أحب تسمية الأمور بأسمائها دون لف أو دوران، وتأثرت بكتب المسيري وعزمي بشارة عن ضرورة تفكيك الخطاب المتصهين وعدم الانجرار وراء مصطلحات ثقافية أو اقاصادية أو أمنية أو سياسية أو اجتماعية صنعها لنا أعداؤنا.
والحقيقة فإن اللافت للنظر بشدة منذ انقلاب الثالث من يوليو أن “الزناة” بدأوا يتصدرون مكانة غير مسبوقة في كافة المجالات! بدءا من رقص عدد منهم للانقلاب على أنغام أغنية رقيعة، تجعل ذكور ونسوان شعب السيسي يهرعون إلى الرقص حين يسمعونها، حتى لو كانوا في ميدان عام أو أمام لجنة انتخابية، وانتهاء بالفضائح التي تتكشف كل يوم عن زان هنا أو زانية هناك، وهي – ياللمفاجئة – تصيب غالبا شخصيات مؤيدة للانقلاب أو بعضا من أركانه! ونذكر هنا فقط غيضا من فيض:
1- فهمي بهجت
إحالة الضابط فهمي بهجت، المتحدث باسم ائتلاف ضباط الشرطة “30 يونيو”، إلى محكمة الجنح ووجهت النيابة إلى الضابط تهمة تسهيل ممارسة الدعارة، وإدارة شقة يمتلكها بشارع البحر الأعظم بالجيزة لممارسة الأعمال المنافية للآداب، والتعدي على قوات الشرطة أثناء تأدية عملهم.. طبعا الضابط تمت تبرئته رغم الأدلة والتسجيلات الصوتية لأن القاضي الشامخ استمع إلى شهود النفي فقط!
2- “الملكة شاهي”
براءة طالبة كلية التجارة المعروفة باسم “الملكة شاهي” والمتهمة بإدارة 80 موقعاً إباحياً على شبكة الإنترنت، والتي اعترفت بذلك في تصريحات نشرتها أغلب الصحف المصرية. حيث قضت محكمة جنح العجوزة، برئاسة المستشار محمد فتحي، وسكرتارية سامي خلف، الخميس 25 يونيو، بحكم البراءة.. مبروك
3- “سيب إيدى”
محكمة جنح العجوزة ( أيضا؟؟) تقضي يوم الأحد 28 يونيو 2015 بـ “حكم أولي قابل للطعن” بحبس كلاً من بطلة كليب “سيب إيدى”، ومخرج ومصور الكليب سنة لكل منهم مع الشغل، لاتهامهما بالتحريض على الفسق والفجور ونشر الرذيلة فى المجتمع. المتهمة استـأنفت ضد الحكم ومن المتوقع أن تخرج لتمارس الرذيلة في أماكن أخرى!
4- “عنتيل المحلة”
الفضيحة المدوية التي قام بها مدرب الكارتيه ومدير حملة السيسي بالمحلة والمعروف باسم “عنتيل المحلة” بعد ممارسته الرذيلة للعديد من السيدات، وتصويرهم مقاطع فيديو داخل إحدى صالات الألعاب الرياضية بمدينة المحلة، إلا أن محكمة جنح اول المحلة الكبري رأت أن معاقبته على تلك الجريمة تستحق عامين سجن فقط.
ورفضت المحكمة كافة الدعاوي المدنية المقامة ضده لممارسته الرذيلة والفعل الفاضح مع أكثر من 25 سيدة من عشيقاته داخل احدي الصالات الرياضية الملحقة بنادي بلدية المحلة الكبري.
ما أكسب هذه الفضيحة زخما أن زوجات ضباط وقضاة كن متورطات في هذه الفضيحة، وهو ما عجل بالطرمخة عليها!
5- عنتيل حزب النور:
فضيحة جنسية لقيادي بحزب النور، وتبين من تحريات أجهزة الأمن أن المتهم أرسل جهاز الحاسوب الخاص به إلى مهندس كمبيوتر لصيانته، وخلال عملية الصيانة اكتشف المهندس وجود 12 فيديو جنسيا فاضحا، تجمع بين صاحب الحاسوب وعدد من السيدات والفتيات.
6-”تنازلات جنسية” في ماسبيرو:
بثينة كامل، الإعلامية المعروفة، أكدت أن بعض المذيعات بالتليفزيون المصري، قدّمن ”تنازلات جنسية” لبعض القيادات داخل مبنى ماسبيرو، لتتمكن من الوصول الي أهدافها التي تسعى لها لتصل لمكانة مميزة داخل التليفزيون، على حد قولها.
