رأى الصحفي والباحث السياسي عبد الرحمن يوسف، أن مقطع الفيديو المسجل مع الرهينة الكرواتي الذي تم بثه اليوم في ما يُعرف بولاية سيناء، يحمل دلالات وتساؤلات هامة على الرغم من قصر مدته.
وكتب “يوسف” منشورا عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” فند فيه نحو 7 دلائل حول مقطع الفيديو وما حواه، قائلا: “تقريبا لأول مرة يطلب التنظيم مبادلة “رهينة” بأشخاص أو مجموعة أخرى، هي وفقا للتسجيل “الأسيرات المسلمات في السجون” وتحديد سقف زمني لهذه المدة “48 ساعة” بمعنى يوم 7 أغسطس، الملفت أيضا أنه وفق التسجيل فالرهينة يعمل في شركة فرنسية مقرها المعادي بالقاهرة، بحثت عنها وجدتها تعمل في مجال البترول والغاز، ومختطف من يوم 22 يوليو أي قبل 14 يوما، وغير واضح هل تم اختطافه من القاهرة ونقله خارجها، أم أنه كان في موقع عمل خارج القاهرة ونقله لمقر آمن للتنظيم”.
وأضاف: “النقطة السابقة جاءت من وحي حالة القتل السابقة، التي تمت لمهندس بترول أمريكي يعمل في شركة آباتشي الأمريكية، في 6 أغسطس 2014 وتبنى التنظيم وقتها قتله في 1 ديسمبر من نفس العام، وهو حينها كان يعمل بالصحراء الغربية أي بالقرب من ليبيا وليس من سيناء ووفق لتفاصيل قتله فإنه كان يسير بسيارته في الصحراء، ولم يختطف ولم يتم طلب أي شيء مقابله”.
وتابع: “في التسجيل مكتوب على الجانب الأيمن، سيناء، لا أعرف هل يقصدون المكان أم التنظيم، ذلك أن اختطاف الرجل من القاهرة أو بالقرب منها ثم نقله إلى سيناء عبر جنوبها أو شمالها هو أمر بالغ الدلالة، ويفتح أسئلة ونقاشات كثيرة عن القدرات اللوجستية للتنظيم التي تمكنهم من نقل رهينة أجنبي مختطف في ظل هذا الحصار”.
ومضى قائلا: “النقطة التالية الهامة، هو إعلان التسجيل عشية افتتاح التفريعة الجديدة لقناة السويس، في محاولة لإرباك النظام وأجهزته الأمنية ووضعه تحت ضغط معنوي، مع قصر المدة التي تنتهي ثاني يوم من الافتتاح وعلى مسافة ليست بالبعيدة عن مكان الافتتاح، وظني أن جنسية الشركة والرهينة ليس لها دلالة، وأعتقد أنها مرهونة بآليات لوجيستية خاصة بالاختطاف وتناسب حالة الرهينة مع التخطيط للاختطاف الذي هو في جوهره تطور نوعي، سواء في الإبقاء على حياته عبر نقله وعدم قتله مباشرة”.
وأوضح: “استخدام التنظيم لكلمة “الأسيرات المسلمات في السجون” هو نوع من محاولة الجذب المعنوي للشباب في إطار صراع “الاستمالة” مع رافضي عنف داعش أو أممية تحركاته، ورسالة بأن التنظيم مهتم بالقضايا المحلية، وعلى رأسها النساء بما تحمله من دلالة معنوية وعاطفية وقيمية للمجتمع المصري عموما وللتيارات الإسلامية خصوصا”.
وأردف: “وهو في ذلك الطلب، يظهر أن لديه طرحا “أخلاقيا” متجاوزا للصراع السياسي فقط والصراع على كسب المساحات، بُعد آخر عاطفي هو تركه لذكر الرهينة أن له أسرة وأطفال وزوجة، ومن ثم تحميل مسؤولية ضمنية لمن سيتركونه يموت حال عدم تنفيذ الطلب، فالصورة كلها في إخراجها، لها دلالة عاطفية ومحاولة استمالة أخلاقية لمنطق الاختطاف”.
واختتم منشوره قائلا: “خلاصة القول: الاختطاف وطلب المبادلة ونوع المبادلة وحالة الرهينة والتوقيت تحمل دلالات هامة تمثل نوعا آخر من التصعيد الذي بدأ من بداية يوليو ومستمر في أشكال عدة سواء في نوع السلاح المستخدم أو مساحات التحرك أو تكتيات الإخراج والمنطق الإعلامي وتقارب المدد الزمنية بين كل هذه التطورات”.