يعقد البرلمان التركي، اليوم الأربعاء، جلسة طارئة لمناقشة “الحرب على الإرهاب” التي تشنها الحكومة على “تنظيم الدولة” والمتمردين الأكراد في وقت واحد ما يثير شكوك المعارضة في أهداف الرئيس رجب طيب أردوغان.
ويعقد النواب -حسب فرانس 24- البالغ عددهم 550 جلستهم في أنقرة، بينما حصلت الحكومة الإسلامية المحافظة على “دعم قوي” من حلف شمال الأطلسي، أمس، مع أن الحلفاء دعوا إلى عدم التضحية بعملية السلام مع حركة التمرد الكردي على مذبح حملة واسعة ضد الإرهاب.
وبحسب -فرانس 24- فإن حزب العدالة والتنمية الحاكم، يرى أن هذه الدورة البرلمانية ستكون مناسبة لتوقيع بيان مشترك حول مكافحة الإرهاب تعبيرًا عن “وحدة وطنية” حول أردوغان.
الوكالة أشارت أيضًا إلى أن “بعض نواب المعارضة يتهمون الرئيس التركي باتباع “إستراتيجية التوتر” تمهيدًا لانتخابات تشريعية مبكرة قد تسمح له بتخطي النتائج المخيبة للآمال التي حصدها في السابع من يونيو عندما فقد حزبه الغالبية المطلقة للمرة الأولى منذ 2002″.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد صرح قبل أن يبدأ زيارة رسمية إلى الصين قائلًا “التراجع” أمام التهديد الإرهابي “غير وارد”، مؤكدًا أن مواصلة عملية السلام مع المتمردين الأكراد “مستحيلة”.
وفي الوقت ذاته، أعلنت الحكومة -في بيان لها- أن الطيران الحربي شن ليل الثلاثاء، والأربعاء- سلسلة جديدة من الغارات الجوية على قواعد للمتمردين الأكراد في شمال العراق وجنوب شرق تركيا، وذكر البيان ستة مواقع مختلفة استهدفت في شمال العراق، القاعدة الخلفية للمتمردين الاكراد.
وأضاف البيان أن “ملاجئ ومستودعات وقواعد لوجستية وكهوف يستخدمها حزب العمال الكردستاني دمرت”.
وبحسب وكالة -فرانس 24- فإن الوضع في تركيا بشكل كامل منذ اعتداء “20 يوليو” في “سوروتش” بالقرب من الحدود السورية الذي أسفر عن سقوط 32 قتيلًا من ناشطين شباب مدافعين عن القضية الكردية.
وأوضحت الوكالة، أن هجوم سوروتش دفع الجيش التركي إلى قصف مواقع لـ”تنظيم الدولة” في سوريا للمرة الأولى في خطوة رحبت بها الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي المعادي للجهاديين.
الأكراد بين الدعم الغربي والقصف التركي
وفي الوقت الذي تستأنف فيه تركيا غاراتها الجوية على القواعد الخلفية لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، وتقصف فيه أيضًا مواقع للميليشيات الكردية في سوريا، يواصل التحالف الأميركي دعمه للميليشيات الكردية التي تواجه تنظيم الدولة في البلدين، وهو الأمر الذي من الممكن أن يخلق مشكلة للغربيين بما أن هؤلاء المقاتلين هم حلفاؤهم الرئيسيون على الأرض في مواجهة “تنظيم الدولة”.
وأصبح حزب الشعب الديموقراطي المؤيد للأكراد وأحد أكبر الأحزاب الفائزة في الانتخابات الأخيرة في موقف دفاعي، معتبرًا أنه الهدف الأول لأردوغان.
وكان الحزب قد حصد على 13% من أصوات الناخبين الأتراك، ويشغل على إثر ذلك ثمانين مقعدًا.
وتسبب التفوق في الأصوات الذي حصل عليه “حزب الشعب الكردي” إلى حد كبير في إخفاق حزب العدالة والتنمية في الحصول على الأغلبية المطلقة.
وقال زعيم كتلة الحزب صلاح الدين دمرداش الذي دعته السلطات من دون جدوى إلى إدانة أعمال حزب العمال الكردستاني أن “أحد الأهداف الرئيسية للعملية الجارية في الأجواء وعلى الأرض وفي وسائل الإعلام هو الإضرار بحزب الشعب الديموقراطي مع احتمال إجراء انتخابات مبكرة”.
ومن الجدير بالذكر، أن هذه الأزمة تأتي في الوقت الذي يجري فيه حزب العدالة والتنمية محادثات مع حزب الشعب الجمهوري لمحاولة تشكيل حكومة ائتلاف، لكن بعض الصحف تراهن في افتتاحياتها على فشل المفاوضات وعلى انتخابات تشريعية مبكرة في نوفمبر.