وأشارت إلى أنها تلقت عرضًا برشوى جنسية من قِبل أحد رجال الأعمال العربية، بالاتفاق مع صحفي بإحدى الصحف القومية، وفنانة مشهورة، مقابل تقديم برنامج ديني! لافته إلى أنها لن تفصح عن تفاصيل أكثر إلا عندما تشعر بوجود مجال لمحاسبة أمثاله. مما يعني أنه لا يوجد والعهدة على الأخت بثينة!
7- المستشار رامي عبد الهادي نجل عضو المجلس العسكري:
المستشار رامي عبد الهادي رئيس محكمة مدينة نصر الذي طلب الرشوة الجنسية من امرأة سورية مقابل إصدار حكم لصالح أبناء شقيقتها، وهو ما وثّقته السيدة بتسجيلها للمكالمات بينها وبينه بعد أن اتفقت معه على اللقاء في أحد المنتجعات السياحية بالساحل الشمالي، وقامت السيدة بتقديم التسجيلات للرقابة الإدارية.
وسبق للمستشار رامي عبدالهادي، إلغاء حكم حبس صادر بحق الإعلامي أحمد موسى (المؤيد لنظام السيسي)، لمدة عامين بعد إدانته بسب السياسي المصري المعروف أسامة الغزالي حرب، واتهامه بالخيانة وتلقي تمويل من الخارج، وهو الحكم الذي أثار جدلًا واسعًا، خاصة بعد تأكيد الغزالي حرب أن قيادات كبيرة في الدولة تدخلت لإلغاء الحكم الصادر بحق موسى.
وسبق للقاضي نفسه إصدار أحكام بحق طالبات جامعة الأزهر اللواتي اتهمن بخرق قانون التظاهر؛ إذ حكم على خمس منهن بالسجن خمس سنوات وغرامة مالية قدرها 100 ألف جنيه. وكان القائم بأعمال النائب العام المصري، المستشار علي عمران، أصدر قرارًا بحظر النشر في القضية وبعث بخطاب رسمي لرئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري يخطره فيه بحظر النشر في القضية رقم 540 لسنة 2015 حصر أمن دولة، فيما ذكرت مصادر أن القاضي تقدم باستقالته مقابل غلق القضية.
8- رقص إباحي في حزب التجمع:
شهد مقر حزب التجمع واقعة مشينة، حيث قامت فتاتان بالرقص بشكل ساخن وإباحي على أنغام أغنية مبتذلة تحتوي على العديد من الألفاظ الخادشة للحياء.
وجاءت هذه الحادثة في مناسبة من المفترض أنها لإحياء الفن الراقي والجميل، وهي افتتاح مهرجان سيد درويش الأول للأغنية.
9- فضيحة جنسية في الكنيسة
فضيحة جنسية مدوية داخل الكنيسة المصرية، كشفها هذه المرة، مواطن مصري قبطي، يدعى وائل عبد المسيح، وهو وكيل مدرسة 15 مايو الثانوية الصناعية بنات، الذي وجد زوجته غارقه في بحور الرذيلة والزنا مع القس “اثناسيوس رزق”، كاهن كنيسة العذراء والقديس إثناسيوس الرسولى في 15 مايو في مدينة حلوان بالقاهرة. وقد انتشر تسجيلا صوتيا لحوار بين القس والزوجة على موقع يوتيوب ومواقع أخرى.
10- برديس وشاكيرا:
تنظر محكمة جنح العجوزة (ايه حكاية جنح العجوزة؟) برئاسة المستشار المستشار محمد فتحى وسكرتارية محمد عبد الحكيم، اليوم الخميس، أولى جلسات محاكمة الراقصتين برديس وشاكيرا لاتهامهما بالتحريض على الفسق ونشر الرذيلة والفعل الفاضح وصناعة فيديو خادش للحياء. وكأن المفروض أن الراقصة لا تحرض على العري والفسق والفجور!!
11- ناجي شحاتة
لم يفرح النشطاء بفضيحة ربما مثل فرحهم بفضيحة القاضي ناجي شحاتة الذي اخترق عدد من النشطاء صفحته على الفيس بوك حيث تم العثور على العديد من الصفحات الإباحية والصورة الخليعة المنافية للآداب!
واشتهر شحاتة بكونه القاضي الذي حكم بإعدام 183 متهمًا، وأعطى 230 مؤبدًا في 48 ساعة. ومن أبرز القضايا التي أشرف عليها قضية “غرفة عمليات رابعة”، وقضية “خلية الماريوت” التي حوكم فيها صحفيو الجزيرة.
وهو القاضي الذي أحال أوراق 12 متهما إلى المفتي ليصادق على إعدامهم في قضية اقتحام كرداسة، وهو نفسه من أصدر حكما بإعدام 13 من قيادات الإخوان المسلمين من بينهم مرشد الجماعة محمد بديع في قضية مسجد الاستقامة.
