لهادي استعادت، مساء أمس السبت، السيطرة على عدد من مواقع الحوثيين شمالي عدن، كما شنت القوات بدعم جوي من التحالف هجمات في الليل على جيوب للحوثيين في دار سعد وجعولة والبساتين “شمال عدن”.
وأعلنت مصادر عسكرية أن القوات الموالية لهادي استعادت السيطرة على البساتين وجعولة بعد معارك عنيفة استخدمت فيها مدرعات حصلت عليها من التحالف، مشيرة إلى وقوع عشرات القتلى من الحوثيين، كما أشارت مصادر طبية، إلى سقوط سبعة قتلى في صفوف القوات الموالية لهادي وإصابة 29 جريحًا في المعارك.
وأفاد مواطنون أن الحوثيين قصفوا أحياء سكنية على مشارف دار سعد، مما أوقع ضحايا بين المدنيين، في حين أعلن مدير عام مكتب الصحة والسكان اليمني، الخضر لصور، أن حصيلة القتلى بين المدنيين، أمس السبت، بعدن وضواحيها بلغت 17 قتيلًا و121 جريحًا.
التحالف العربي يعلن الهدنة
وأعلنت قيادة التحالف العربي منذ قليل، بدء الهدنة الإنسانية في اليمن اعتبارا من منتصف ليل غد الأحد لمدة 5 أيام، وذلك حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
وذكر البيان الصادر عن قوات التحالف “تقرر أن تبدأ الهدنة الإنسانية اعتبارا من الساعة 11:59 مساء بتوقيت اليمن يوم الأحد ولمدة 5 أيام، وفقا لما ورد في رسالة الرئيس عبد ربه منصور هادي، رئيس الجمهورية اليمنية، لإدخال وتوزيع أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية للشعب اليمني الشقيق، حيث تتوقف فيها الأعمال العسكرية من قبل قوات التحالف”.
وأضاف “في حال قيام الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لها بأي أعمال أو تحركات عسكرية في أي منطقة، فسوف يتم التصدي لها من قبل قوات التحالف مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري والاستطلاع الجوي لأي تحركات لميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها”.
الحوثيون يرفضون الهدنة التي أعلنها التحالف العربي
من جانب آخر رفض زعيم المتمردين الحوثيين، عبد الملك الحوثي، في تغريدة على موقع “تويتر”، نسبت إليه، اليوم الأحد، الهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف العربي بقيادة السعودية ويفترض أن تدخل حيز التنفيذ عند منتصف الليل.
وكتب “الحوثي” -في التغريدة التي نشرت على حساب يحمل اسم زعيم الحوثيين ولم يتم التحقق منه، حسب موقع الحرة: “الهدنة المرفوضة التي طلبها العدوان السعودي تريد متنفسًا لتحشد “تنظيم الدولة” والقاعدة في عدن لقمع الثوار”.
يذكر أن السعودية تقود تحالفًا عربيًا، يضم نحو عشر دول، لقصف مواقع تحالف الحوثيين والرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، في اليمن، منذ نحو أربعة شهور، بالإضافة إلى دعم قوات الجيش الوطني اليمني، والمقاومة الشعبية المؤيدين للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، لمواجهة قوات الحوثيين وصالح ميدانيا في عدة محافظات يمنية.
ويشهد اليمن فوضى أمنية وسياسية، بعد سيطرة ميليشيات الحوثي على المحافظات الشمالية منه وفرض سلطة الأمر الواقع، مجبرة السلطات المعترف بها دوليا على الفرار لعدن، جنوبي البلاد، وممارسة السلطة لفترة وجيزة من هناك، قبل أن يزحف مقاتلو الجماعة، المحسوبون على المذهب الشيعي، باتجاه مدينة عدن وينجحون في السيطرة على أجزاء فيها من ضمنها القصر الرئاسي.