12- صور إباحية لنائب رئيس مجلس الدولة:
القاضي “ناصر عبد الرحمن” الذي كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس الدولة، التقطت له العديد من الصور أثناء جولة سياحية في إحدى الدول الآسيوية.
وتظهر الصور القاضي المصري في أوضاع مخلة في نواد ليلية، مع عدد من السيدات، ويبدو من مظهرهن أنهن من “بنات الليل”، كما إنه يظهر في صور أخرى وهو ويدخن ويشرب الخمر.
13- فضيحة مركز شباب بالبحيرة:
قيام مدير مركز شباب قيليشيان بالبحيرة بممارسة الجنس مع فتيات داخل مركز الشباب وقيامة بتصويرهن في أوضاع مخلة بالآداب مما أدى إلى حدوث هياج عام بالمحافظة على مدير مركز الشباب والمطالبة بقتله!
اكتشفت فضيحة عنتيل البحيرة عن طريق ابنه الذي عثر على محتويات اللاب توب الخاص بابيه وعرضها على أصدقائه الذين تمكنوا من اخذ نسخة لهم ومن ثم انتشرت الفيديوهات في أرجاء البحيرة وفور علم مديرية امن البحيرة بهذه الفضيحة أمرت بسرعة القبض على مدير مركز شباب قليشيان الا انه تمكن من الهرب.
14- طبيب أسنان بالبحيرة
أخلت نيابة دمنهور سبيل دكتور شهير “52 سنة”، صاحب الفيديو الجنسى بالبحيرة واستشارى طب الأسنان، ومدير إدارة التخطيط والمتابعة بمديرية الصحة والسكان بالبحيرة سابقًا.
15-فضيحة أستاذ جامعي بطنطا:
فضيحة جنسية هزت جامعة طنطا، بطلها أستاذ بالجامعة تداول صورًا فاضحة لزميلة له!
ووفق صحيفة “المصريون” تتعلق الفضيحة الأحدث بأستاذ بجامعة طنطا نشر عبر بريده الالكتروني، صور جنسية فاضحة، لزميلته بنفس القسم.
وقال رئيس جامعة طنطا في مداخلة هاتفية مع الإعلامي جابر القرموطي لبرنامج “مانشيت” على “قناة أون تي في”، إنه تلقى شكوى من كلية الآداب ضد أحد الأساتذة بسبب بيع “سيديهات” مخلة بالآداب داخل الحرم الجامعي لإحدى زميلاته بالجامعة. فيما قال الدكتور عبد الحكيم عبد الخالق رئيس الجامعة، إنها ليست الأولى من نوعها التي تشهدها الجامعة، بعد أن شهدت وقائع مشابهة في السابق.
***
الأمر مقزز لكنه واقعي.. ومثير للاشمئزاز لكنه يحدث! ليس هذا فحسب بل ازداد بكثافة بعد الانقلاب العسكري، وكأن شخصا ما أعطى ضوء أخضر لنشر هذه الأوبئة في المجتمع بعد سحق الجماعة الدعوية الأكبر في مصر!
قد يتذرع النظام أنه غير مسؤول عن هذه الأعمال أو أنه حتى يكافحها، لولا ثلاثة أمور:
1- أن كثيرا من هذه الفضائح هزت النظام نفسه لأنها متعلقة بقيادات أمنية أو سياسية أو إعلامية موالية له أو محسوبة عليه. هذا غير موافقة المسؤولين على تصوير أفلاما إباحية في سفح الهرم عدة مرات.. هل نقول بعد الآن أن مصر بلد الأزهر وبلد الألف مئذنة ام بلد البانجو وبلد الألف راقصة!
2- أن الدعاة إلى الله يتم التضييق عليهم بشدة، وعلى التهجد والاعتكاف، واعتقال الدعاة المشهور عنهم التقوى والصلاح وتأميم مؤسساتهم الدعوية والتربوية بدعوى الانتماء للإخوان!
3- في المقابل يتم استقبال الراقصات والعاهرات طول اليوم على الفضائيات للحديث في الدين وعن الإصلاح الديني وعن أهمية وجود علاقات خارج إطار الزواج، وعن وجوب تقنين الحشيش وبيوت الدعارة، وعن الدعوة لمليونية لخلع الحجاب، وعن دعوات للرقص في ميدان التحرير نكاية في الإخوان، واصطحاب السيسي للراقصات والعاهرات معه في كل زيارة، واختيار واحدة منهم أما مثالية!
إنه عصر الزناة بلا شك! كلنا يعلم عقوبة انتشار الفاحشة في مجتمع ما، وعدم وجود من يصلح ويدعو للفضيلة! وأين هم الآن وغالبيتهم قتلوا أو مطاردين أو في السجون! نسأل الله أن يطهر بلادنا ممن يريدون للفاحشة أن تشيع فيها، ولا حول ولا قوة إلا بالله! ونسأل الله العفو والعافية!